رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التفكير المؤجل

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التفكير المؤجل



 رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التفكير المؤجل

بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
مما لاشك فيه أن التفكير نعمة أنعَمها الله - عزَّ وجلَّ - على الإنسان، يستطيع من خلالها النظر والتأمُّل في ظواهر الحياة؛ بهدف الوصول إلى بواطنها، وإلى الاستفادة من هذه الظواهر وتلك البواطن، وتوظيفها في العمل الأكبر في الحياة، والهدف الأكبر من إحياء الحياة.
وكما أنَّ الناس تَختلف في الأعمار والأرزاق، والألوان والكلام، فإنها أيضًا تختلف اختلافًا كبيرًا في التفكير؛ سواء في مستوى التفكير: سَطحيَّة، وعُمقًا، أو في طُرق التفكير: تأصيلاً ودربة.
من هنا كان الذي غلَب على حياته التفكير في الماضي ورَبطه بالحاضر؛ لكي يصنع خُطة للمستقبل، كان هذا هو الرجل المُنتظر دائمًا؛ لأن العالم أحوجُ ما يحتاج إلى عقولٍ تُفكِّر، وتُنتج مناهج سليمة، تقود البشرية إلى طريق الحقِّ وطريق الحياة.
وتتَّضح الآن أهميَّة صاحب التفكير العميق في الحياة، والذي لا يَقف على ظاهر الخبر أو الظاهرة، بل يَبحث في ماهية الحدَث حقيقة، وكيف حدَث هذا الحدث؟ ومَن فعَل هذا الحدث؟ ولماذا فعَل هذا؟ وماذا سينتج عنه هذا الأمر؟ وما علاقة هذا الشيء بأشياءَ أخرى من حوله؟
وكثير من الأسئلة التي تَرِد على ذِهْن المُفكر وهو يُفكِّر للمجتمع ولصالحهم.
إنَّ هذا الإنسان يَستند في تفكيره على أرض صُلبة من معالم الحياة الكبرى، وسُننها العظيمة، والتي اسْتَنبتها من خلال قراءة الوحي وقراءة الكتب، وقراءة التاريخ ومعايشته اليوميَّة، فتَخرج نتائجه في الغالب جالبة للسعادة، ومُوجبة للحياة الهانئة.
أمَّا التفكير المؤجَّل، فهو ذلك التفكير القابع في أذهان بعضٍ من المسلمين، رغم القدرة العقلية والتفكيرية التي يتمتَّعون بها، فيؤجِّلون تلك المشاريع الحضارية الناهضة بالمجتمع؛ سبب رَفْض المجتمع لأفكاره، أو تقلُّص عدد جماهيره، أو انشغاله بحياته، وتوفير طعامه وشرابه ومَلبسه، أو لأنَّ المُفكر يتعبُ الناس في متابعته، فإعمال العقل أكثر تَعبًا من جهد الأرجُل على المُستطيلات الخضراء، وأجْهَدُ على النفس من متابعة مُضَيِّعي الأوقات؛ الأحياء منهم والأموات.
مَن يَنظر إلى العالم وفي قلبه ذرَّة من إيمان، يتشقَّق قلبه، وتتقطَّع نفسه ألَمًا وحَسرةً على بعض مظاهر الضياع الرُّوحي والنفسي والاجتماعي الذي يَعيشونه، وكأنهم ليسوا أهلَ حضارة مادية متقدِّمة، ومَن نظَر إلى عالمنا الإسلامي وفي قلبه ذرَّة من إيمانٍ، تَشقَّق قلبه وتقطَّعت نفسه ألَمًا وحَسرة على هذه المتابعة للضياع الغربي والشرقي، وكأنهم ليسوا أهلَ الدليل الحضاري الشامل في المادة والرُّوح.

اكتب تعليق

أحدث أقدم