رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى يتحدث عن علاقة الإسلام بالشعوب

رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى يتحدث عن علاقة الإسلام بالشعوب



بقلم \ المفكرالعربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين .
مما لاشك فيه أن عَلاقة الإسلام بالشعوب الأخرى تقوم على السلام والعدل والتراحم، والمسؤوليةُ في الإسلام - وكذلك العقوبة - فرديتان، لا يجوز تعميمُهما على الأبرياء، وبهذا الميزان تعامَلَ الإسلام مع العالم كُلِّه.
لقد أثار دهشةَ الرحَّالة الأوروبيين - ولا سيما في القرن الثامن عشر - أن الأجنبي في مفهوم المسلمين هو (غير المؤمن بالإسلام)، فكأنَّ كُلَّ مسلم هو مواطن في كل بلد مسلم!
ومع ذلك، فإن هذا الأجنبي - أي: غير المسلم - لا يمكن اعتباره عدوًّا، حتى ولو كان من دار الحرب؛ لأن الحرب تكون - حسب المفهوم الإسلامي - بين الحكومات لا بين الشعوب.
وحتى في زمن الحرب الناشطة بين الإسلام والإقليم الذي من رعاياه هذا الأجنبي، فإن بوسع هذا الأجنبي دخول دار الإسلام، والتنقل فيها، والإقامة مؤقتًا هو وأسرته، دون أن يتعرَّض للخطر أو الإزعاج.
بل إن الحماية الممنوحة له تجعلُه يفيد من الاعتراف بشخصيته، وتكفل له سلامة شخصه وأمواله؛ (بوازار: إنسانية الإسلام ص235).
وهكذا يظهر جليًّا ما يحاول أعداء الإسلام إخفاءه فيما يتصل بنظرة الإسلام للشعوب، وللتفاعل الحضاري السلمي، ولتبادل المصالح، وكيف أن المواطنين من الدول المحاربة الذين يطلبون العلم أو التجارة تكفل لهم الدولةُ الإسلامية الأمانَ واحترام حقوقهم الإنسانية، حتى في هذه الحالة الشاذَّة، حالة وجود حرب بين دولتهم والدول المسلمة!
ونأخذ من هذا بُعدًا آخر خطيرًا، هو أن الإسلام لا يجعل الشعوب تدفع ثمن تصرفات قياداتها أو حكوماتها.
فالشعوب صانعة الحضارة تظلُّ بمنأى عن هذه الأوضاع الاستثنائية، شريطة أن يكون هؤلاء الداخلون إلى البلد المسلم بمنأى عن الأعمال العسكرية أو السياسية!
هذا هو موقف الإسلام دينًا وحضارة.
فإذا تذكرنا هذا، ثم قارنَّا بين هذا السلوك الحضاري وما يقع الآن من (حضارة العولمة)، وكيف تفقد ملايين كثيرة حقوقَها، مع أنها تحمل جنسيات هذه الدول الاستعمارية، بل كيف تدفع أوطانٌ كاملة ثمن أخطاء بعض الأفراد الذين يستخدمون العنف ضد بعض الأوطان أو الأشخاص!
إن حكمة الإسلام أذكى من كل الشعارات، وإن (فردية) المسؤولية في الإسلام ميزان من أروع ما عَرَفت البشرية.. وهذا ما تفتقدُه حضارة الظلام والشعارات المكذوبة، التي تخطِّط لإبادة الإنسانيّة متذرِّعة بأخطاء فردية، تصطنعها إذا لم تجدْها، وتلك أحطُّ صورة عَرَفها مستنقعُ الحقد البشري، الذي سمَّاه القرآن: (أسفل سافلين).

اكتب تعليق

أحدث أقدم