رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن سنن الله الكونية

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن سنن الله الكونية



 رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن سنن الله الكونية

بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبدد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
مما لاشك فيه أن للهِ في خلقهِ شئونًا، وحكمًا بالغةً، وأقدارًا نافذةً، واضحةً جليّةً لكلِّ ذي عينينِ، ولكلِّ ذي بصرٍ وبصيرةٍ، وصدقَ اللهُ العظيمُ إذ يقولُ { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} سورة ق (37) ، وسننُ اللهِ الكونيةُ في الحياةِ لا تتخلفُ ولا تتبدلُ، وإنّما هي قواعدُ راسخةٌ وثابتةٌ، وقد ذكرَ القرآنُ الكريمُ لنا عدةَ أمثلةٍ لسننِ اللهِ الكونيةِ ولكن قبلَ الخوضِ في هذه السننِ علينَا أولاً: أنْ نعلمَ يقينًا أنَّ سننَ اللهِ في الكونِ ثابتةٌ لا تتبدلُ ولا تتغيرُ وقد أشارَ القرآنُ الكريمُ إلى ذلك في آياتٍ كثيرة منها قولُهُ تعالى:
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} سورة الأحزاب (62)
{فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} سورة فاطر (43)
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} سورة الفتح (23)
علينَا أنْ نأخذَ العبرةَ مِن سننِ اللهِ في الكونِ، خاصةً مِن الذين سبقوا، وكان لهم تجاربٌ سابقةٌ قالَ تعالَى { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} سورة الروم (9)، فالعاقلُ مِن الناسِ هو مَن يأخذُ العبرةَ مِمّن سبقوهُ، ولا يجعلْ مِن نفسهِ عبرةً لغيرهِ، ولمَن سيأتِي بعدَهُ ولكنّ البعضَ منّا تمرُّ عليهِ الأحداثُ، ولكن قلبهُ معزولٌ تمامًا عن الاعتبارِ والاتعاظِ بمَا حدثَ ويحدثُ مِن حولهِ، وصدقَ اللهُ العظيمُ حينَ قالَ { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ } سورة النور (44)، وقال أيضًا { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } سورة النازعات (26 )
هيّا بنَا نعيشُ مع بعضِ سننِ اللهِ الكونيةِ التي لا تتبدلُ ولا تتغيرُ مِن خلالِ القرآنِ الكريمِ:
أ _ {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الروم (47) إنّها سنةٌ كونيةٌ وحقيقةٌ ثابتةٌ أكدتهَا آياتٌ كثيرةٌ في القرآنِ الكريمِ منها مثل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} سورة غافر (51).
وقالَ أيضًا {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ} سورة يونس (103)، يمرُّ المؤمنُ عبرَ حياتهِ بمراحلَ كثيرةٍ مِن الاختباراتِ والابتلاءاتِ في حياتهِ ولكن. يبقى دائمًا وعدُ اللهِ سبحانَهُ وتعالى بنصرةِ عبادهِ المؤمنين، فدائمًا ما يسدلُ الستارَ في نهايةِ المشهدِ وتكونُ الغلبةُ والنصرةُ لعبادِ اللهِ المؤمنين قالَ تعالى {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} سورة طه (132) وقال {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} سورة القصص (83)
ب _ { وَمَكۡرَ ٱلسَّیِّىِٕۚ وَلَا یَحِیقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّیِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِینَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِیلًا } [فاطر ( 43 )، وقد أكدَ القرآنُ الكريمُ على هذه الحقيقةِ في آياتٍ كثيرةٍ مِن القرآنِ الكريمِ وأنّ المكرَ السيئَ لا يحيقُ إلّا بأهلهِ ، فقصَّ علينَا القرآنُ الكريمُ مثلًا مكرَ إخوةِ يوسفَ بيوسفَ عليه السلامُ ، و كيف كان عاقبةُ مكرهِم وكيف نجّاهُ اللهُ مِن شرِّهِم ومكرهِم قالَ تعالى { ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ } سورة يوسف (102)
_ سيدُنَا صالحٌ عليه السلامُ لَمّا تقاسمَ وتعاهدَ قومُهُ على الفتكِ بهِ ودبرُوا ومكرُوا، ولكنّ انتقامَ اللهِ منهم كان أسرع ، يصورُ القرآنُ الكريمُ كلَّ هذه المعاني في قولهِ تعالى { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ (49) وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (50) فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ (51) فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ (52) وَأَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (53)} الآياتُ مِن سورةِ النملِ.
_ أسعدُ الخلقِ محمدٌ ﷺ في الهجرةِ حين اجتمعَ المشركون وعزمُوا أمرَهُم ومكرُوا مكرَهُم على قتلِ رسولِ اللهِ ﷺ، فكشفَ اللهُ أمرَهُم وفضحَ مكرَهُم قالَ تعالى ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ سورة الأنفال (30)، وعن المكرِ يقولُ سيدُنَا مُحمدٌ ﷺ كما روى ابنُ مسعودٍ بسندٍ جيدٍ قولَ النبيِّ ﷺ ( من غشَّنا فليسَ منَّا والمَكرُ والخداعُ في النَّارِ)
ج _ { أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) } سورة الشعراء، أيُّها المسلمون لقد جعلَ اللهُ سبيلًا واحدًا لبقاءِ الجنسِ البشرى، ألَا وهو الزواجُ، حيثُ يتمُّ التزاوجُ بينَ الذكرِ والانثَى، وهو سنةٌ مِن سننِ اللهِ في الكونِ، وكثيرٌ ما تحدثَ القرآنُ عن هذه السنةِ الكونيةِ، قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} سورة الرعد (38) وقال {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} سورة الذاريات (49). ولذلك حين يصادمُ الإنسانُ سننَ اللهِ في الكونِ ويشذَّ عن الفطرةِ السليمةِ لابدَّ وأنْ تكونَ نهايتُهُ الهلاكَ والدمارَ، وقد ذكرَ اللهُ لنَا في القرآنِ الكريمِ مثالًا حيًّا وهم قومُ لوطٍ، وكانت إشاراتُ القرآنِ الكريمِ دائمًا بعدَ هلاكِهِم إلى وجوبِ الاعتبارِ مِمّا حدثَ لهم، قالَ تعالى { فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ (83)} سورة هود وقال أيضا { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)} سورة العنكبوت.
فمهمَا أعيتْكَ الحيلُ، وانقطعتْ بكَ الأسبابُ، وأُغلقتْ أمامَكَ كلُّ الأبوابِ، فاعلمْ بأنّ هناك ربًّا كريمًا سيحققُ لكَ كلَّ ما تتمنَّاهُ.
لكلِّ مهمومٍ ومغمومٍ ومكروبٍ، لكلِّ مريضٍ، لكلِّ مَن يطلبُ الذريةَ لا تيأسْ، وكيف تيأسُ ولك ربٌّ يجيبُ المضطرَّ إذا دعاهُ؟ ولكي لا يكون في نفسِكَ أدنى شك اترككَ مع كتابِ اللهِ ليبرهنَ لك على صدقَ ما أقولُ، وعلى هذه السنةِ الكونيةِ لكلِّ مريضٍ اسمعْ قولَهُ تعالى {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ (84)} سورة الأنبياء. لكلِّ مكروبٍ اسمعْ قولَهُ تعالى { وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبٗا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (87) فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (88)} سورة الأنبياء. ولكلِّ مَن يطلبُ الذريةَ اسمعْ قولَهُ تعالى {وَزَكَرِيَّآ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ رَبِّ لَا تَذَرۡنِي فَرۡدٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡوَٰرِثِينَ (89) فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ (90) } سورة الأنبياء.

اكتب تعليق

أحدث أقدم