رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد على المحافظة على الأوطان

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد على المحافظة على الأوطان

 


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد على المحافظة على الأوطان

بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
ما أحوجنا إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن الحفاظِ على الأوطانِ مِن صميمِ مقاصدِ الدينِ، وخاصةً عندمَا رأينَا وشاهدنَا ما حدثَ في السودانِ مِن تدميرٍ وتخريبٍ للأوطانِ بل وفي البلادِ المجاورةِ لوطنِنَا مصرَ الغاليةِ وكأنَّها حربٌ الهدفُ منها القضاءُ على دولتِنَا مصرَنَا الغاليةِ، لكن هيهاتَ هيهاتَ فمصرُ محفوظةٌ بنصِّ القرآنِ ثُمّ بجيشِهَا الحرِّ وبشرطتِهَا البواسلِ وبشعبِهَا الأبيِّ المحبِّ لوطنهِ ودينهِ، وخاصةً ووطنُنَا في حاجةٍ إلى سواعدِ الجميعِ في البناءِ والاستقرارِ والتنميةِ والتقدمِ والرقيِّ والازدهارِ كلُّ في مجالِهِ وتخصصهِ، وخاصةً وأنَّ مصرنَا الغاليةَ مستهدفةٌ مِن الداخلِ والخارجِ مِمَّن يريدونَ النيلَ منها ومِن أمنِهَا واستقرارِهَا؛ لتعمَّ الفوضَى والخرابُ والهلاكُ والدمارُ، ولا حولَ ولا قوةَ إِلّا باللهِ. وخاصةً والحديثُ عن الأوطانِ شيقٌ وممتعٌ وجميلٌ وسألُوا مَن تغربَ في بلادِ الغربةِ عن اشتياقهِ وحبهِ لوطنه .
أولًا: المحافظةُ على الوطنِ مقصدٌ مِن مقاصدِ الشريعةِ الغراءِ.
بدايةً لن نملَّ مِن الحديثِ عن وطنِنَا؛ لأنّنا مِن غيرهِ لا قيمةَ ولا وزنَ لنَا، وحقُ الوطنِ والدفاعِ عنه دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ نقولُهَا بملءِ الأفواهِ، وكيف لا؟ وحبُّ الوطنِ مِن هدىِّ النبيِ العدنانِ ﷺ والنبيين الأخيارِ، والدفاعُ عن الوطنِ مطلبٌ شرعيٌ، وواجبٌ وطنيٌ، ومَسْؤولـيَّةٌ ووَفَاءٌ تقعُ على عاتقِ الجميعِ، والموتُ في سبيلِه عِزةٌ وكرامةٌ وشهامةٌ وشجاعةٌ ورجولةٌ وشهادةْ. وكيف لا؟ والوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوطنُ عطرٌ يفوحُ شذَاهُ وعبيرٌ يسمُو في علاه، الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوطنُ نِعْمَةٌ عظيمةٌ ومنةٌ كبيرةٌ مِنْ نعمِ اللهِ العَظِيمَةِ الَّتِي لا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ وَلا تُسَاوَمُ بِالأَمْوَالِ وَالأَرْوَاحِ، بَلْ تُبْـذَلُ الأَمْوَالُ لأَجْـلِهَا وَتُرْخَصُ الأَرْوَاحُ فِي سَبِيلِ وَحْدَتِهَا وَالدِّفَاعِ عَنْهَا. الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوَطَنُ كَلِمَةٌ صَغِيرَةٌ فِي مَبْـنَاهَا، عَظِيمَةٌ فِي مَعْـنَاهَا، كَلِمَةٌ مَا إِنْ تُذْكَرُ حَتَّى تَتَحَرَّكَ لَهَا المَشَاعِرُ وَتَتَفَاعَلَ مَعَهَا الأَحَاسِيسُ، الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوَطَنُ أغلَى ما يملكُ المرءُ بعدَ دينِه، وما مِن إنسانٍ إلَّا ويعتزُّ بوطنِه؛ لأنَّهُ نشأَ فيه وترعرعَ وتربَّى وشبَّ على أرضهِ وعاشَ حياتَهُ وذكرياتهِ بحلوِهَا ومرِّهَا، الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ؟ الوَطَنُ موطنُ الآباءِ والأجدادِ، ومأوَى الأبناءِ والأحفادِ، وهو مسقطُ الرأسِ، ومستقرُ الحياةِ، ومِن أجلِهِ نُضحِّي بكلِّ غالٍ ونفيسٍ، وسلُوا مَن تغربَ في بلادِ الغربةِ عن اشتياقِه وحبِّه لوطنِه وكيف أنَّ الوطنَ حياةٌ ما بعدَهَا حياة، والمحافظةُ على الوطنِ مِن الكلياتِ الستِ التي أمرنَا الإسلامُ بالمحافظةِ عليها. الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوطنُ هو الأمنُ والأمانُ والاستقرارُ والطمأنينةُ، وهو رمزُ الكرامةِ والعزةِ وهو الكيانُ لكلِّ إنسانٍ، وهو الحضنُ الدافئُ الذي نلجأُ إليهِ في أيِّ وقتٍ وحينٍ، لذا حثَّنَا الدينُ على حبِّ الوطنِ والدفاعِ عنهُ ضدَّ الأعداءِ.
لذا لَمَّا كَانَتْ مَحَبَّةُ الوَطَنِ فِي النَّفْسِ عَظِيمَةٌ، وَكَانَ فِرَاقُهُ عَلَى القَلْبِ مُؤْلِمًا، نَجِدُ أَنَّ أَعَدَاءَ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ يُهَدِّدُونَ أَنْبِياءَهُمْ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ أَوْطَانِهِمْ وَحِرْمَانِهِمْ مِنْ نِعْمَةِ الوَطَنِ، قَالَ تَعَالَى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } الأعراف 88، وهذَا شُعَيْبٌ -عَلَيْهِ السَّلامُ- قَالَ لَهُ المَلأُ الَّذِينَ استَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ: { لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ }، وَهَذَا نَبِيُّ اللهِ لُوطٌ -عَلَيْهِ السَّلامُ- وَمَنْ مَعَهُ قَالَ عَنْهُمْ قَومُهُمْ {أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }الأعراف 82، وَقَدْ لاقَى سَيِّدُ أُولِي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الإِيذَاءِ البَلِيغِ، فَهَا هُوَ يَلْتَفِتُ إِلَى مَكَّةَ، وَطَنِهِ الحَبِيبِ إِلَى قَلْبِهِ، { إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }، قَائِلاً: (مَا أَطْـيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ) رواه الترمذي، اللُه أكبرُ خاطبُ مكةً المكرمةَـ زادَها اللهُ تكريمًا وتشريفًا إلى يومِ الدينِـ مودعًا إياها وهي وطنُهُ الذي أُخرجَ منه، بكلماتٍ تُؤلمُ القلبَ وتُبكي العينَ بدل الدموعِ دمًا، بكلماتٍ كلّهَا حنينٌ ومحبةٌ وألمٌ وحسرةٌ على الفراقِ، بكلماتٍ كلّهَا انتماءٌ وتضحيةٌ ووفاءٌ وتعلنُ السماءُ حالةَ الطوارئِ ليهبطَ أمينُ السماءِ جبريلُ عليهِ السلامُ بقرآنٍ يُتلى إلى يومِ الدينِ ليجففَ للبنيِّ العدنانِ ﷺ دموعَهُ، وليخففَ عنهُ آلامَهُ فقال جلَّ وعلا:{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}القصص: 85)، أي وبحقِّ القرآنِ ليأتي اليومُ ويردُك اللهُ إلى وطنِك و إلى مكةَ التي أخرجوكَ منها فاتحًا منتصرًا وَيَتَجلَّى هَذَا الحُبُّ مِنْهُ ﷺ حِينَ جَلَسَ إِلى وَرَقةَ بنِ نَوفل ابنِ عَمِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- وَلَمْ يَلْتَفِت ﷺ كَثِيرًا إِلى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ مِمَا سَيَتَعرَّضُ لَهُ فِي دَعْوَتِهِ مِنْ مِحَنٍ وَمصَاعِبَ مِنْ قَوْمِهِ، حَتَّى قَالَ لَهُ وَرَقَةُ:(وَلَيتَنِي أَكُونُ مَعَكَ إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ) عِنْدَها قَالَ ﷺ : (أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟)، إِنَّهُ الوَطَنُ يا سادةٌ سَكِينَةُ النَّفْسِ، وَرَاحَةُ البَالِ، وَمَجْمَعُ الأَحِبَّةِ، وَمُنْطَلَقُ البِنَاءِ، اسْـأَلُوا عَنْ نِعْمَةِ الوَطَنِ مَنْ فَقَدَهَا، وَانظُرُوا إِلَى قِيمَتِهَا فِي مِيزَانِ مَنْ حُرِمَهَا، تُدْرِكُوا حَقِيقَةَ النِّعْمَةِ، وَعَظِيمَ المِنَّةِ. فحبُّ الوطنِ مِن الإيمانِ والدفاعُ عن الوطنِ شرفٌ وعزةٌ وكرامةٌ وشهامةٌ وشهادةٌ في سبيلِ اللهِ.
بِلاَدِي هَوَاهَا فِي لِسَانِي وَفِي دَمِي ***يُمَجِّدُهَا قَلْبِي وَيَدْعُو لَهَا فَمِي
الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان
ثانيًا: ستظل مصرُ فوقَ الجميع رغمَ الصعوباتِ والتحدياتِ.
ما بَالكُم إذا كانَ الوطنُ هو مصرُ الغاليةُ صَخرةُ الإسلامِ العاتية. مصرُ التي نحبُّهَا ونعشقُهَا، إذا ذُكرتْ مصرُ ذُكرتْ الكعبةُ والبيتُ الحرامُ، فإنَّ عمرَ -رضي اللهُ عنه- أرسلَ إلى عاملهِ في مصرَ أنْ يصنعَ كسوةً للكعبةِ المشرفةِ، فصُنعتْ الكسوةُ في عهدٍ عمرَ -رضي اللهُ تعالى عنه- وظلتْ كسوةُ الكعبةِ تُصنعُ هناك، ولم يتوقفْ ذلك إلّا قبلَ قرابة المائةِ سنة.
إذا ذَكَرتَ مصرَ ذَكَرتَ الحجاجَ والمعتمرين، فإنَّ البعثةَ الطبيةَ المصريةَ كانتْ في الحجِّ لسنواتٍ طويلةٍ هي أبرزُ ما ينفعُ الحجاجُ في علاجِهِم، يأتونَ مِن أقطارِ الدنيا لأجلِ أنْ يلتقُوا بهذه البعثةِ المصريةِ. إذا ذكرتَ مصرَ ذكرتَ الدفاعَ عن فلسطين، وذكرتَ الجهادَ والمجاهدين، فصلاحُ الدينِ أقامَ بمصرَ، وأبرزُ المعاركِ مع اليهودِ قادَهَا مصريون، وإذا ذكرتَ مصرَ ذكرتَ السادسَ مِن أكتوبر العاشرَ مِن رمضانَ معركةَ العبورِ .
إذا ذكرتَ مصرَ ذكرتَ أمَّنَا هاجرَ زوجةَ إبراهيمَ -عليه السلام- وهي أمُّ إسماعيلَ جدُّ رسولِنَا -عليه الصلاةُ والسلامُ-، هي مصريةٌ مِن القبطِ، وماريةُ القبطيةُ زوجةُ رسولِنَا الكريمِ وأمُّ ولدِهِ إبراهيمَ مصريةٌ، فإذا ذكرتَ مصرَ ذكرتَ أخوالَ رسولِنَا، وأصهارَ نبيِّنَا ﷺ .
ذكرَ اللهُ -تعالى- مصرَ في القرآنِ، وبيّنَ اللهُ -جلّ وعلا- اسمَهَا صريحةً في أربعةِ مواضعٍ في كتابهِ تشريفًا لهَا وتكريمًا، فقالَ اللهُ -جلّ وعلا-: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ} [يوسف:21]، وقال -سبحانه-: {ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} [يوسف:99]، وقال -جل وعلا-: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا} [يونس:87]، وحكى -جل وعلا- قول فرعون: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف:51].ليس هذا فقط، بل أشارَ اللهُ -تعالى- إلى مصرَ ولم يصرّحْ باسمِهَا في ثلاثينَ موضعًا مِن القرآنِ، كقولهِ -جلّ وعلَا-: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا} [القصص:15]، يعني مصر، وقولهِ -جلّ وعلا-: {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ} [الأعراف:127]، يعنون مصر، إلى آخر هذه المواضع.ِ
إنّ مصرَ -أيُّها الأخيارُ- هي الأرضُ الطيبةُ التي قال اللهُ -تعالى- عنها لما طهرَهَا اللهُ مِن فرعونَ وقومِهِ {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} الدخان:25-28.
إنَّ مصرَ هي خزائنُ الأرضِ، بشهادةِ ربِّنَا –جلّ وعلا- لمّا قالَ عن يوسفَ -عليه السلام-: { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف:55[.
ولم يذكرْ اللهُ -تعالى- قصةَ نهرٍ في القرآنِ إلّا نهرَ النيلِ، قالَ -جلّ وعلا: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} القصص: ٧، إنّها مصرُ يا سادةٌ: قال عنها سيدنُا عمرُو بنُ العاص رضي اللهُ عنه وأرضاهُ: ولايةَ مصرَ جامعةٌ تعدلُ الخلافةَ، يعني: ولايةُ كلِّ بلادِ الإسلامِ في كفةٍ، وولايةُ مصرَ في كفةٍ. وقال الجاحظُ: إنّ أهلَ مصرَ يستغنونَ بما فيهَا مِن خيراتٍ عن كلِّ بلدٍ، حتى لو ضُرِبَ بينها وبينَ بلادِ الدنيا بسورٍ ما ضرَّها. اللهُ أكبر وفي أرضِ مصرَ الربوةُ التي أوَى إليها عيسَى -عليه السلام- وأمُّهُ، قال -جلّ وعلا-: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون:50]، وعلى أرضِ مصرَ ضربَ موسَى بعصاهُ الحجرُ فانفجرَ الماءٌ منه، وانشقَّ البحرُ لهُ، فكان كلُّ فرقٍ كالطودِ العظيمِ.
ولقد ضربَ اللهُ -تعالى- بأبطالِ مصرً أمثلةً في كتابهِ، فمِن المصريين مؤمنُ آلِ فرعونَ البطلُ الثابتُ على الحقِّ الذي قال اللهُ -جلّ وعلا- عنه: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ} [غافر:28].
ومِن المصريين الرجلُ المؤمنُ الذي حذّرَ موسَى -عليه السلام مِن فرعونَ وجنودهِ-: {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20].
فمصرُ هي أمُّ البلادِ، وهي موطنُ المجاهدين والعُبادِ، قهرتْ قاهرتُها الأممَ، ووصلتْ بركاتُها إلى العربِ والعجمِ سكنَها الأنبياءُ والصحابةُ والعلماءُ.
مصرُ الكنانةُ ما هانتْ على أحدٍ*** اللهُ يحرسُها عطفًا ويرعَاها
ندعوكَ يا ربِّ أنْ تحمِى مرابعَها *** فالشمسُ عينٌ لها والليلُ نجواهَا
مَن شاهَدَ الأرْضَ وأَقْطَارَها *** والنَّاسَ أنـواعًا وأجناسًا
ولا رأى مِصْـرَ ولا أهلها *** فما رأى الدنيا ولا الناسَ
الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان
حقوقُ الوطنِ علينَا كثيرةٌ .
أكررُهَا دائمًا وأبدًا حبُّ الوطنِ والتضحيةُ في سبيلهِ ليستْ مجردَ كلماتٍ تُقالُ أو شعاراتٍ تُرفعُ، إنَّما هو سلوكٌ وتضحياتٌ وحقوقٌ تُؤدَى، الجنديٌّ بثباتِه وصبرِه وفدائِه وتضحيتِه، والشرطيُّ بسهرِه على أمنِ وطنِه، والفلاحُ والعاملُ والصانعُ بإتقانِ كلّ منهم لعملِه، والطبيبُ والمعلم ُوالمهندسُ بما يقدمُ كلُّ منهم في خدمةِ وطنِهِ، وهكذا في سائرِ الأعمالِ والمهنِ والصناعاتِ يجبُ على كُلٍّ منَّا أنْ يقدمَ ما يثبتُ بهِ أنَّ حبَّهُ للوطنِ ولاءٌ وعطاءٌ وانتماءٌ ليسَ مجردَ كلامٍ أو أماني أو أحلام.فحبُّ الوطنِ والدفاعُ عنه دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ وكيفَ لا؟ وحبُّ الوطنِ مِن هدى النبيِّ العدنانِ ﷺ والنبيين الأخيارِ، والدفاعُ عن الوطنِ مطلبٌ شرعيٌّ، وواجبٌ وطنيٌّ، ومَسْؤولـيَّةٌ ووَفَاءٌ تقعُ على عاتقِ الجميعِ ،والموتُ في سبيلِه عِزةٌ وكرامةٌ وشهامةٌ وشجاعةٌ ورجولةٌ وشهادةْ. وحقوقُ الوطنِ علينَا كثيرةٌ وعديدةٌ لا يتسعُ الوقتُ لذكرِها، منها على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ وهذا مِن أهمِّ الحقوقِ خاصةً في عصرِ السوشيال ميديَا والفِيس بُوك وغيرهِ: ذكرُ الوطنِ بالخيرِ دائمًا ونشرُ الإيجابياتِ الموجودةِ فيهِ والتغاضِي عن المساوئِ وعدمِ نشرِهَا والدعاءُ لهُ بالرخاءِ والازدهارِ وزرعُ الحبِّ في نفوسِ الأطفالِ منذُ النشأةِ الأُولَى، والحثُّ على الدفاعِ عن الوطنِ ونشرُ قيمةِ هذا العملِ والتأكيدُ على أنَّهُ أمرٌ مقدسٌ.. فإنَّ الوطنَ هو مرآةٌ للفردِ وعندما ينهضُ الوطنُ ينعكسُ ذلك على المواطنِ. …أمَّا الإساءةُ إلى الوطنِ على مواقعِ التواصلِ وعلى الفضائياتِ للنيلِ منهُ فهذه خيانةٌ بشعةٌ وجريمةٌ نكراءُ وخزيٌ وعارٌ وهلاكٌ ودمارٌ دينُنَا منها براءٌ، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ. فمن الحقوقِ يا سادةٌ :المحافظةُ على أمنِهِ واستقرارِهِ وعدم الاستماعِ إلى الدعواتِ المغرضةِ مِن هُنا وهناك للنيلِ مِن دولتِنَا واستقرارِهَا وأمنِهَا، فالأمنُ في الأوطانِ مطلبٌ لكُلِّ مَن يريدُه ويطلبُه، ومَن يسعى لزعزعةِ الأمنِ إنما يريدُ الإفسادَ في الأرضِ، وأنْ تعمَّ الفوضَى والشرُ بينَ عبادِ اللهٍ، فزعزعةُ أمنِ الأمّةِ وترويعُ الآمنينَ جريمةٌ نكراءُ فيها إعانةُ لأعداءِ الإسلامِ على المسلمين، فالأمنُ والأمانُ مِن أجلِّ النعمِ التي أنعمَ اللهُ بها علينا؛ لقولِ النبيِ ﷺ كما في حديثِ أبي الدرداءِ رضى اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله:” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها ” رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذي في السنن.
ومن أعظمِ حقوقِ الوطنِ: المحافظةُ عليه، والدفاعُ عن البلادِ وأهلِهَا يعدُّ مِن الجهادِ المشروعِ، ومُن يُقتلُ في ذلك يُعدُّ شهيدًا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ).
ومن أعظمِ حقوقِ الوطنِ : المشاركةُ بإخلاصٍ في بنائِه وذلك بإتقانِ العملِ والحرصِ على جودةِ الإنتاجِ فهو سببٌ لتقدمِ الأممِ فكمْ مِن أممٍ تقدمتْ بسببِ اتقانِهَا للعملِ , وكمْ مِن أممٍ تأخرتْ بسببِ عدمِ إتقانِهَا للعملِ لذا قالَ رسولُ اللهِ ﷺ كما في حديثِ عائشةَ أمِّ المؤمنين:((إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ) رواه البيهقي.
ومن أعظمِ حقوقِ الوطنِ علينَا: المرابطةُ على الثغورِ وحفظُ أمنِ الأوطانِ، فهذا سببُ الفلاحِ والنجاحِ، قال اللهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ آل عمران: 200.فجنودُنَا البواسلُ الذين يسهرونَ ليلَهُم ويكابدُون نهارَهم، أجرُهُم عظيمٌ وثوابُهُم جليلٌ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: “‌رِبَاطُ ‌يَوْمٍ ‌وَلَيْلَةٍ ‌خَيْرٌ ‌مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ))، وفي الصحيحين عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «‌رِبَاطُ ‌يَوْمٍ ‌فِي ‌سَبِيلِ ‌اللَّهِ ‌خَيْرٌ ‌مِنَ ‌الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا(.
ومِن حقِّ الوطنِ علينَا : عدمُ التعدِّي على الأموالِ والممتلكاتِ الخاصّةِ والعامّةِ وعدمُ تخريبِ وتدميرِ المنشآتِ العامةِ: فإنَّ مَن يقومُ بذلك الاعتداءِ كان مِن المفسدين الهالكين، ياربِّ سلمْ قالَ جلَّ وعلا:﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ المائدة: 33. ومِن حقِّ الوطنِ علينَا أيُّها الأخيارُ: العملُ على التنميةِ الشاملةِ في جميعِ نواحِي الحياةِ، فالمجتمعاتُ الناجحةُ تقاسُ قوتُهَا بمدَى تحقيقِ التنميةِ الشاملةِ فيها سواءٌ التنميةُ الاقتصاديةُ والاجتماعيةُ والتعليميةُ والإيمانيةُ والروحيةُ ، فالركودُ والتضخمُ والكسادُ والبطالةُ والفقرُ والجهلُ والمعاصي أمراضُ شيخوخةٍ تؤدِّي إلى انتشارِ الفسادِ في أركانهِ, وانطفاءِ الأملِ بينَ شبابهِ، ومِن ثَمَّ تكثرُ الانحرافاتُ واليأسُ والانتحارُ والإحباطُ في المجتمعاتِ، وهذا يتنافَى مع ما جاءَ بهِ الإسلامُ.
ومِن حقوقِ الوطنِ المساهمةُ في التفوقِ العلميِّ: فالتفوقُ العلميُّ سببٌ لتقدمِ الأممِ والشعوبِ فلا سعادةَ ولا فلاحَ ولا تقدمَ ولا رقيَّ إلَّا بالعلمِ، فبالعلمِ تُبنَى الأمجادُ، وتُشَيَّدُ الحضاراتُ، وتَسُودُ الشعوبُ، وتقلُّ الأمراضُ والأوبئةُ، فالعلمُ هوَ الركيزةُ العظمَى لأيِّ نهضةٍ في ماضِي التاريخِ وحاضرِهِ، وحيثُ كانتْ النهضةُ كانَ التعليمُ، وحيثُ كانَ التعليمُ كانتْ النهضةُ، فكم مِن أممٍ نهضتْ بسببِ تعليمِهَا، وكمْ مِن أممٍ تقدمتْ بسببِ تعليمِهَا، وكمْ مِن أممٍ تفوقتْ بسببِ تعليمِهَا، وكم مِن أممٍ تأخرتْ بسببِ جهلِهَا، وكم مِن أممٍ سادَ فيها الظلامُ والأمراضُ والأوبئةُ بسببِ جهلِهَا ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ. ومِن أعظمِ حقوقِ الوطنِ: الوفاءُ للوطنِ بكلِ ما تحملِه الكلمةُ مِن معنى(( هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَان) الرحمن:60، قالَ الأصمعي: إذا أردتَ أنْ تعرفَ وفاءَ الرجلِ ووفاءَ عهدِهِ، فانظرْ إلى حنينهِ إلى أوطانِهِ، وتشوُّقِهِ إلى إخوانِهِ، وبكائِهِ على ما مضَى مِن زمانِهِ. اللهَ اللهَ في حبِّ الأوطانِ. و شتانَ شتانَ بينَ الشهادةِ مِن أجلِ الحقِّ والموتِ مِن أجلِ الباطلِ، شتانَ شتانَ بينَ مَن أخلصَ لدينهِ ووطنهِ وضحَّى بالغالِي والنفيسِ وبينَ مَن باعَ وطنَهُ بالغالِي والرخيصِ.
مِن أولَى الواجباتِ والحقوقِ في هذه الأيامِ: إدراكُ قيمةِ الوطنِ والشعورُ بمكانتهِ، خاصةً في ظلِّ الظروفِ والتحدياتِ التي تمرُّ بها منطقتُنَا العربيةُ وخاصةً مصرُ الغاليةُ، لذا يجبُ علينَا أنْ ننشرَ ثقافةَ الولاءِ والعطاءِ والفداءِ بينَ الشبابِ مِن خلالِ المناهجِ الدراسيةِ، والندواتِ والبرامجِ الإعلاميةِ، فالوطنُ هو السفينةُ التي يجبُ على الجميعِ الحفاظَ عليها حتى تنجُو وننجُوا معها. فإذا هلكتْ السفينةُ هلكَ الجميعُ وإذا نجتْ السفينةُ نجا الجميعُ, فحُبُّ الإنسانِ لوطنهِ، وحرصهِ على المحافظةِ عليهِ واغتنامِ خيراتهِ، إنَّما هو تحقيقٌ لمعنى الاستخلافِ الذي قالَ فيهِ ربُّنَا: ((هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا))هود:61.ومِن الواجبِ على الجميعِ وَاجِب البِنَاءِ، وَبِنَاءُ الوَطَنِ امتِثَالٌ لِمُهِمَّةِ الاستِخْلاَفِ فِي الأَرْضِ وإِعْمَارِهَا، قَالَ تَعَالَى((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا))، وَقَالَ ربنا((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ)) ، فَكُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فِي مَوقعه مُستَخْلَف وَمُطَالَب بِالبِنَاء عَلَى قَدْرِ وسعِهِ وقُدُرَاتِه وحبُّ الوطنِ والتضحيةُ في سبيلهِ تظهرُ في احترامِ أنظمتِهِ وقوانينِهِ، وفي التشبثِ بكلِّ ما يؤدِّي إلى وحدتهِ وقوتهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في المحافظةِ على منشآتهِ ومنجزاتهِ، وفي الاهتمامِ بنظافتهِ وجمالهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في دعمِ منتجاتهِ الصناعيةِ والزراعيةِ والتجاريةِ حبُّ الوطنِ يظهرُ في إخلاصِ العاملِ في مصنعهِ، والموظفِ في إدارتهِ، والمعلمِ في مدرستهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في المحافظةِ على أموالهِ وثرواتهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في المحافظةِ على أمنهِ واستقرارهِ والدفاعِ عنه، حبُّ الوطنِ يظهرُ بنشرِ القيمِ والأخلاقِ الفاضلةِ ونشرِ روحِ التسامحِ والمحبةِ والأخوةِ بين الجميعِ، وأنْ نحققَ مبدأَ الأخوةِ الإيمانيةِ في نفوسِنا، وأنْ ننبذَ أسبابِ الفرقةِ والخلافِ والتمزقِ، وأنْ نقيمَ شرعَ اللهِ في واقعِ حياتِنا وسلوكِنا ومعاملاتِنا، ففيه الضمانُ لحياةٍ سعيدةٍ وآخرةٍ طيبةٍ؛ وصدق النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)
وَكُونُوا لِوَطَنِكُمْ هَذَا خَيْرَ بُنَاةٍ، وَلِمُقَوِّمَاتِهِ وَأُسُسِهِ حُمَاةً، رَاعُوا نُظُمَهُ وَقِيَمَهُ، وَأَوْفُوا بِجَمِيعِ حُقُوقِهِ. وقِفُوا صَفًّا واحِدًا فِي وَجْهِ كُلِّ مُرْجِفٍ، وَتَنَبَّهُوا لِسَعْيِ كُلِّ مُفْسِدٍ، اغْرِسُوا فِي أَبنَائِكُمْ حُبَّ الوَطَنِ وَالاعتِزَازَ بِإِنْجَازَاتِهِ الحَاضِرَةِ وَمَجْدِهِ التَّلِيدِ، حَتَّى يُحَقِّقُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَعْنَى المُوَاطَنَةِ الصَّالِحَةِ، فَهُمْ أَمَلُ الوَطَنِ وَبُنَاةُ الغَدِ.فاللهَ اللهَ في الأوطانِ، اللهَ اللهَ في مصرَ وأهلِهَا، اللهَ اللهَ في قواتِنَا المسلحةِ وشرطتِنَا الساهرةِ على حمايةِ أوطانِنَا، اللهَ اللهَ في كلِّ غيورٍ محبٍّ لوطنهِ، اللهَ اللهَ في التضحيةِ مِن أجلِ الأوطانِ، اللهَ اللهَ في المحافظةِ على مصرِنَا، اللهَ اللهَ على كلِّ مواطنٍ يعملُ لرفعةِ وطنهِ.
حفظَ اللهُ مصرَ قيادة وشعبا من كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

اكتب تعليق

أحدث أقدم