رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن السلوك والبيئة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن السلوك والبيئة

 


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن السلوك والبيئة

بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
يبرز كمال الإسلام وشموليته من عدة جوانب، منها: أنه يضع للإنسان منهجًا متكاملًا لحياته، بحيث يسن له حدودًا يسير وفقها ويحذره من تعديها، ويراعي في ذات الوقت تقلبات أحواله تجاهها، فيبين له سبيل العودة إلى طريق الصلاح والاستقامة من بعد ضلاله، فيعالج خطأه من جانبين: جانب يتعلق بذاته المذنبة، والآخر بالخلل الواقع من حوله المسهم في انحرافه؛ ليتعدى الإصلاح لمجتمعه ولا يقتصر على أفراده فتتكرر المشكلة من جديد.
فالإسلام ينتهج الشمول والتكامل والنظرة المستقبلية في معالجة الأمور، وسيتضح هذا المنهج بشكل أوسع من خلال عرض أساليب علاج ظاهرة الاسترجال، ومنها:
ضرورة تغيير البيئة للفتاة:
يعد تغيير البيئة للفتاة المسترجلة أحد أهم علاجات الاسترجال وأقواها ولا ريب، إذ إنها مستمدة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في قول ابن عباس رضي الله عنه: ((لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم قال فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانا))[1]، فإخراج الفتاة المسترجلة من المكان الذي تعيش فيه لا سيما المكان الذي تمارس فيه الاسترجال يسهم في تعديل مسار سلوكها، وقد أشار إلى ذلك بعض أهل العلم في تعليل أمر إخراج المسترجلات والمخنثين من البيوت حيث يقول ابن حجر في ذلك: "وفي الأحاديث مشروعية إخراج كل من يحصل به التأذي للناس عن مكانه إلى أن يرجع عن ذلك أو يتوب"[2].
ولا تقتصر مصلحة الإخراج على المسترجلة بل تشمل أيضًا الحفاظ على سلوك المخالطين لها من الانحراف، وقد بين ذلك ابن عثيمين رحمه الله في تعليقه على الحديث السابق حيث قال: "فليحذر من المرأة المترجلة لأن المرأة المترجلة تفسد نساء البيت وتذهب عنهن الحياء لأنها مترجلة وربما إذا كانت مترجلة ربما تعشق بعض النساء وتحاول معها الفتنة بالسحاق أو التقبيل أو الضم"[3]. مما يشير إلى أهمية إخراجها من المكان الذي تمارس فيه الاسترجال إذ إنها ستفقد من خلاله أحد أبرز مقومات الاستمرار على هذا السلوك وهو الدعم الذي تجده ممن حولها، كما سيقوض رغبة من حولها في اتباع سلوكها جراء ما نالته من عقوبة وهو ما أشار إليه باندورا في نظريت.
وينبغي أن يتزامن مع إخراج الفتاة من المكان الذي تمارس فيه الاسترجال لمكان آخر برنامج يعنى بتقويمها ويعزز من قيم أنوثتها نظرًا لانتشار مثيرات الاسترجال في هذا الزمن وعدم انحصارها في بيئتها التي أخرجت منها. فإخراج الفتاة لا غرو أنه من أقوى العلاجات إلا أنه قد يكون علاجًا مؤقتًا عند بعض الفتيات جراء تفاوت مراتب استرجالهن وما يؤمنّ به من قيم ومعتقدات خاطئة حول أنوثتها رسخت من قِبل بعض الأسباب المذكورة سابقًا؛ لذا كان لزامًا على الجهة التي تتولى فرض إخراج الفتاة من المكان الذي تمارس فيه الاسترجال كالمدارس والجامعات أن تعتمد برنامجًا يعنى بتصحيح الجانب المعرفي والسلوكي للفتاة لا أن تقتصر على إخراجها.
________________________________________
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: المحاربين من أهل الكفر والردة، باب: نفي أهل المعاصي والمخنثين، رقمه: 6445، (6/ 2508).
[2] فتح الباري، 10/ 333، ط (بدون)، تحقيق: محب الدين الخطيب، بيروت: دار المعرفة.
[3] شرح صحيح الإمام البخاري، كتاب: اللباس، باب: إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، الشريط السابع، الوجه الثاني، د 39:37، القصيم: مؤسسة الاستقامة.

اكتب تعليق

أحدث أقدم