رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن العفة من الأخلاق التي يبنى عليها استقرار المجتمعات

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن العفة من الأخلاق التي يبنى عليها استقرار المجتمعات



بقلم المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ,
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن العفة من الأخلاق التي يبنى عليها استقرار المجتمعات، شعوبًا وحكامًا ومسؤولين وأفرادًا ومؤسسات، وهي من القيم التي تحتاج إلى ممارسة وتدريب وتحمل، لأنها غير مطبوعة في خلقة الإنسان وشعوره كالحياء، مبينًا أن من ثمرات العفة الاقتصاد والتوفير والقناعة والاستغناء عما زاد عن الضرورات والحاجيات.
والواقع أن العفة المحمودة لها شروط من أهمها أن يصبح التعفف خلقًا يصدر بصورة تلقائية سهلة لا تكلف فيها، وألا ينتظر المتعفف جزاءً ولا مصلحة ولا نفعًا ماديًا، وألا يكون تعففه عن شيء وسيلة للحصول على شيء أكبر منها، وألا يكون التعفف بسبب العجز وعدم القدرة، أو يكون التعفف عن شيء تجنبًا لضرر يترتب على ذلك الشيء، أو لأن المتعفف ممنوع من طلب ما يتعفف عنه، فكل ذلك ليس من العفة في شيء، لأن عناصر الإرادة والعزة والاعتلاء مفقودة في هذه الأمثلة وأضرابها.
كما أن العفة فضيلة تلازمها فضائل عدة، في مقدمتها الاستغناء والاستعلاء المحمود، كتعفف الفقير واستغنائه عما في يد الناس، فهذه المعاني السامية أمر القرآن الكريم بالتحلي بها، قال تعالى: "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا، وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم".
و أن الله أمر أولياء اليتامى من الأغنياء بالعفة في التعامل مع أموالهم وذلك في قوله تعالى: "ومن كان غنيا فليستعفف"، كذلك أمر الله الشباب ممن لا يستطيعون الزواج بالعفة، وذلك في قوله تعالى: "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"، وأن الله وعد هؤلاء الصابرين بتيسير الأسباب ووعده لا يتخلف، وأن ذلك الوعد تحقق كثيرًا رغم غلاء المهور وسفه النفقات ووضع الأموال في غير موضعها الصحيح وكلها عقبات تضرب عفة الشباب في مقتل.
إن حاجة المسلمين اليوم التخلق بفضيلة العفة تنبع من كونها أمرا شرعيا وتوجيه ليس منه بد، لإصلاح ما فسد من سلوكنا وتصرفاتنا بسبب الجشع وضعف النفوس والجري وراء المال الحرام وتفشي السرقة وهتك الأعراض وفساد الذمم، وغياب الوعي بقيم التراث والجهل بالثقافة الإسلامية الصحيحة.

اكتب تعليق

أحدث أقدم