رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مخطوط منافع الأحجار

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مخطوط منافع الأحجار



بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
منافع الأحجار
دراسة في أول مخطوط عربي في علم الأحجار الكريمة
لعطارد محمد الحاسب المنجم البغدادي[1] المتوفى سنة 206هـ/ 821م[2] تصانيف عدة، فُقِد معظمها، ولم يسلَمْ منها إلا قليل، ووردت عنوانات بعضها في عدد من مؤلفات الأقدمين،فمما وصلنا من أخبار تلك التصانيف:
1 - تركيب الأفلاك[3].
2 - العلل السماوية[4].
3 - الجفر الهندي،تفسيره[5].
4 - العمل بالإسطرلاب[6].
5 - العمل بذات الحلق[7].
6 - المرايا المحرقة[8].
7 - سر الأسرار، أو الفصول في الأسرار السماوية[9].
8 - محنة المنجمين[10].
9 - في النظر فيما يكون في العالم يومًا بيوم[11].
وتكشف عنوانات هذه التصانيف، ومحتويات ما تبقى منها، عن أهميتها غير العادية في تاريخ التراث العلمي العربي؛ فإن تناولها موضوعات علمية محضة في هذه الحقبة المبكرة، وهي النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، يثير جملة أسئلة عن مصادر معلومات عطارد نفسه، واللغات التي كتبت بها تلك المصادر، وتواريخ نقلها إلى العربية، مما يوضح أمر تحديد زمن اتصال تلك المصادر وسبله بالفكر العربي الإسلامي.
كما أن تنوع مؤلفاته يدل على طبيعة اهتمامات عصره العلمية فيما عرف بالعلوم الدخيلة، واتجاهات الثقافة الأولى بوجه عام، فإذا استثنينا كتابه (المرايا المحرقة)، وهو في علم فيزياء الضوء، وربما كان الهدف من تأليفه عسكريًّا محضًا[12]، فإن كتبه الأخرى تبحث في موضوع واحد تقريبًا، هو الفلك والتنجيم، وهو بذلك يشترك في اهتماماته مع الفزاري وعمر بن الفرخان وما شاء الله والفضل بن نوبخت وسهل بن بشر والخوارزمي ويحيى بن أبي منصور وحبش بن عبدالله المروزي، وغيرهم من الجيل الأول من علماء الفلك والتنجيم في الحضارة العربية الإسلامية.
ويمكن عزي هذه الظاهرة إلى توفر المصادر والكتب الباحثة في مثل هذا الفن قياسًا إلى غيرها من مصادر العلوم الأخرى بسبب تلك العناية الرسمية الفائقة التي بذلها الخلفاء وأولو الأمر في نقل كتب هذا الفن إلى العربية، وبخاصة منذ عهد الخليفة المنصور[13].
ويظهر لنا أن عطاردًا كان من أوائل من استفاد من هذا الاهتمام الرسمي؛ فهو قد عاش حياته العلمية في أيام خلافة المنصور ومن بعده وحتى السنين الأولى من عهد المأمون، وبذلك فإنه شهد البدايات الأولى لحركة الترجمة إلى العربية، وأتيحت له فرصة الإفادة من نتاجها المبكر، فدراسة مؤلفاته من هذه الوجهة تفيد في معرفة ذلك النتاج.
ومن المؤسف أن تحُول عوادي الزمن دون وصول جل تلك المؤلفات إلى أيدينا، بيد أننا وجدنا له كتابًا مهمًّا لم يشر إليه المؤلفون القدامى، كابن النديم والقفطي، وتردد اسمه في بعض الكتب الباحثة في موضوعه، هو كتاب (منافع الأحجار).
وكان المجريطي (ت 395هـ/ 1004م) هو أول من أشار إلى هذا الكتاب، حين لخص فقراته في كتابه: (غاية الحكيم، وأحق النتيجتين بالتقديم)[14]، ثم نوه به البيروني (ت 440هـ/ 1048م) في (الجماهر في معرفة الجواهر)[15]، لكنه نقده نقدًا لاذعًا، فقال: "ولعطارد بن محمد الحاسب كتاب سماه منافع الأحجار، أكثر فيه من هذا الباب (يريد ما يعزى إلى الأحجار من منافع ناتجة عن حكها)، إلا أنه خلطه بمثل العزائم والرقى، فاسترذل"[16]، ولكن هذا النقد لم يحُلْ دون نقل المتأخرين منه، بل ودفاعهم عنه[17]،فاعتمده الشيخ أحمد بن عوض المغربي من أهل القرن الحادي عشر الهجري (17م) في كتابه: (قطف الأزهار في خصائص المعادن والأحجار ونتائج المعارف والأسرار)[18]، وأشار إليه الحاج خليفة (من أهل القرن نفسه) دون أن يذكر اسم مؤلفه[19].
وكان حظ الكتاب أحسن من حظ غيره، فقد حفظت لنا خزائن الكتب في العالم بعض نسخه، منها نسخة في خزانة كتب آيا صوفيا بإستانبول برقم (3610)[20] كتبت برسم السلطان قايتباي، سلطان مصر والشام (872 - 910هـ/ 1471 - 1496م)، وهي بخط نسخ متقن مشكول مذهب، تم نسخها على يد محمد بن أحمد الفرنوي في مستهل شعبان سنة 888هـ/ 1483م، ووقفها على الخزانة المذكورة السلطان العثماني محمود خان الأول[21]،وثانية في بعض الخزائن الخاصة بالهند[22]، وثالثة في خزانة كتب بانكبور بالهند أيضًا برقم (2217)، وترقى إلى القرن التاسع الهجري (الخامس عشر للميلاد)[23]، ورابعة في المكتبة الوطنية بباريس برقم (2782 عرب)، كما توجد في مكتبة الإمام الحكيم في النجف قطعة من نسخة مختصرة من الكتاب[24]، ولقد اعتمدنا نسخة باريس في إعداد دراستنا هذه.
تقع المخطوطة في 29 ورقة عدا ورقة العنوان،وقد كتب عليها بخط ثلث كبير ما يأتي: "كتاب خواص الأحجار"، وبحرف أصغر: "ومنافعها وما ينقش عليها من الطلسمات من المنافع والخواص الشريفة"، وبخط ثلث أكبر: "وذلك مما جربه ونقله على الوضع الشرعي محمد بن (كلمة غير واضحة)"،وواضح أن هذه العبارة زيادة على عنوان المخطوط من ناسخه أو مالكه،ويختلف عنوان مخطوطة آيا صوفيا عن هذا، فهو فيها: (كتاب الجواهر والأحجار)، وفي نسخة بانكبور (كتاب الأحجار والخرز ومنافعها).
أما المخطوطة نفسها فمكتوبة بخط النسخ الجيد، مشكولة الحروف في معظمها، وفي كل صفحة منها 11 سطرًا، يتردد عدد كلمات السطر بين 6 و7 كلمات، وتحتوي بعض صفحات الكتاب على صور تخطيطية بالحبر لتوضيح فقرات معينة منه.
أشار عطارد إلى عنوان كتابه في مقدمته حيث قال: "ورأيت أن أخلص من جمعها كتاب مخلص (كذا) منقا (كذا) جامعًا لما يحتاج إليه في هذا المعنى، ففعلت ذلك، وهو هذا الكتاب المعروف بمنافع الأحجار"،وفي نسخة بانكبور زيادة هي (والخرز)،وأشار إلى اسمه صراحة في موضعين من كتابه، الأول في بداية مقدمته، والثاني في ختام القسم الأول منه.
ويمكننا تمييز ستة أقسام رئيسة في كتاب منافع الأحجار، هي:
القسم الأول: لم يصرح بمصدره،الأوراق 1 - 11أ.
القسم الثاني: "شيء يختص بأمهات الأحجار"،الأوراق 11أ - 12ب.
القسم الثالث: "كتاب الأحجار السبعة وما نفع منها في اختلاف ألوانها مأخوذة من كتاب اوجايقي"،الأوراق 12ب - 19ب،وفي آخره: "تم كتاب الأحجار والفصوص".
القسم الرابع: "خواص الأحجار والنبات"،الأوراق 19ب - 22ب، ينتهي بقوله: "تم كتاب الأحجار والفصوص لعطارد بن محمد"، فهذا القسم هو آخر أقسام الكتاب، ويظهر أنه تقدم بسبب خطأ من مجلد النسخة التي نقل عنها ناسخ المخطوطة المذكورة.
القسم الخامس: "كتاب اوجايقي في الطلسمات" الأوراق 24ب - 29ب، ومكانه الصحيح بعد القسم الثالث مباشرة للسبب المذكور نفسه.
تقوم أسسُ الكتاب النظرية - على الرغم من اختلاف مصادرها - على التأليف بين جملة من المعارف والاعتقادات الشائعة لدى الشعوب القديمة في الفلك والتنجيم والجيولوجيا والصيدنة والسحر، فهو بذلك يكشف عن مرحلة أولى من مراحل نشأة هذه العلوم، وبخاصة في الحقبة التي لم تكن توضحت فيها الفروق بين كل علم وآخر.
ويمكن تلخيص أول أسس الكتاب بأن للكواكب والأجرام السماوية الأخرى حركات مختلفة، تؤثر على عناصر العالم الأساسية، ومنها تؤدي إلى تكوين أنواع الأحجار في باطن الأرض،يقول عطارد: "إنه لما كانت الأشخاص العلوية بحركتها مؤثرة في جميع عالم الكون والفساد، وأنه عن حركتها تلطخ (كذا، والصواب تتلقح كما في نسخة بانكبور) المعادن وتحمل في أرحامها أنواع الجواهر المائعة والجامدة والجارية، ويتولد النامي والماشي، ويأتلف المتفرق ويتفرق بعد الائتلاف والاجتماع ويفسد بعد الكون"[25].
ويدفع التشابه الواضح بين ما أورده عطارد في عبارته هذه وبين ما جاء في كلام أرسطو في مقالته الأولى على الآثار العلوية[26] الظن بأن عطاردًا كان متأثرًا بما قرأه من قول الأخير في مقالته المذكورة، فما عرفه بـ (الأشخاص العلوية) هو نفسه (الآثار العلوية) لدى أرسطو، وقوله بتأثير هذه الأشخاص على عالم الكون والفساد يشبه قول أرسطو بتأثير الآثار العلوية على عناصر الكون من حيث الكون والفساد[27]، وتقسيم عطارد أنواع الجواهر إلى المائعة والجامدة والجارية يشبه تقسيم أرسطو لها إلى السائلة والجامدة والجارية،وقوله: النامي والماشي يشبه قول أرسطو: النامي والسالك[28].
وهذا التشابه الشديد يؤكد لنا بأن كتاب أرسطو المذكور نقل إلى العربية في حياة عطارد، ومن المعلوم أن ناقله هو يحيى بن البطريق[29]، بيد أن من غير المحدد تاريخ إنجازه ذلك العمل،وإذ كانت ثمة إشارة إلى أن ابن البطريق ترجم كتاب الآثار العلوية للمأمون (198 - 218هـ/ 813 - 833)[30]، فليس لنا إلا أن نستنتج أن قيامه بذلك كان في السنين الأوليات من حكم الخليفة المذكور، وفي مدة لا تتجاوز سنة 206هـ/ 821م؛ لأن هذا هو تاريخ وفاة عطارد نفسه.
استفاد عطارد من هذه الفكرة عادًّا إياها أساسًا نظريًّا يبني عليه هيكل كتابه[31]، لكنه ألبسها ثوبًا شرقيًّا، فقال: "غير منكر عند ذوي العقول الوافرة والأحلام الراجحة، أن الرقى والعقودة (لعلها: العوذ) والتمايم والعزايم والعقد والحرقطبات (في نسخة بانكبور: الخرز فطيرات)[32] والطلسمات[33]، إذا تهيأت أوقات حركات العلوية موافقة ومشاكلة بغايتها (في نسخة بانكبور: لمعانيها) المقصودة صحت وتقدرت (في النسخة المذكورة: نفذت)، وتمت وأثرت وقامت (مقام) الأزمنة التي تصادف فيها طبايع العقاقير والأدوية المؤلفة أصول الأعمال والأبدان والأوصاف (في النسخة المذكورة: الأوصاب) الناتجة في الأجسام، فترفع بالمضادة والملاقة عنها اللؤم المؤذية والأقسام المتلفة…"[34].
ومُفاد هذا كله: أنه لا يمكن التخلص من آثار حركات الكواكب والأجرام العلوية (أي الأشخاص العلوية) على عناصر الكون ومكوناته، وبضمنها الإنسان، إلا بفهم العلاقة بين الأمور الأساسية الآتية:
أ - الكوكب المحرك.
ب - وقت الحركة.
جـ - المتأثر بالحركة.
وتحديد وقت الحركة (ب) يدخل في نطاق علم التنجيم، في حين تدخل معرفة المتأثرات بالحركة (جـ) (وهي أحجار سبق أن كونت بفعلها واحتفظت بشيء من قواها) في اختصاص علم الأحجار، لكن كل منهما يخدم الآخر في مجال السيطرة على آثار تلك الحركة بما يخدم واقع الإنسان ويحدد مسار حياته.
وإذا كان مصدر عطارد في الفكرة (أ) يونانيًّا كما لاحظنا، فإن الفكرتين (ب) و(جـ) مستمدتان من تراث شعوب شرقية قديمة، في محاولتها البدائية لفهم الصلة التي تربط السماء (بكواكبها) بالأرض (بأحجارها ومعادنها)؛ من ذلك أن البيروني ذكر أن للسغد (من شعوب ما وراء النهر)[35] كتابًا في (الخرز وحكاكها) اسمه بلغتهم (توبوسته)، ونقل ملخصًا لمحتوياته[36]، وعند مقارنة الملخص بفصل (الخرز) الذي ادعى عطارد أنه نقله من كتاب (اوجايقي) اليوناني، وجدنا تطابقهما من حيث الفكرة والمعنى، كما وجدنا عطاردًا يصرح بأنه جمع إلى كتابه "ما ذكرت العرب به من الحرز (أو الخرز)[37].
حاول عطارد أن يضفي على كتابه طابعًا مشوقًا غامضًا، فلم يشر إلى المصادر الحقيقية التي استقى منها أفكاره، وهي التي ذكرنا بعضها من قبل، وإنما أشار إلى مصادر أسطورية قديمة صرح بعنواناتها وأسماء مؤلفيها في مقدمة كتابه، وهي:
1 - كتاب الأحجار (وفي نسخة بانكبور: البرابي[38] والأحجار) تأليف هرمس الحكيم،وهذا الكتاب لم يشر إليه ابن النديم في قائمة الكتب المنسوبة إلى هرمس، ولكننا نجد أن نسخة بانكبور تصرح بأن هذا الكتاب ليس إلا قسمًا من أقسام مصحف هرمس "المعروف بارحانيقي الجامع لذكر الأحجار والأشجار والطير والحيوان والحيتان ومنافعها"، في حين يفهم من نسخة باريس أنهما كتابان مستقلان مع اختلافٍ في رسم عنوان الكتاب الأخير، فهو فيها (اوجايقي)،ويبدو أن تحريفات مختلفة اعتورت هذا اللفظ الغريب في نسخ الكتاب الأخرى، ويذكره ابن النديم باسم (كتاب الادخيقي) عادًّا إياه من كتب هرمس في الصنعة[39]،وهذا ما يتفق مع النص الوارد في نسخة بانكبور، وهو "كتاب البرابي والأحجار لهرمس الحكيم في مصحفه المعروف بارحانيقي..الخ".
ومن المحتمل أن يكون كتاب الأحجار هذا نفسه كتاب (الخواص) الذي ينقل عنه بعض المتأخرين[40]، والنصوص المعزوة إلى هرمس في هذا الموضوع هي ما عرف بألواح الزمرد، وهي جملة نصوص في السيمياء وردت في كتاب عربي منحول إلى أبولونيوس (أو بليناس أو بلينوس) عرف بـ: (كتاب العلل) أو (سر الخليقة)[41]، وذاع خبره - على ما يظهر - في عهد الخليفة المأمون (198 - 218هـ/ 813 - 833م)[42]،ولقد سبق أن مر بنا أن لعطارد نفسه كتابًا عنوانه: (العلل السماوية)، فمن المحتمل أن يكون هذا الكتاب هو الكتاب المنسوب لأبولونيوس بعد أن قام عطارد بتهذيبه وترتيبه؛ (لأننا لا نعلم ما إذا كان قد نقله إلى العربية لعدم علمنا بكونه مترجمًا)، فيكون عمله هذا شبيهًا بعمله في كتاب المرايا المحرقة الذي زعم أنه لخص فيه كتابًا بالعنوان نفسه لأنتيمس اليوناني.
بيد أن بينة قوية تدل على أن كتاب العلل هذا المنحول لأبولونيوس أو بليناس، ليس هو الكتاب الذي اعتمده عطارد؛ وذلك لأن عطاردًا صرح باسم بليناس عند نقله أحد النصوص عنه في كتابه هذا[43]، ولا وجود للنص الذي نقله في كتاب العلل المذكور،وعند مقابلة نص بليناس المنقول في كتاب عطارد بنصوص أخرى معزوة لبليناس في كتاب عربي منحول إلى أرسطو هو المسمى بـ: (الذخيرة) أو (ذخيرة الإسكندر)[44]، وجدنا أن المصدرين يتشابهان في عزي معلوماتهما إلى ألواح هرمس، وفي طبيعة تلك المعلومات أيضًا، مما أكد لنا أن ثمة كتابين منسوبين إلى أبولونيوس أو بليناس، مصدرهما الأساس هرمس، الأول كتاب العلل، والآخر ما ورد في الكتاب المنسوب لأرسطو وفي كتاب عطارد المذكور.
واختلاف المصادر العربية في شأن هرمس معروف لا مجال لشرحه[45]، إلا بما يوضح علاقته بأبولونيوس (أوبليناس) الذي زعم أنه أخذ الحكمة منه،وتؤكد تلك المصادر جميعًا على أن اسم هرمس يوناني الأصل، وهذا صحيح لولا أنه عند اليونان إله حكيم وليس من البشر[46]، وهو نفسه عطارد عند الشعوب الشرقية، وعرف في مصر القديمة بأنوبيس، وكان يصور فيها على هيئة رجل رأسه رأس كلب وقابض بيده على لوح كاتب، يسجل عليه أوزان الأرواح بعد موت أصحابها، ولهذا الكلب السماوي عقل يمثله كوكب الشعرى اليمانية[47]، ثم عرف باسم (الكوكب أبولو Apollo)[48]، والأخير اسم لإله يوناني قديم عرف بالعلم والحكمة،والذي نراه أنه الإله أبولونيوس Appllonius أو بلينوس أو بليناس، كما عرفه العرب، فهرمس وعطارد وأبولونيوس أسماء مختلفة أطلقت على إله يوناني - شرقي قديم اشتهر بالحكمة، ثم ذهب المؤلفون العرب الأوائل إلى أن كل اسم منها لحكيم قائم بذاته، ورتبوا سندًا يصل بينهم، فمصدر الحكمة وهو هرمس، أودع حكمته ألواح الزمرد (وزمن هذا في تقديرهم قبل الطوفان)، وأن بليناس الحكيم استخرج تلك الألواح وأفاد منها فيما نسب إليه من كتب،ومما يؤكد هذا الرأي أن العرب عرفوا كوكب عطارد بـ: (الكاتب)، والأخير اسم لإله يوناني قديم عرف به هرمس نفسه.
لقد نسب العرب إلى هرمس عن طريق بليناس معظم معلوماتهم الأولى في السيمياء والنجوم،وها نحن نرى عطاردًا ينسب إليه فصولًا في الخرز وحكاكها كان قد اقتسبها من مصادر شرقية، مثل كتاب (توبوسته) الذي لخص محتوياته البيروني، وكلام عطارد عن (أحجار الكواكب السبعة) يشبه الكلام المنسوب إلى أرسطو في كتاب (الذخيرة)[49]، وكذلك كلامه على أنواع الطلسمات[50]، وبما أن كتاب أرسطو هذا ليس إلا تأليفًا عربيًّا لا أصل يوناني له[51]، فمن المؤكد أن تكون تلك التفاصيل من نتاج شرقي قديم.
والأمر اللافت للنظر في هذا القسم من الكتاب أنه يحتوي على أسماء الكواكب والحجارة المختلفة باليونانية أو محرفة عنها،وقد ذكر عطارد نفسه في مقدمة كتابه أنه وجدها "كالشيء المشكل المنغلق، وكالأمور المكنى عنها، إلا عامة أسماء الأحجار، وغيرها مرسوم باللسان العجمي"[52]، ومع ذلك فإن ما وصفه من طلاسم تنقش على تلك الأحجار وبضمنها حروف عربية صريحة[53] يجعلنا نشك في يونانية مصادره،ومن الألفاظ التي أوردها نذكر: الامينؤنيس وهو الجمست، والاسطريس وهو حجر أبيض رخو دسم يشبه الرخام، وابنرقس وهو الياقوت المشبع الحمرة، وابطليس،ومن الألفاظ الأخرى نذكر: كارش/ كارشا، وهو نبات يشبه الكراث يكون على ثلاثة ألوان، والبلور والمها والمغناطيس واللازورد والفيروزج والماس والعقيق والبجادي والساورس وهو اللازورد والآنك والطلق.
2 - كتاب الطلسمات للحكماء السبعة،ولا ندري علاقة هذا الكتاب بالكتاب السابق؛ لاضطراب عبارة عطارد في مخطوطة باريس،قال: "كنت نظرت في كتاب الأحجار لهرمس، وفي الصحف المعروفة باوجايقي الجامعة لذكر الأحجار والأشجار وجميع الحيوان، فوجدتها ومنافعها في كتاب الطلسمات للحكمة (الحكماء) السبعة"، فكأنه أراد القول بأن كتاب الطلسمات هذا هو الوعاء الذي يحتوي الكتابين السابقين، أما عبارة نسخة بانكبور فيفهم منها أن الكتاب المذكور مستقل بنفسه.
ولم نجد في فهرست ابن النديم ذكرًا لهذا الكتاب، إلا أننا وجدناه يقول عن هرمس: "قيل: إنه كان أحد السبعة السدنة الذين رتبوا لحفظ البيوت السبعة، وأنه كان إليه بيت عطارد، فإن عطاردًا باللغة الكلدانية هرمس"[54]، فالبيوت السبعة إذًا هي بيوت الكواكب التي هي إضافة إلى عطارد: زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة والقمر،وكان المصريون القدامى يعتقدون أن الكواكب تؤثر في أحوال العالم السفلي، وأن تأثيرها يزداد كلما قرب أن يكون وقوع أشعتها عموديًّا على الشيء الذي تؤثر فيه، حتى يبلغ تأثيرها أعظمه عند وقوع أشعتها عموديًّا تمامًا، وهذا ما دخل في (علم التنجيم) فيما بعد باسم (وقت الحركة).
وبما أن لكل من تلك الكواكب إلهًا يسمى باسمه، فقد فضَّل المؤلفون العرب الأوائل عد أولئك الآلهة سدنة لبيوتها لا آلهة لها، ووصفوهم بالحكمة، فكتاب الحكماء السبعة - على هذا الأساس - ليس إلا مجموع المعارف المأخوذة من الميثولوجيا الشرقية القديمة، وليس كتابًا واحدًا قائمًا بذاته، وهو لهذا يمكن أن يكون الوعاء الواسع الذي يحتوي الحكمة المنسوبة إلى عطارد أو هرمس إضافة إلى حكمة غيره من الحكماء، أو بمعنى آخر، علم سواه من آلهة الكواكب السبعة المؤثرة.
ومما يزيد من أهمية الكتاب أن عطاردًا أودعه أسماء ما يزيد على أربعين حجرًا، وهذا العدد يزيد على ما أثر عن اليونان بنحو الضعف[55]، والملاحظات القليلة التي سجلها عطارد على تلك الأحجار تدل على دقة ملاحظته، من ذلك أنه أول عالم عربي يسجل خاصيتين أساسيتين من خواص الأحجار، هما:
أ - خاصية الصلادة Hardness حين وصف بعض الأحجار بالرخاوة مميزًا إياها عن سواها من الأحجار غير الرخوة؛ أي: الصلدة.
ب - الخاصية الدهنية Oiliness، وهي التي عبر عنها بالدسامة.
ويظهر أن الكتاب لقي من الرواج ما حدا ببعض المؤلفين إلى الاقتباس منه - كما لاحظنا من قبل - منذ عهود مبكرة، أو إلى اقتباسه كله، وفي المكتبة الأهلية بباريس[56] مخطوطة عربية لحنين بن إسحاق (194 - 260هـ/ 809 - 873م) عنوانها (خواص الأحجار)، كان قد أشار إليها ابن أبي أصيبعة[57] والبغدادي[58]،وكان بعض الفضلاء[59] قد ظن أن هذا الكتاب هو لأرسطو، وأن حنينًا نقله إلى العربية فحسب، هذا مع أن من الثابت الآن أن ليس لأرسطو كتاب في الأحجار أصلًا، وعند مقارنة هذه المخطوطة بكتاب عطارد وجدناها منقولة حرفيًّا، مع تغييرات يسيرة، من هذا الكتاب،إلا أن حنينًا أسقط مقدمة كتاب سابقه التي تحوي مصادره، وأبقى على المتن بعد أن غيَّر فيه بعض عباراته، وقدَّم وأخَّر.
ولمخطوطة منافع الأحجار أهمية فنية غير عادية؛ لأنها تحتوي على عدد من الصور التخطيطية غير الملونة، يبلغ عددها 35 صورة،وهي تمثل ما يوصي المؤلف بنقشه على فصوص الخواتم من أشكال مختلفة،ورغم معرفتنا بتأخر نسخة باريس عن عهد المؤلف بعدة قرون، فإننا نرى أن هذه الصورة ما هي إلا تقليد متقن للصور التي وضعها عطارد في نسخته الأصل، ودليلنا على هذا القول أن الصور ليست مضافة إلى الشرح من ناسخ، أو مصور متأخر، كما هو شائع في المخطوطات الأدبية والعلمية المرتقية إلى العصر العباسي[60]، وإنما تمثل ركنًا أصيلًا من أركان الكتاب؛ لأن هذه الصور تحتوي على صفات سحرية لا يمكن أن تؤدي مفعولها في حالة حدوث أي تغيير عليها؛ ولذا فإن مهمة الناسخ أو المصور لا تزيد على تقليدها بعناية فائقة خشية إفقادها ذلك المفعول، وهي بذلك تمثل الأصل المصور - في رأينا - تمثيلًا تامًّا.
وتتألف هذه الصورة من مفردات بشرية وحيوانية مختلفة، يدخل فيها الإنسان، ذكرًا وأنثى، والحيتان، والنسر، والثور، والحية، والعُقاب والعقرب، والعِجل، والفرس، والأسد، والضب.
وتشكل هذه المفردات موضوعات عديدة، فمنها رجل رافع بيده فوق رأسه ممسكًا بها حوتًا وتحته تمثال ضب، ورجل عليه بردة راكب على نسر وبيده قضيب، والمريخ على هيئة رجل قائم، وإلى جانبه الزهرة على هيئة امرأة معقوص شعرها إلى ورائها وهو واضع يده اليمنى على رقبتها وشماله على صدرها، ورجل قائم باسط يمينه كأنه يسلم على الخلق وفي شماله رمانة أو ترس وتحت قدميه تنين، وامرأة عارية والمريخ على هيئة رجل عندها، في عنقه سلسلة ووراءها صبي صغير حاملًا سيفه على عنقه، وامرأة وجهها وجه شاة متمنطقة بتنين وعلى رأسها حيتان لها قرون، وامرأة قائمة على ثورين ورجل قائم على تنين، ورجل راكب على عقاب، ورجل صبيح شاب عليه رداء، وطرف ردائه منطو تحت عاتقه وهو قاعد على نسر وتحت قدميه زلحفتان أفراس، وامرأة قاعدة على أربعة أفراس وبيدها اليسرى مقرعة وفي رأسها سبع شعاعات، ورجل عليه قلنسوة وبيده سيف، وعلى إحدى كتفيه ترس، وأسد على ظهره عقرب قد لدغت جبهته وتحت إبطه حية قد التفت على قوائمه، وموضوعات مشابهة أخرى.
ويلاحظ أن المصور استخدم في عمله أسلوبًا واقعيًّا بسيطًا خاليًا من التفاصيل غير الضرورية، فهو يرسم الأشخاص الذي يمثلون كواكب بذاتها كبشر عاديين يرتدون ملابس بسيطة دون طيات وتفاصيل، ولا يستخدم الهالة التقليدية حول رؤوس شخوصه إلا نادرًا،كما أنه لا يهتم بتفصيل الوجوه البشرية بما يظهر تعبيراتها، وربما كان ذلك بسبب صغر الصور،ويتميز الأشخاص برشاقة أجسامهم من ناحية الكتلة من الرأس، إلا أن ضرورات فنية تتعلق بملائمة الصور للشرح، دفعت الفنان إلى تجاوز التناسب المعهود؛ كأن يعمد إلى إطالة يد أو ساق، بحيث ينطبق الموضوع المصور على الشرح المجاور،وتتألف ملابس الرجال من رداء مشقوق من الوسط بأكمام قصيرة قد تمنطق عليه بنطاق، وبعمائم خفيفة غالبًا وقلانس مخروطة أحيانًا،أما النساء فيتميزن بارتدائهن لباسًا يشبه (الفوطة) يصل إلى دون الكتفين وسراويل طويلة واسعة وضيقة،وتصوير الفنان لأنواع الطيور والحيوان باستثناء الحيتان التي لا يميز بينها والسمك، دقيق متقن إلى حد كبير.
وخطوط الفنان قوية بوجه عام، ولا يميل إلى ملء فراغ مساحاته إلا نادرًا، وهو لا يهتم بخلفية الصورة مطلقًا، كما أنه لا يحيط صوره بإطار محدد.
وتماثل مخطوطة (خواص الأحجار) لحنين مخطوطة عطارد، من حيث الصور أيضًا، ففيها 22 صورة تخطيطية تطابق صور عطارد فكرة وإنشاءً، إلا أنها تتميز عنها بوفرة التفاصيل،فحول رؤوس عدد من شخوصها نجد الهالات التقليدية، وللوجه البشري تفاصيل أوضح، وشعر الرأس لدى الرجال والنساء طويل مسترسل، وللرجال منهم لحى كثة، وتضع النساء على أعناقهن وأذرعتهن وأقدامهن حلى وأطواقًا مختلفة،وعلى رؤوس بعضهن عمائم تشبه التيجان، والملابس بوجه عام شبيهة بالملابس الظاهرة في صور عطارد،وعلى الرغم من تناسق أجسام الشخوص، فإن أحجام الرؤوس غير متناسبة مع أحجام تلك الأجسام،أما الحيوانات فهي مرسومة بدقة كبيرة، وتنم عن قدرة واضحة في التصوير.
وفيما يأتي من البحث صور مخطوطة عطارد (نسخة باريس) مقارنة بما يماثلها من صور مخطوطة حنين بن إسحاق (نسخة باريس أيضًا).
معجم بأسماء الأحجار والمعادن الواردة في كتاب منافع الأحجار
اسم الحجر والمعدن ملاحظات عطارد ملاحظاتنا
ابريطس يشبه الهر الصغير، يشبه لون المها وربما ضرب إلى صفة غبراء. يبدو أنه حجر النار (Pyrite) وقد يعرب، وبريطش، بيريطس،وبالآرامية: مرقشيتا
ابريطس
ابقاطوريون
ابنرقس
روس
ارومس
اسانوس حجر قاتل
اسبارس أسود اللون، وهو جنسان: أسود مظلم، وأسود مشرق
الأسرب هو الرصاص الأسود، أو هو الرصاص مطلقًا
الاسطريس حجر أبيض رخو دسم يشبه الرخام، يكون من معادن الجزع، وتستعمله الصاغة أيضًا.
اطاطيس
افوديطس
اقرويس
اتسانيس
اماطاطليس حجر أحمر
امينونيس هو الخمست
الآنك هو الأسرب
انيطس هجر هرمس
اعليابوطيس هو الكهربا
البجادى هو: Garnet
البلور هو: Rock Crystal
الجزع هو: Onyx
الجزع الأبيض يزيد بياضه بزيادة نور القمر
الجزع الأسود
حجر الدم هو الشادنج Hematite
الحديد
الخمست هو الجمست
دوريق هو فرسطاليس، وهو المها
الذهب
الرخام الأبيض
الرصاص الأسرب
ساروس هو اللازورد
السبج هو الحجر الصافي Jet
سلانيطس كشعاع الشمس، وهو ثمين يضيء بالليل حتى يغني عن ضوء المصباح
سليطس هو جزع اسو
السنباذج Emery
الشب هو حجر الغلبة Jasper
الشبه الأصفر هو النحاس الأصفر
القلعي
الطلق إذا أخذ فصير في خل حريف لان وصار كالعجين،إذا جعل مع الرصاص وأدخلا النار ذابا جميعًا Talcus, talco،Talc
العقيق Agate
العقيق الأحمر
الفضة Garnelian
الفيروزج Turguois
القاطوى
الصرون
اللازورد أجوده ما كان فيه خطط حمر ذهبية Lapis lazuli, Lazurite
الماس Diamond
المرقشيتا Pyrite
المغناطيس الحجر الذي يجذب الحديد
المها Rock Crystal
النحاس
النحاس الأحمر
أسماء النبات والحيوان الواردة في كتاب منافع الأحجار
ملاحظات عطارد
العواص طائر أسود
قرقير ضرب من الحيتان
كارش كارشا يشبه الكراث
مدربوس جنس طائر
المرو حشيشة تسكر السمك
________________________________________
[1] لم يذكر القدماء عن سيرته شيئًا مع أنهم أشادوا بعلمه،قال ابن النديم (الفهرست ط،فلوكل، ليسك 1871 ص287): (كان فاضلًا عالمًا)، وذكر عنوانات بعض كتبه، ولم يزد،وقال القفطي (تاريخ الحكماء القاهرة 1903 ص251): (رجل مشهور بأنواع علوم الهيئة، مذكور في وقته، مصنف)، وأشار إلى كتابين له،واختلف في ألقابه؛ فهو لدى ابن النديم: (الحاسب المنجم)، وعند القفطي: (الحاسب) وحسبُ، وذكره المجريطي: (غاية الحكيم، وأحق النتيجتين بالتقديم، ط،ريتر، هامبرك 1927، ص319) باسم: (البابلي) و(الكاتب)، وسماه البغدادي (هدية العارفين، إستانبول 1951، 1/ 665): (الحاسب البابلي، المنجم البغدادي)،ومن المحتمل أن يكون عطارد هو اسمًا مستعارًا اختاره عطارد لنفسه؛ لأن عطاردًا هو إله الحكمة والكتابة لدى أكثر الأمم القديمة، وقد عرفه العرب باسم (الكاتب)، وعلى أية حال فإن نسبته إلى بغداد تدل على أنه كان من علمائها المبرزين.
[2] سكت الأقدمون عن تحديد سنة وفاته، وإن كان يفهم أنه من أهل القرن الثاني الهجري (8م)، وحددها البغدادي في هدية العارفين 1/ 665، مع أنه متأخر جدًّا، ولم يذكر مصدره على عادته.
[3] الفهرست 287 وتاريخ الحكماء 251.
[4] الفهرست 287.
[5] الفهرست 287، والجفر: علم قديم هدفه معرفة المستقبل أو التنبؤ بالحوادث قبل وقوعها، وربما معرفة الحوادث الماضية أيضًا،قال الحاج خليفة: "هو عبارة عن العلم الإجمالي بلوح القضاء والقدر، المحتوي على كل ما كان وما يكون كليًّا وجزئيًّا"، والجفر الهندي: هو معرفة ذلك عن طريق التركيب العددي،كشف الظنون (إستانبول 1947) 1/ 591 - 592.
[6] الفهرست 287.
[7] الفهرست 287، وتاريخ الحكماء 251، وذات الحلق: اسم آلة فلكية، وردت في كتاب المجسطي لبطليموس، وتشتمل على سبع حلق معدنية متحركة، مركبة في بعضها البعض، يقاس بها كل ما يقاس بالإسطرلاب المسطح، وتسمى بالفرنسية Sphare armillaire، انظر كارلونالينو: علم الفلك تاريخه عند العرب في القرون الوسطى (رومه 1911) ص148.
[8] الفهرست 287، وتاريخ الحكماء 251، ومنه نسخة في خزانة كتب لاله لي بإستانبول برقم (2759)، تقع في 20 ورقة، تحتوي على صور توضيحية، قال فيها: (وكنت قرأت كتاب أنتيمس في المرايا المحرقة وغيرها، فحذفت ذلك من الأشكال، ولخصتها وأحكمت وضع النقط والخطوط في خواص أماكنها ومواضعها، وسقط القول على مذهب أنثيمس (هنا بالثاء) بزيادة في الشرح، وترتيب العمل الدال على ذلك).
[9] لخصه أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي (ت 395هـ/ 1004م) في كتابه: (غاية الحكيم، وأحق النتيجتين بالتقديم)،قال: (فمن ذلك ما ذكر عطار البابلي في فصوله التي سماها سر الأسرار، وقد اقتضبنا منها خمسة وأربعين فصلًا، فيها علم كثير مما نحن سبيله) (الفصل 4 ص319).
[10] أشار إليه البيروني (ت 440هـ/ 1048م) في كتابه: (رسالة في تسطيح الصور، وتبطيح الكور) انظر Ullmann, Die natur and Geheimwissenschaften im Islam (Leiden, 1972) P،316.
[11] أشار إليه محمد بن إسحاق، أبو العنبس الصيمري (ت 275هـ/ 888م)، في كتابه: (أصل الأصول في خواص النجوم وأحكامها وأحكام المواليد).
[12] قال الحاج خليفة في تعريف هذا العلم: "هو علم يتعرف منه أحوال الخطوط الشعاعية المنعطفة والمنكسرة بانعكاس أشعة الشمس عنها ونصبها ومحاذاتها، ومنفعته بليغة في محاصرات المدن والقلاع"،(كشف الظنون 1652).
[13] نالينو: علم الفلك 143.
[14] غاية الحكيم، الفصل العاشر ص106.
[15] الجماهر (ط حيدر آباد) ص 217، وأيضًا 98 و201.
[16] الجماهر 217.
[17] جاء في هامش الجماهر لمعلقٍ اسمه محمد بن الخطيب ما نصه: "عجبًا لأبي الريحان في خفاء ما أراده عطارد عليه؛ فإن أصحاب الكيمياء رمزوا على صنعتهم بأحجار كثيرة، ادعوا فيها هذه المنافع، وهم يريدون كيفيات حجرهم وتنقله في أحواله ومراتبه، كما فعل مترجم كتاب الأحجار المشهور، فإنه ضمنه هذا العلم، وذكروا من هذه الأسماء كثيرًا، وجميعها رموز، لعل نقل مجرد ما رأى إن لم يكن عالمًا بالصنعة وعالمًا ما أريد من تلك الأحجار".
[18] مخطوطة في المكتبة القادرية ببغداد، وصفناها في كتابنا: الآثار الخطية في المكتبة القادرية 4/ 263 (بغداد 1980)، وكانت موضوع محاضرتنا في الندوة الدولية الثانية لتاريخ العلوم عند العرب، المنعقدة في جامعة حلب 1978، ونشرنا هذه المحاضرة في المجلة التاريخية المغربية، تونس 1983، العدد 23 - 24،انظر ما يلي في هذا الكتاب.
[19] كشف الظنون 1834.
[20] دفتري كتبخانة آيا صوفيا ص215 (إستانبول 1304).
[21] كان الصديق الدكتور علاء موسى نورس قد تفضل عند زيارته تركيا سنة 1979 بتصوير عدد من أوراق المخطوطة، وعند إبداء رغبته في تصويرها كاملة اعتذر القائمون على المكتبة بأنهم سيرسلون فيلمًا بها إلى الملحقية الثقافية التركية ببغداد، ولما يصل هذا الفيلم إلى اليوم، رغم تكرار اتصالنا بهم.
[22] قال فريتس كرنكو: ذكر لي المولوي عبدالعزيز الراجكوتي أن عند صديق له بالهند نسخة قديمة جدًّا (الجماهر، هامش ص217).
[23] Gatalogue of the persian and arabic Manuscripts in the Oriental public Library of Bankipore Vol،5, P،116.
[24] وتقع في 3 صفحات، وعنوانها: (كتاب الأحجار والخرز ومنافعها ومقدمات الطلسمات وأسرار الكواكب واستعمال الأحجار والخرز والانتفاع بها).
[25] المخطوطة، الورقة 2.
[26] نقله إلى العربية يحيى بن البطريق، ونشره عبدالرحمن بدوي مع كتاب أرسطو الآخر (في السماء)، (بعنوان في السماء والآثار العلوية) (القاهرة 1961)، ويشغل الآثار العلوية الصفحات 3 - 121 من الكتاب.
[27] الكون والفساد: مصطلح أرسطي، يراد به التغيُّر من حالة إلى أخرى، وعالم الكون والفساد هو عالم ما تحت فلك القمر؛ أي: الأرض وما حولها، أما ما فوق فلك القمر فهو لا يخضع لعوامل الكون والفساد، بل يخضع لنظام ثابت.
[28] الآثار العلوية ص5.
[29] الآثار العلوية، مقدمة الناشر ص (كد).
[30] وردت هذه الإشارة في مخطوطة في الفاتيكان، مكتوبة بحروف عبرية، انظر الآثار العلوية المقدمة المذكورة، وعبدالرحمن بدوي: في النفس لأرسطو (القاهرة 1954) ص40.
[31] ترددت هذه الفكرة في مؤلفات إسلامية تالية؛ كالمقابسات لأبي حيان التوحيدي (تحقيق محمد توفيق حسين، بغداد 1970) ص442، ورسائل إخوان الصفا (القاهرة 1928)، وهي أكثر وضوحًا في الكتاب الأخير، انظر 1/ 99 فصل (في علة اختلاف تأثيرات الكواكب في الكائنات الفاسدات التي دون فلك القمر)، ويرى أوليري (علوم اليونان وسبل انتقالها إلى العرب، ترجمة وهيب كامل، القاهرة 1962 ص245)، إن ما ورد في رسائل إخوان الصفا يمثل ضربًا من الأرسطاليسية غامضًا مبتسرًا كالذي كان شائعًا في الحقبة الأولى من حركة إحياء العلوم اليونانية، وفيها إشارات إلى فلسفات أقدم من فلسفة أرسطو، مثل الإشارات إلى هرمس وفيثاغورس وسقراط وأفلاطون، وكلها مختلفة ومبهمة، وإذا كان هذا الرأي مما ينطبق على الرسائل، وهي ترقى إلى القرن الرابع للهجرة (10م)، فإنها أكثر انطباقًا على كتاب عطارد الذي ألف قبلها بأقل من قرنين.
[32] في طاش كبرى زاده: مصباح السعادة ص368: علم الفلقطيرات، وهي خطوط طويلة عقدت عليها حروف وأشكال؛ أي حلق ودوائر، زعموا أن لها تأثيرات بالخاصية.
[33] عرف طاش كبرى زاده (علم الطلسمات) بقوله: (هو علم باحث في كيفية تمزيج القوى السماوية الفعالة بالقوى الأرضية المنفعلة في أزمنة مناسبة لما أريد منها من الفعل والتأثيرات (مصباح السعادة 339).
[34] مخطوطة باريس الورقة 2.
[35] قال ياقوت (معجم البلدان، بيروت 1957 3/ 408): "هي كورة عجيبة، قصبتها سمرقند، وقيل: هما صغدان، صغد سمرقند، وصغد بخارى، وذكر ابن النديم أن لهم حضارة الترك، وقصبتها تسمى قرنكت، ونقل أنموذجًا من خطهم؛ (الفهرست 26).
[36] الجماهر 217.
[37] مخطوطة باريس الورقة 1.
[38] البرابي، مفردها البربي أو البربا،قال ياقوت: (البرابي جمع بربا، كلمة قبطية، وأظنه اسمًا لموضع العبادة، أو البناء المحكم، أو موضع السحر)، والكلمة من القبطية Pierphei أو Perpe، ومعناها: هيكل العبادة،انظر أنستاس ماري الكرملي: المساعد (بتحقيق كوركيس عواد، وعبدالحميد العلوجي) 2/ 176 (بغداد 1976).
[39] الفهرست 496.
[40] أحمد بن عوض المغربي، قطف الأزهار (مخطوطة القادرية).
[41] نشرته اورسولا وايسر نشرة علمية محققة (معهد التراث العلمي العربي - جامعة حلب 1979).
[42] عن أدلة هذا الرأي انظر وايسر: مقدمة كتاب سر الخليقة ص12 وبلسنر Plesener, Neue Materialien zur Geschichte der Tabul smaragdiina (der Islam, Vol،16 (1927).
[43] عند كلامه على حجر المشتري،الورقة 28.
[44] مخطوطة في المكتبة القادرية ببغداد، وصفناها في كتابنا: الآثار الخطية المشار إليه آنفًا 4/ 235، وانظر عن نسبة الكتاب عبدالرحمن بدوي: مؤلفات أرسطو في العربية (القاهرة 1959) ص37.
[45] ابن النديم 494، والقفطي: أخبار الحكماء 346، وابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء 1/ 16،

اكتب تعليق

أحدث أقدم