رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد على الإنتماء الوطني لقلب العروبة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد على الإنتماء الوطني لقلب العروبة



بقلم \ المفكرالعربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن واجبنا تجاه مصر، يستوجب علينا أن نحميها، وأن نحرسها وأن نصونها وذلك بالعمل المخلص الجاد، وأن نعلم أن العمل عبادة، وأن نسعي للمصلحة العامة من أهم العبادات التي أمرنا الله سبحانه وتعالي بها قال الله تعالي: »وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردّون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون« سورة التوبة »501«. ولمصر مكانتها العالية، ومنزلتها السامية، وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في خمسة مواضع: منها ما جاء في سورة يوسف في قول الله تعالي: »فلما دخلوا علي يوسف آوي إليه أبويه وقال: »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين« سورة يوسف »99«. وكان هذا عند ورود يعقوب عليه السلام علي يوسف عليه السلام، وقدومه لمصر لما كان يوسف قد تقدم لإخوته أن يأتوه بأهلهم أجمعين، فتحملوا عن آخرهم، وترحلوا من بلاد كنعان قاصدين بلاد مصر، فلما أخبر يوسف عليه السلام باقترابهم خرج لتلقيهم وأمر الملك أمراءه وأكابر الناس بالخروج مع يوسف لتلقي نبي الله يعقوب عليه السلام ويقال ان الملك خرج أيضا لتلقّيه وقال لهم بعد أن دخلوا عليه وآواهم إليه: ادخلوا مصر وضمنه اسكنوا مصر إن شاء الله آمنين. وجاء ذكر مصر في قوله تعالي: »وأوحينا إلي موسي وأخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتا« سورة يونس »87«. كما جاء ذكر مصر في قول الله تعالي: »وقال الذي اشتراه من مصر أكرمي مثواه« سورة يوسف »12«.
كما ورد ذكر مصر أيضا في قول الله تعالي: »ونادي فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر« سورة الزخرف »15« كما ورد ذكر مصر أيضا في قول الله تعالي: »اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم« سورة البقرة »16«.
كما جاء ذكر مصر أيضا في الأحاديث النبوية الشريفة: »إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما« وفي قوله صلي الله عليه وسلم منوّها بفضل جند مصر: »إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد أهل الأرض«، قيل: ولم كانوا كذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم وأهليهم في رباط إلي يوم القيامة«، كما تتجلّي مكانة مصر في تاريخها وحضارتها ومكانتها في العالم عبر عصور التاريخ، وأنها التي حمت تراث الاسلام من الهجمة التترية الشرسة التي كادت تقضي عليه لولا إرادة الله تعالي بعد القرون الثلاثة الأولي حيث قام علي أرض مصر أعظم صرح إسلامي وهو الأزهر الشريف فحمي هذا التراث وصانه من الهجمة الشرسة وأخذ يعلم أبناء المسلمين ويحتضنهم في أروقته ويبعث بعلمائه إلي كل الأرض. ومن أجل ذلك كله وجب علينا جميعا أن نحمي مصر وأن نصونها من انحراف يميل بها ومن شطط من أحد. فواجبنا تجاه مصر ان نحفظ مجدها وتراثها ففيها مجد الاسلام كما قال أحد المؤرخين: من لم يذهب إلي مصر ما رأي مجد الإسلام ولا عزة، لأن فيها الأزهر الشريف، إن واجبنا أن نعمل، وأن نضاعف الانتاج وألا نركن إلي أحد من الناس بل علينا أن تكون لنا شخصيتنا المستقلة التي دعانا إليها الإسلام، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »لا يكن أحدكم إمعة يقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن اساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا اساءتهم« رواه الترمذي. وعلي كل إنسان أن يراعي ربه ويراقبه في عمله ويخلص فيه ولا يركن إلي رضا احد من الناس، لأن الاخلاص في العمل هو سر النجاح أما الذي يعمل ابتغاء وجه الناس فليس له من أجر علي عمله عند الله، فمن أرضي الله في سخط الناس رضي الله عنه.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه، ومن أرضي الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضي عنه من أسخطه في رضاه حتي يزينه ويزين قوله وعمله في عينيه« رواه الطبراني. وعلي كل إنسان أن يستعين بالله في عمله وألا يعجز كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، أحرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شئ فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن »لو« تفتح عمل الشيطان« رواه مسلم. وعلينا أن نعمل ونتوكل علي الله تعالي فقد قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: »من أحب أن يكون أقوي الناس فليتوكل علي الله، فبالتوكل علي الله مع العمل والسعي والكفاح نقاوم كل ظلم وأذي »ومالنا ألا نتوكل علي الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن علي ما آذيتمونا وعلي الله فليتوكل المتوكلون« سورة إبراهيم »21«.
وبروح الايمان والعمل والاخلاص والتوكل علي الله سبحانه وتعالي يمكن لكل إنسان أن ينطلق في حياته بالعمل والانتاج ويسعي لبناء مجتمعه والدفاع عن وطنه والانتماء إليه وحراسته، لأن حب الوطن من الإيمان.

اكتب تعليق

أحدث أقدم