رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن غزوة بدر كانت التطبيق العملي في ميدان الجهاد

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن غزوة بدر كانت التطبيق العملي في ميدان الجهاد



بقلم المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ,
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن غزوة بدر الكبرى وقعت صباح يوم الجمعة الـ17 من رمضان من العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة، بالمعركة الفاصلة الكبرى والرائدة في تاريخ الإسلام، تلك الغزوة التي لا تزال حتى يومنا معيناً تنهل من معانيه ودروسه أحاديث الخطباء، ومؤلفات العلماء، ومديح البلغاء، نظراً لعظم قدرها وعلو شأنها في الإسلام لعلها تكون دليلاً يهتدي به المسلمون لمواجهة التحديات والمآسي التي ما فتئت تضرب بلادهم.
ولاشك أن غزوة بدر أفضل الغزوات على الإطلاق مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأهل بدر في الحديث الصحيح: “إن الله قد اطلع عليكم فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم”، ورغم ذلك كانوا بعدها أكثر خشية من الله، وكانوا يقيمون الليل ويحاسبون أنفسهم حتى على الكلام”.
بالعقيدة تنتصر القلة على الكثرة
ولعل من أجلّ الدروس وأعظمها في أهم غزوة في الإسلام هو ترسيخ مكانة الإيمان كسبب للنصر رغم ضعف الإمكانات المادية بشكل هائل لدى المسلمين مقارنة بالمشركين،
غزوة بدر انتصرت فيها فِئة قليلة على فئة كثيرة “فئةٌ تقاتِل في سبيل الله وأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”.. انتصرت الفئةُ القليلةُ لأنها قائمةٌ بدِين الله تقاتل لإِعلاءِ كلِمته والدِّفاع عن دينه، فنصَرَها الله عزَّ وجلَّ. فقومُوا بدِيْنِكَم أيُّها المسلمونَ لتُنْصَروا على أعدائِكم، واصْبِرُوا وصَابِرُوا وَرَابِطُوا واتقوا الله لعلَّكُمْ تفلِحُون.
شهر نصر الله فيه الأمة
إن غزوة بدر كانت في رمضان.. وفتح مكة وعين جالوت وحطين والقادسية جميعها في شهر رمضان.. هذا هو الشهر المبارك الذي نصر الله الأمة فيه، وعلى المسلم أن يتواضع لله فلا يعجب بعلمه ولا إبداعه ولا فكره فالفضل والنصر كله للواحد الأحد جل في علاه “إن ينصركم الله فلا غالب لكم”
أسلوب جديد في التعبئة العسكرية
والواقع أن تطبيق النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأسلوب جديد في التعبئة العسكرية في المعركة وهو أسلوب “الصف” في معركة بدر لأول مرة في تاريخ الحرب للعرب بدلا من أسلوب “الكر والفر” كان عاملاً مهماً من عوامل انتصاره على المشركين (..) والتاريخ العسكري للحرب يحدثنا بأن سر انتصار القادة العظام قديما وحديثا هو أنهم طبقوا أسلوباً جديداً في القتال غير معروف.
غزوة بدر “كانت التطبيق العملي للإسلام في ميدان الجهاد، فانتصرت العقيدة الصالحة لكل زمان ومكان، على العقيدة الفاسدة التي لا تستحق البقاء، وانتصرت الفئة القليلة على الفئة الكثيرة بإذن الله.. كانت المعركة الحاسمة في تاريخ الحرب قديماً وحديثاً، هي التي لا تقتصر نتائجها على زمان ومكان، وقد شملت في آثارها العميقة الباقية حاضر المسلمين ومستقبلهم من الناحيتين المادية والمعنوية والفردية والجماعية والعسكرية والسياسية.. لقد ولد الإسلام يوم مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وولدت دولة الإسلام يوم انتصر المسلمون يوم بدر.

اكتب تعليق

أحدث أقدم