رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن المعاصي سبب الأوجاع والأمراض

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن المعاصي سبب الأوجاع والأمراض



بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
ليس في الدنيا والآخرة من شر وشقاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي:
1- فالمعاصي تزيل النعم وتجلب النقم:
فما زالت عن العبد نعمة وما حلَّت به نقمة إلا بذنب: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].
قال علي رضي الله عنه: "ما نزل بقوم بلاء إلا بذنب، وما رُفِع عنهم إلا بتوبة" [1].
2- والمعاصي سبب الأوجاع والطواعين والأمراض التي لم تكن في السابقين:
كما قال صلى الله عليه وسلم: (خمس إذا ابتُليتُم بهنَّ - وأعوذ بالله أن تُدركوهنَّ - لم تَظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا...)؛ (رواه ابن ماجه والبيهقي والحاكم، وقال: صحيح الإسناد وحسَّنه الألباني).
3- والمعاصي سبب ظلمة القلب:
قال عبدالله بن عباس: "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسَعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القلب، وضيقًا في الرزق، وبُغضًا في قلوب الخلق"[2].
3- والمعاصي تحرم الطاعة:
كما قيل: كم نظرة منعت قيام ليلة! وكم أكلة منعت قراءة سورة!
قال ابن القيم رحمه الله: "فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بَدَلَه، ويقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة، وهَلُمَّ جَرًّا، فينقطع عليه بالذنوب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير من الدنيا وما عليها...." [3].
4- والمعاصي تحرم العلم:
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282]، فكما أن التقوى من أعظم أسباب تعلُّم العلم النافع، فترك التقوى من أعظم أسباب الحرمان، نعوذ بالله من الخذلان!
5- والمعاصي تخون العبد في الدنيا وعند الموت:
ففي الدنيا إذا وقع العبد في كربة أو بلية، لا تُحل مشاكله ولا يُوفق إلى خير أبدًا، لا ينجذب قلبه للتوكل على الله والإنابة إلى الله، والاستعاذة بالله، ولا يطاوعه لسانه لذكر الله، أما عند الاحتضار فالحال أدهى وأمرُّ، يخونه قلبه ولسانه، فيتعذر عليه النطق بالشهادة، بل ربما نطق بدونها، فتسوء خاتمته[4]، ولذلك قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
قال الحافظ ابن كثير: "حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه؛ فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِث عليه، فعياذًا بالله من خلاف ذلك!" [5].
كيف يجاهد الإنسان نفسه على ترك المعاصي؟
1- العيش مع القرآن - حفظًا وفهمًا ودراسة، وتدبرًا وعملًا وتلاوة - فالقرآن هو الواقي من أمراض الشبهات التي تهدم الاستقامة، والرادع عن أمراض الشهوات التي تحرم الاستقامة، هو حبل الله المتين والنور المبين، مَن تمسك به عصمَه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم.
كان الفضيل بن عياض يقول: "حامل القرآن مقامه يجل عن أن يعصي ربه، كيف يصح له أن يعصي ربه، وكل حرف من القرآن يناديه: بالله لا تُخالف ما أنت حامل مني"[6].
2- الحرص على مجالس العلم:
مجالس العلم:
أ- تنال فيها فضل المتعلمين.
ب- تُحبس فيها عن الذنوب والخطايا.
ج- تنزل عليك السكينة.
د- تغشاك فيها الرحمة.
ه- تحفك الملائكة.
و- يذكرك الله عز وجل فيمن عنده.
س- تجالس الصالحين.
ص- تتعلم الحلال والحرام[7].
3- تجنُّب رفقة السوء:
" لأن المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"؛ (رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة مرفوعًا، وحسَّنه الألباني).
4- فارق دواعي المعصية[8]:
فالمعصية لها دواعٍ وأسباب، قد تكون صحبة أو وَحدة أو سهر، أو مشاهدة التلفاز أو النت، أو المرور من مكان ما، ومِن ثَم فرغبتك في التخلص من المعصية تولد عندك مفارقة دواعيها.
5- استعظم الذنوب وإياك ومحقراتها:
قال بلال بن سعد: "لا تنظر إلى حجم المعصية، ولكن انظر في حق من عصيت" [9].
قال ابن مسعود - وهو يصور حال المؤمن مع المعصية -: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مَرَّ على أنفه، فقال به هكذا، قال أبو شهاب: بيده فوق أنفه)؛ (رواه البخاري).
قال ابن القيم رحمه الله: "الذنوب جراحات، ورُبَّ جرح وقع في مقتل" [10].
استعظام الذنب يتولَّد منه لدى صاحبه استغفار وتوبه وبكاء، وندم وإلحاح على الله بالدعاء، ثم يتولد الدافع القوي الذي يُمكن صاحبه من الانتصار على شهوته والسيطرة على هواه.
6- إذا تكرر الذنب فكرِّر التوبة:
روى ابن أبي الدنيا بإسناد عن علي رضي الله عنه، قال: "خياركم كل مفتن توَّاب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: حتى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المحسور"[11].
وقيل للحسن البصري: ألا يَستحيي أحدنا من ربه؛ يستغفر من ذنوبه، ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود، فقال: ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تَملوا من الاستغفار؟![12].
فإذا تكرَّر الذنب، وتكرَّر الذنب، وتكرَّر الذنب، فكرِّر التوبة ولا تَمل؛ شريطة ألا تكون مصرًّا على المعاصي، بمعنى أن تكون عازمًا حال توبتك ألا تعود مع إقلاعك عن ذنبك وندمك.
________________________________________
[1] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ابن القيم ص 179.
[2] أمراض القلوب وشفاؤها ابن تيمية ص 7 .
[3] الجواب الكافي ص136.
[4] تحذير الداني والقاصي من عقوبات الذنوب والمعاصي؛ أحمد فريد.
[5] تفسير ابن كثير ج1.
[6] صرخة للعصاة؛ محمد عبدالملك الزغبي ص 57.
[7] سلوكيات مرفوضة المؤلف.
[8] سبيل النجاة من شؤم المعصية؛ محمد عبدالله الدويش.
[9] الفوائد لابن القيم ص41.
[10] الفوائد لابن القيم ص41.
[11] التوبة لابن أبي الدنيا ص 134.
[12] جامع العلوم والحكم ابن رجب ص176.

اكتب تعليق

أحدث أقدم