رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فقه أدب الرواد : توفيق الحكيم ومصطفى صادق الرافعى
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
أمضى هذا الأديب سحابة حياته يخدم المسرح، ومعروفة مهمة المسرح لكل ذي بصر وبصيرة، منذ جاء به نابليون بونابرت وجلب معه فاتنان باريس..
فالحكيم لم يقدم في مسرحياته ما يجعل المسلم يغار على حرماته ولا مقدساته الإسلامية، من مسرحياته (نهر الجنون) وفكرة هذه المسرحية المثل الشعبي القائل (جنَّ ربعك، جنَّ معهم) أو المعنى الجاهلي الذي قاله دريد ابن الصمة:
وما أنا إلا من غزيَّة إن غوت
غويت وإن ترشد غزية أرشد
يقول: أنا مع قبيلتي غزية على الخطأ والصواب.
وهذا خلاف الهدي النبوي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يكن أحدكم إمعة يقول: أنا مع الناس؛ إن أحسنوا أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم).
مصطفى صادق الرافعي:
(أما مصطفى صادق الرافعي؛ فقد كان مجيئه ظاهرة أدبية ملفتة للنظر، لقد كان ظهوره إبان النهضة الأدبية الكبرى التي تزعمها طه حسين والعقاد والمازني وشكري وشوقي وغيرهم، كان تيار التجديد مندفعاً دفاقاً، وكانت هناك دعوات غريبة للغض من القيم الدينية والتراث العربي الأصيل، وتحريض المثقفين على الاندفاع نحو الغرب والنهل من ثقافته والنسج على منواله دون تحفظ أو تبصر، فبرز الرافعي متحدياً صارخاً في وجه الاندفاع الأعمى نحو كل ما هو غربي، ثار الرافعي من أجل الدين واللغة والقيم العريقة، واستمسك بأسلوب العربية الفصحى وهو يرى طائفة من المفكرين يدعون إلى عد اللغة العامية لغة الكتابة، وطائفة اخرى تدعو إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية.
لقد اعتبرها الرافعي معركة مقدسة، لقد أدى الرافعي دوراً كبيراً، ففي مقالاته التي كتبها في (وحي القلم) تظهر براعته الفنية، يقول سعد زغلول في هذا الكتاب (بيان، كأنه تنزيل من التنزيل، أو قبس من نور الذكر الحكيم) ص1.
أما كتابه (المساكين) فيقول فيه أحمد زكي باشا:
إلى صاحب المساكين: لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنكليز شكسبير، وهيجو كما للفرنسيين هيجو، وغوتة كما للألمان غوتة)[1].
أما كتبه: رسائل الأحزان والسحاب الأحمر وحديث القمر وأوراق الورد، فهي رسائل غرامية.
لشعر الرافعي رقة وعمق، تحضرني هذه الأبيات التي يصور فيها حباً حزيناً دامعاً، فيخفق لها قلبي وأشعر معه بالأسى واللوعة:
مَن للمحب ومن يعينهْ
والحب أهنؤه حزينُه
أنا ما عرفت سوى قسا
وته فقولوا: كيف لينه؟
إن الرافعي لم يزل في حاجة إلى الدراسة والبحث، وتراثه الأدبي لم يزل في حاجة إلى تقويم حقيقي، ومكانته الأدبية ونبل المشاعر التي حركته، وعنف المعارك التي خاضها لا بد أن تُفهم كما يجب)[2].
للرافعي أسلوب وتفرد، يشبه في تعمقه وفلسفته تعمق الشاعر أبي تمام وفلسفته، يجهد عقله وروحه ليقول عبارة لم ترد على لسان، ولا خط مثلها بيان، يقول في مقدمة كتابه (وحي القلم):
(إن لم يكن البحر فلا تنتظر اللؤلؤ، وإن لم يكن النجم فلا تنتظر الشعاع، وإن لم تكن شجرة الورد فلا تنتظر الورد، وإن لم يكن الكاتب البياني فلا تنتظر الأديب)[3].
ويقول في كتابه (أوراق الورد):
الشمس والكواكب نار، ولكنها على الدنيا نور.
أما وجهك يا حبيبي فنور، ولكنه على قلبي نار.
أسلوب الرافعي يتراوح بين الفصاحة والتعقيد.
________________________________________
[1] كتاب المساكين لمصطفى صادق الرافعي ص 7 ط1 بيروت.
[2] الإسلامية والمذاهب الادبية د. نجيب الكيلاني ط3 ص 104.
[3] وحي القلم للرافعي ص17 ط بيروت.
إرسال تعليق