رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن تعدد الزوجات فى الأديان والحضارات القديمة

رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن تعدد الزوجات فى الأديان والحضارات القديمة

رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن تعدد الزوجات فى الأديان والحضارات القديمة

بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
سنُسلِّط الضوء في مقالنا على تعدُّد الزوجات قديمًا - أي: قبل الإسلام - وسنُثبِت فيه أن تعدد الزوجات كان أمرًا عاديًّا جاريًا به العمل في الأديان والحضارات القديمة، فتعدُّدُ الزوجات ليس تشريعًا ابتدعه ديننا الإسلامي الحنيف، فقد سبق لهذا التشريع كثيرٌ من الأديان والحضارات، وكان بدون قيد ولا شرط، وسنذكر ما تيسر من هذه الشرائع والحضارات:
الحضارة الفِرْعَونية:
إذا عرَّجنا في تاريخ مصر قبل الإسلام، لا بد أن نقف عند حضارة الفراعنة، وأشهر الفراعنة الذي خُلِّد اسمه في التاريخ:
"رمسيس الثاني": فقد تزوج بالكثير مِن النساء؛ لعل أشهرهن الملكة الجميلة نفرتاري، وإست نفرت، وماعت نفرو رع، ابنة ملك الحيثيين حاتوسيلي الثالث، بالإضافة إلى ثلاث من بناته، وهن: مريت آمون، وبنت عنات، ونبت التاوي.
وقيل: تزوج بثمانٍ أخريات، بالإضافة إلى عشرات المحظيات والجواري؛ ولهذا لا يُعرف عدد أبناء رمسيس الثاني على وجه التحديد، وقد حاول بعض المؤرِّخين حصر عددهم، فقالوا: حوالي 50 بنتًا و50 ذكرًا، إلا أنه لا يمكن تقديم القائمة الكاملة للأولاد والبنات، وحتى الزوجات[1].
الديانة الهندوسية:
وأما في الهندوسية، فيكفي أن الإله الأسطوري "راما" زوج "سيتا" - له كثير من الزوجات - (Rama, s Many Wives).
يُترجِم لنا الهندوسي سي. ار. سرنيڤار سالنجار الڤالميكي الرامية، فقال: (لو أن راما تزوج سيتا لتكون ملكة، فقد تزوج عدة زوجات للسعادة الجنسية طبقًا لتقاليد الملكية)[2].
الديانة اليهودية:
وأما في التوراة (العهد القديم)، فالنصوص مستفيضة عن أخبار الأنبياء، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
• نبي الله سليمان عليه السلام، كانت له حوالي ألف زوجة وجارية من الجواري، جاء في سفر الملوك: (وأحب الملك سليمان نساءً غريبة كثيرة مع بنت فرعون: موآبيات، وعمونيات، وأدوميات، وصيدونيات، وحثيات، من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم؛ لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة، وكانت له سبعمائة من النساء السيدات، وثلاثمائة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه)[3]. (700 زوجة + 100 جارية = 1000).
• نبي الله داود كان له العديد من النساء والجواري، جاء في سفر صموئيل: (وعلم داود أن الرب قد أثبته مَلِكًا على إسرائيل، وأنه قد رفع ملكه من أجل شعبه إسرائيل، وأخذ داود أيضًا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون، فوُلِد أيضًا لداود بنون وبنات)[4].
وكذا بالنسبة لنبي الله إبراهيم ويعقوب وغيرهم، صلوات الله عليهم أجمعين.
الديانة المسيحية: وأما في الإنجيل (العهد الجديد)، فلا يوجد نصٌّ واحد يُحرِّم تعدد الزوجات، ومن المعلوم أن المسيح عليه السلام بُعِث ليكمل شريعة موسى لا من أجل نقضها؛ كما ورد في الإنجيل: (لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ، مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ؛ بَلْ لِأُكَمِّلَ)[5].
ولم يُحرَّم تعددُ الزوجات إلا بعد رفع المسيح عليه السلام، ومع ذلك فإن قضية تعدد الزوجات لم تحسم نهائيًّا، فكانت هناك طوائف تأخذ بهذا القول ولا ترى أنه محرم في المسيحية، وكان بعض الملوك النصارى يتزوَّجون بأكثر من واحدة؛ منهم الملك شارليمان، فقد اعترف بأربعة زوجات؛ وهن: دسدراتا، وهلدجارد، وفستدرادا، وليوبتجارد، ولم يعترف بأربع أخريات؛ هن: مالتجارد، وجرسوندا، ورجينا، وأوليدا، وهن عدا السُّرِّيات والوصيفات.
فالخلاصة: لا يوجد نص واحد من أقوال المسيح - حسب الأناجيل الأربعة - ولا أقوال تلاميذه ينصُّ على تحريم التعدد.
جزيرة العرب:
وكانت ظاهرة تعدد الزوجات في الجاهلية من الأمور المنتشرة المعمول بها؛ فهذا:
• قيس بن الحارث أدرك الجاهلية وأسلم، فكان له ثماني نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اختر منهن أربعًا))[6].
• غيلان الثقفي عاش في الجاهلية فأسلم، وكان له عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اختر منهن أربعًا))[7].
الحضارة الرومانية:
بالرغم من أن الأصل عند الرومان كان الاكتفاء بزوجة واحدة، مع انتشار نظام التسري والخليلات لدوافع اقتصادية بحتة؛ بحيث كانت التكاليف باهظة كما يذكر بعض المؤرخين، وإن كان هذا القول لا يسلَّم به - فإنه كان شائعًا في الممالك الرومانية، وقد أصدر الملك فالنتاين الثاني مرسومًا في إباحة التعدد، ولا يروي لنا التاريخ أي استنكار قام به الأساقفة أو رؤساء الكنائس الرومانية ضد أمر الملك فالنتاين، الذي خالف تقاليد الرومان القديمة المعمول بها[8].
الحضارة الفارسية:
وأما المرأة عند الفرس، فكانت سلعة تباع وتشترى، لا وزن ولا قيمة لها، وكان التعدد من الأمور المنتشرة بكثرة؛ استنادًا إلى النصوص الزرادشتية.
يقول المؤرخ ويل ديورانت: ولم يكن القانون يشجع البنات على أن يظلَلْن عذارى، ولا العزاب على أن يبقوا بلا زواج، ولكنه كان يبيح التسري وتعدد الزوجات؛ ذلك بأن المجتمعات الحربية في حاجة ماسة إلى كثرة الأبناء.
وفي ذلك تقول الأبستاق: (إن الرجل الذي له زوجة يَفْضُلُ كثيرًا مَن لا زوجة له، والرجل الذي يعول أسرة يفضل كثيرًا من لا أسرة له، والذي له أبناء يفضل كثيرًا مَن لا أبناء له، والرجل ذو الثراء أفضل كثيرًا ممن لا ثروة له)[9].
بالإضافة إلى مئات السراري، بل كان شائعًا عند الفرس الجمعُ بين الأختين، أو أن يتزوج الأب بابنته، والأم بولدها، والأخ بأخته.
فجاء الإسلام وحارب الجاهلية بأنواعها، وأبطل الأنكحة الجاهلية؛ ومنها: نكاح الشغار، ونكاح المشاركة، والبغايا، والاستبضاع.
وأباح تعدد الزوجات، وحصره في أربع نساء، وضبطه، وجعل له شروطًا قبل أن يقدم الرجل على التعدد: (العدل، والقدرة على النفقة على جميع الزوجات، وألا يزيد على أربع يجمع بينهن)، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
________________________________________
[1] Ayodhya Kandam th chapter p. 28
[2] تاريخ مصر القديم؛ للدكتورة زكية يوسف طبوزادة، ص130.
[3] سفر الملوك الأول - الإصحاح 11 - العدد 1- 3.
[4]سفر صموئيل - الإصحاح 5 - العدد 12- 13.
[5] إنجيل متى - الإصحاح 5 - العدد 17.
[6]رواه أبو داود (2241)، وابن ماجه (1952)، وحسنه الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 451)، والإمام الألباني في الإرواء (6/ 295).
[7] رواه الترمذي (1128)، وابن ماجه (1953)، وأحمد (2/ 44)، وصححه الحاكم (2/ 192)، وابن حبان (1377)، وصححه الشيخ الألباني في إرواء الغليل (6/ 291)، وصححه العلامة أحمد شاكر، المسند بتحقيقه (6/ 237).
[8] المرأة وحقوقها في الإسلام؛ لمبشر الطرازي، ص10.
[9] قصة الحضارة - ج2 ص 184 - ترجمة زكي نجيب محمود.


اكتب تعليق

أحدث أقدم