رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الدعوة فى جزيرة العرب

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الدعوة فى جزيرة العرب

بقلم \  المفكر العربى الدكتور خالد محمود  عبد القوي عبد اللطيف 
مؤسس  ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى 
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين 
كان القرن الثاني عشر الهجري الموافق للقرن الثامن عشر الميلادي بداية عصر الدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمدُ بن عبدالوهاب؛ وفي هذا القرن كان العالم الإسلامي يسير على النهج نفسه الذي سار عليه في سابقه من انفصال عن الحقيقة الإسلامية، ومن سيطرة المفاهيم المغلوطة عن العقل الإسلامي، ومن تمزق سياسي، وفوضى اقتصادية، وهو ربط اجتماعي؛ بحيث أصبح الحال - كما يسميه المفكر الجزائري مالك بن نبي - حالة (القابلية للاستعمار)[1]، إنها الحالة التي تتوافر فيها موادُّ خام بشرية تمتاز بـ: (البطالة)، و(الجهل)، و(الانحطاط الخلقي) المتولد من انحطاطين؛ أحدهما: فكري، والآخر: نفسي.
وقد ولد محمد بن عبدالوهاب سنة (1115هـ) بالعيينة شمال الرياض[2]، وعاش حياة حافلة بالتعلُّم والارتحال في طلب العلم، وقد حفظ القرآن قبل بلوغه العاشرة[3]، وكان سباقًا في عقله وجسمه، وقد جاهد في سبيل تكوين رؤية سلفية تعيد حال الأمة الإسلامية إلى الصلاح؛ حتى تنجح في تحقيق عودتها إلى مكانها التاريخي، وظل كذلك حتى وافته منيته سنة 1206هـ (1792م)، بعد أن شهد تحول بلاده من حياة الجاهلية والبداوة إلى حياة الحضارة، واستنارت نجد والجزيرة العربية بدعوته العظيمة[4].
وقد تلخصت الجوانب الإصلاحية في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب في الآتي:
1- تصحيح عقيدة المسلم، وتطهيرها من مظاهر الشرك التي علقت بها؛ وذلك بالعودة إلى عقيدة التوحيد كما ورد في الكتاب والسنَّة الصحيحة.
2- رفض الخرافات التي أُقحمت على الإسلام، في مجالات التوسل والاستغاثة، ومقاومة الخرافات والبدع.
3- فتح باب الاجتهاد - عند توافر وسائله - وعدم التعصب لمذهب معين، وضرورة أن يعود المسلمون إلى الاتصال المباشر بالكتاب والسنَّة.
4- ضرورة إحياء فريضة (الحسبة)؛ أي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء فريضة الجهاد التي خمدت في نفوس المسلمين.
5- العمل على إقامة دولة تتبنى الدعوة؛ لأنه بالدولة والدعوة معًا تُبنى حضارةُ الإسلام، وبالتمزق أو الانفصام بين الساسة والدعاة يقع السقوطُ والتشرذم.
وقد كللت جهود الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالنجاح التام عند تحالفه مع الإمام محمد بن سعود الكبير، ومن ثم تعاهدا على إقامة (دولة الدعوة) التي قامت في الدرعية على مقربة من الرياض، وامتدت في جميع أنحاء الجزيرة، وأثرت في كثير من الإصلاحيين والمجددين في العالم الإسلامي، وقد مرت (دولة الدعوة) في الجزيرة بأطوار، مثلتها الدولة السعودية الأولى، والدولة السعودية الثانية، والدولة السعودية الثالثة التي كانت بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله.
________________________________________
[1] انظر شروط النهضة: فصل (عامل القابلية للاستعمار)، ص229، الطبعة الثالثة.
[2] أحمد عبدالغفور العطار: محمد بن عبدالوهاب، ص31، ط2، مكتبة العرفان، بيروت.
[3] أحمد بن حجر طامي: الشيخ ابن عبدالوهاب، مطبعة الحكومة بمكة، 1395هـ.
[4] أحمد عبدالغفور العطار: محمد بن عبدالوهاب، ص101.

اكتب تعليق

أحدث أقدم