رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الأدب
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الاتحاد العالمي للعلماء والباحثين
نائب رئيس جامعة بيرشام الدولية بإسبانيا والرئيس التنفيذي
والرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بمملكة كمبوديا
الرئيس التنفيذي لجامعة iic للتكنولوجيا بمملكة كمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بالولايات المتحدة الأمريكية
نائب رئيس المجلس العربي الأفريقي الأسيوي
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
رئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس)
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
مما لا شك فيه أن الأدب الإسلامي - طالما حافظ على التصور الإسلامي وعمل على تقديمه إلى أبناء الأمة في شكل تقبله أخلاقها وعقيدتها - فإنه مواجَهٌ بكثير من التحديات والمعوقات التي من شأنها أن ترد ذلك المارد عن وجهته••
فمواجهة تيار الأدب الإسلامي هو جزء من مواجهة التيار الإسلامي على وجه العموم، وهي كما نعلم من أشرس المواجهات التي تمت في تاريخ الإنسانية ومن ثم كانت المحاولات دائمة لتغييبه عن الساحة بعدما ظهر من أبناء الصحوة الإسلامية من نشاط في مختلف مناحي الحياة، وقد رصدت لتلك المحاولات ميزانيات باهظة وعقدت حولها كثير من الندوات سواء في خارج حدود الوطن العربي أو داخله•
وإنه لمن الضروري أذن أن يتعرف أدباؤنا الشباب من أبناء الصحوة الإسلامية على أشهر تلك التحديات وأشرسها لأن الحذر من العدو يستوجب التعرف عليه•
تراجع الأدب الإسلامي:
لاريب في أن الأدب الإسلامي قد تراجع في سنواته الأخيرة تراجعاً ملموساً عن المشاركة في حياة الصحوة على النحو الذي يمليه عليه الواجب والضرورة، ولعل الناظر في أسباب ذلك يراها - على تعددها - تكاد تجتمع في أمرين أساسيين:
أولهما: الظروف السياسية التي مرت بها الأمة الإسلامية وما يجري على ساحتها من تضارب في أنظمة الحكم وسياسات التعليم والتربية•
ثانيهما: إغفالنا نحن أبناء الصحوة للأدب ودوره في توصيل الفكرة وإمكاناته كوسيلة من وسائل التربية الإسلامية الصحية، ويرجع ذلك إلى انشغالنا بكثير من الأعمال التي فرضتها علينا ظروف المرحلة التي تمر بها الأمة فصرفنا - عن غير عمد - عن تنمية إمكاناتنا الأدبية وبالتالي عن ممارسة الأدب والنهوض به•
ولعل طرق التربية والتعليم في مدارسنا كان لها أثر بالغ حينما أغفلت هي الأخرى عن قصد وغير قصد منهاج الأدب كوسيلة للتربية الصحيحة•
وراح الأدب بين هذين الأمرين ظروف الأمة واغفال دوره- يتراجع عن واقع الأمة الذي تأثر كثيراً بغياب ذلك النوع من الآداب••• فحرمت الأمة من أن تتذوق فناً رائعاً ملتزماً بالتوجيه الرباني•
ولا أعني بتراجع الأدب الإسلامي أنه لا وجود له••• فمازالت المحاولات دؤوبة ومستمرة من قبل أدباء وفنانين شربوا ذلك التصور وقاموا في فردية لانحبذها فأدلى كل بدلوه، ولكن ما نعني هنا هو غياب التيار الأدبي الإسلامي كتيار له ذاتيته وتنظيمه الإسلامي•
معوقات الأدب الإسلامي:
ولعل من أهم التحديات التي تعترض مسيرة الأدب الإسلامي تلك الأيديولوجيات الأجنبية والغريبة عن التصور الإسلامي التي دفعت كي تعرقل مسيرة الصحوة الإسلامية نحو غايتها المنشودة••• ومن أشهر تلك الانحرافات الفكرية ما يعتنقه من يطلق عليهم >اليساريون<••• وأنا على معرفتي بكثير منهم••• أدرك أن فيهم المتميز في فنه ولكن ما نختلف فيه هو> التصور<••• فقد درجوا على استحداث الأفكار الغربية والشرقية والمدارس النقدية في محاولة لإخراج الأدب العربي عن ماهيتة•
ومازالت تلك الاتجاهات الغربية تعمل على نشر الفلسفات والأفكار التي تعارض فكرة التصور الإسلامي مثل اتجاه> العبثية< الذي يعبر تعبيراً وافياً عن انعدام المعنى وراء السلوك الإنساني، ناهيك عن >اللا مسؤولية< التي يشتمل عليها ذلك المعنى والتي تنكر أهم أركان التيار الإسلامي ألا وهو >النظام والإحساس بالمسؤولية<•
ولم يقتصر التخريب على إدخال الأفكار الغربية إلى صميم المجتمع المسلم••• ولكن امتد الأمر إلى محاولة العبث بقواعد الأدب العربي كمحاولة لضرب الأمة في أعز ما تملك- لغتها وأدبها- بدعوى ما أطلق عليه >ظاهرة التجديد<••• ونحن كمسلمين لا نرى خيرا من التجديد لأن >باب التجديد في الأشكال باق ما بقيت الحياة، ولا قيد على هذا التجديد إلا الحفاظ على أصالة اللغة العربية وقواعدها، والعربية قادرة تماما على تقبل الأشكال الجديدة وتطورها•••< (1)
وتعددت معاول الهدم التي استخدمت في تلك المحاولات منها ما هو خاص بهدم عروض الشعر العربي•••أو استحداث الغريب من الألفاظ، ومنها ما هو خاص بمحاولة إبدال اللغة الفصحى بأخرى محلية فيما يسمى >بالشعر العامي< وتلك المحاولات من شأنها إبعاد المتلقي العربي عن معين لغته الفصحى لإحداث الفجوة الشاسعة بينه وبين >القرآن الكريم< كدستور للأمة•
ضعف الذوق الأدبي: ومع كل ما سبق••• فإنني أرى أن التحدي الأخطر الذي منيت به مسيرة أدبنا في السنوات الأخيرة يتمثل في ضعف الذوق الأدبي عند أبناء الصحوة خاصة والأمة عامة ومن ثم فان التربية لم تعد على ذات القدر من الخصوبة الذي كانت عليه منذ قرن وإذا سلمنا بأنه كي تتم مهمة الأدب على الوجه الذي يرجى لها فلابد انها من رؤوس ثلاثة تكون فيما بينها مثلثا لا يستقيم بدون إحداها وهي:
>المبدع، الناقد، المتلقي<•
فلو استطاعت الصحوة إعداد المبدع والناقد وهذا في إمكانها وبعض واجبها فإننا نؤمن أنه من الصعب إعداد المتلقى المتذوق للأدب، المنفعل به•
الأمر إذاً في حاجة إلى تكثيف التربية الأدبية لأبناء الصحوة التي بلا شك سوف تثرى فكرة الصحوة ذاتها، وتوسع من رقعة نشاط مؤسساتها•
> إننا كإسلاميين لم نعط الأمر حقه من الاهتمام، ولم ندرك الآثار الفعالة للأدب بصورة صحيحة فأغفلنا سلاحا من أهم الأسلحة في المعركة، ولم نقدم نماذج كافية مقنعة منه••<(2)
إرسال تعليق