رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي الدكتور خالد عبد اللطيف يتحدث عن كوبري قصر النيل

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي الدكتور خالد عبد اللطيف يتحدث عن كوبري قصر النيل

 




يعد كوبري قصر النيل أول كوبري يشيد على نيل القاهرة عام 1869، وثاني كوبري يشيد في مصر عامة بعد كوبري بنها عام 1856، وهو يجسد حلم الخديو إسماعيل لتحويل القاهرة إلى قطعة من أوروبا، ولربط ضفتي النيل والجيزة والقاهرة ببعضها البعض، ليصبح أحد أشهر معالم القاهرة التاريخية والسياحية.
تاريخ كوبري قصر النيل
بدأت قصة إنشاء كوبري قصر النيل مع تفكير الخديو إسماعيل عام 1868 في إنشاء جسر يربط بين ميدان الإسماعيلية "التحرير حالياً" والضفة الغربية من النيل بمنطقة الجزيرة، اقتداء بمدن أوروبا، وكانت تلك الفكرة مريحة وعملية مقارنة بطريقة الانتقال بين ضفتي النيل في تلك الفترة، باستخدام المراكب الشراعية التي توضع بجوار بعضها البعض وتمتد عليها ألواح من الخشب كي يسير الناس عليها، وبدأ العمل بشكل جدي في إنشاء الكوبري عام 1869.
ويطلق على الجسر أو الكوبري الذي يربط بين القاهرة والجيزة "كوبري قصر النيل"، نظراً لأنه لوجود قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشأه محمد علي لابنته زينب، ولما تولى سعيد باشا الحكم هدم القصر وحوله لثكنات للجيش، كما سمى أيضاً "أبوالأشبال" في كناية مزدوجة للخديو إسماعيل، ولوجود 4 من الأسود على المدخل والمخرج.
ولم يكن العبور علي الكوبري عند إنشائه مجانياً، وبعد أيام من إتمام البناء، أصدر الخديو إسماعيل مرسوماً يقضي بوضع حواجز على مدخلي الكوبري لدفع رسوم عبور نشرت تفاصيلها في جريدة الوقائع المصرية بتاريخ 27 فبراير/شباط 1872، وقدرت الرسوم بـ"ربع قرش" للرجال والنساء، و"قرشين" للعربات المليئة بالبضائع، و"قرش" للفارغة، وكان الهدف من فرض تلك الرسوم هو أن تستخدم لتغطية تكاليف الصيانة وتكاليف الإنشاء.
روعة التصميم الهندسي:
استمر بناء الكوبري 3 سنوات حتى منتصف عام 1871، بتكلفة 113.850 جنيه مصري، وبلغ طـوله 406 أمتار، وعرضه 10.5 متر، وقامت الشركة بإهداء الخديو "ماكيت" للكوبري صنع من الذهب الخالص.
وكان الكوبري مكوناً من 8 أجزاء منها جزء متحرك من ناحية ميدان الإسماعيلية "ميدان التحرير" طوله 64 متراً لعبور المراكب والسفن، يتم فتحه يدوياً من خلال تروس، علاوة على جزأين نهائيين بطول 46 متراً، و5 أجزاء متوسطة بلغ طول كل منها 50 متراً، وتم تأسيس دعائم الكوبري من "الدبش" المحاط بطبقة من الحجر الجيري الصلب، كما تم تنفيذ الأساسات بطريقة الهواء المضغوط، وصممت فتحات الكوبري كي يمكنها حمل 40 طناً، والسماح بعبور عربات متتابعة وزن كل منها 6 أطنان.
وبلغ ارتفاع جسم الكوبري عن سطح النيل حوالي 10 أمتار، تحسباً لفيضان النيل، بالإضافة إلى وضع الأسود الـ4 على مداخل الكوبري، اثنان منها على جانبي كل مدخل، وهي من البرونز، وتم تصنيعها خصيصاً في فرنسا ونقلت للقاهرة.
وللتأكد من صلابة جسم الكوبري وصلاحيته للاستخدام تم مرور 6 مدافع مع كامل ذخيرتها عليه.
ونظراً للتوسع العمراني في القاهرة والجيزة في الثلاثينيات من القرن الـ20، أصبح الكوبري لا يفي باحتياجات السكان من النقل والحمولات الثقيلة، فقام الملك فؤاد بوضع حجر الأساس لكوبري جديد في 4 فبراير/شباط عام 1932 من تصميم السير "رالف فريمان" مصمم جسر ميناء سيدني بأستراليا، وتم هدم الكوبري القديم بفك كل قطعة من جسم الكوبري، ووضع رقم عليها، وتم ترقيم كل أجزاء الكوبري إلى أرقام مسلسلة لتجميعها مرة أخرى، واستخدامها في بناء الكوبري الجديد الذي يبلغ طوله 382 متراً، وعرضه 20 متراً، وقدرت تكلفته الإجمالية بـ291.955 جنيه🇪🇬

اكتب تعليق

أحدث أقدم