رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فقه السعادة

رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فقه السعادة


رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فقه السعادة
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب

مما لاشك فيه أن راحة الضمير واطمئنانه، وهدوء البال وصفاء النفس وسرور القلب وزوال همومه وغمومه، هو المطلب الأعلى والهدف الأسمى، الذي يسعى إليه كل واحد في هذه الحياة، فالناس كلهم ينشدون السعادة، ويرغبون الخير والفلاح، ويرجون التوفيق في جميع أمورهم والنجاح، لذلك ابتغوا في الحصول على هذه الغاية أسباباً متعددة ووسائل مختلفة (ولكن !!) ولكن زلت في هذا المطلب أقدام وظلت من أجله إفهام وكثرت بسببه الخواطر والأوهام، حتى ظن الكثير من الناس لغفلة قلوبهم وضعف عقولهم وسطحية تفكيرهم، أن قمة السعادة والفلاح في الحصول على حضوض الدنيا العاجلة وشهواتها الفانية والأموال الوافرة والمساكن الفارهة والمراتب الوفيرة والترفّع والشهرة والتمتع بالملذات والتفنن في الشهوات في زمن كثرت في الفتن والمغريات. ومن الناس من يتوهم بأن السعادة والفلاح تكمن في السبق في مجالات التقدم المادي والتحضر العصري وصرفوا لها جل اهتمامهم وفاضل أوقاتهم، وزعموا أن هذه الأشياء هي الضالة المنشودة وهي السبيل على القوة والعزة والطمأنينة والأمان، ولم يدركوا أنها كانت سبباً في هلاك أمم سابقة وقرون ماضية بل وشقاء أمم حاضرة.. وصدق الله عز وجل إذ يقول في محكم التنزيل ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴾ [طه: 123 - 126] وهكذا يا امة الإسلام إذا لم يكن الإيمان هو الأساس والعقيدة الصحيحة هي القاعدة الصلبة، عند ذلك تفتقد البشرية مقومات الحياة الطيبة، وعندما يتحقق الإيمان والعمل الصالح تسعد البشرية قال تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97] فلا سعادة لهذه البشرية في زمن الفتن إلا تحت راية الإيمان ولا عزة ولا رفعة إلا في ضلال القرآن، لذلك هذه السعادة المنشودة لها وسائل وأسباب ومنها:
في مقدمة ذلك الإيمان العمل الصالح ﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ ومنها التوبة الصادقة والإنابة الخاشعة ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ومنها تقوى الله تعالى بفعل الطاعات وترك المحرمات والبعد عن الشهوات ﴿ واتقوا الله لعلكم تفلحون ﴾ ومنها ملازمة ذكر الله والإكثار منه ففي حديث أم هانيء أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الفتح وقالت يا رسول الله دلني على عمل أعمله وأنا جالسة- لأنها أصبحت سمينة بدينه لا تستطيع العمل وهي واقفة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبحي الله مئة تسبيحه تعدل لك عشر رقاب من ولد إسماعيل واحمدي الله مئة تحميده تعدل لك مئة فرس مسرجة في سبيل الله وكبري الله مئة تكبيرة تعدل لك مئة بدنة باحلاسها وأقتابها في سبيل الله وقولي لا إله إلا الله مئة تملأ ما بين السماء والأرض ) وجاء عند مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما أتاه ) ومن أسباب السعادة والفلاح الإنفاق في سبيل الله تعالى وخصوصاً في هذا الزمن الذي جراح المسلمين تنزف دماً في كل مكان ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوق واصفاً الدنيا ( أولها عناء وآخرها فناء حلالها حساب وحرامها عقاب، من صحّ فيها أمن ومن مرض فيها ندم ومن سابقها فاتته ومن قعد عنها أتته ومن نظر إليها أعمته، ومن اعتبر بها بصّرته ) انتهى.
إن الإيمان بالله والعمل الصالح يحقق لصاحبه الفوز الأبدي والفلاح السرمدي يقول العلامة ابن القيم رحمه الله ( لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل ولا سبيل لمعرفة الطيب والخبيث على التفضيل إلا من جهتهم، ولا ينال رضى الله البتة إلا على أيديهم، فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق ليس إلا هديهم الذي جاؤا به.... الخ ) وللأسف أن هناك فئام من الناس يمسي ويصبح على تقصير في نفسه وأولاده وأهل بيته، سوءٌ يتلوه سوء...
إن الإسلام عقيدة عزٍ واستعلاء، تبعث في روح المؤمن إحساس العزة بغير كبر، وروح الثقة بغير اغترار وشعور الاطمئنان بغير تواكل....
ونتسائل :من هو السعيد في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن ؟؟
السعيد / هو ذلكم الشخص الذي امتلاء قلبه بالله تعالى حباً وعبادةً وصبراً وشوقاً.
السعيد / هو الذي إذا أمسى أو أصبح فليس في قلبه إلا الله.
السعيد / هو الذي أسعده الله في نفسه واطمأن قلبه بذكر الله ولهج لسانه بالثناء على الله.
السعيد / هو الذي أقر الله عينه بالطاعات وسرّه بالباقيات الصالحات.
السعيد / هو الذي أسعده الله في أهله وماله وولده، وحمد الله سبحانه على القليل والكثير.
السعيد / هو الذي أسعده الله تعالى بين الناس فعاش طيب الذكر حسن السمعة لا يُذكر إلا بخير ولا يعرف عنه إلا الخير والطاعة وذكر الله والإحسان إلى الناس وكف الأذى عنهم.
السعيد / هو الذي إذا وقف على آخر أعتاب هذه الدنيا وقف بقلب ثابت ولسان ذاكر قد رضي الله عنه فأرضاه الله تعالى.
السعيد / هو الذي إذا دنت ساعته وحانت قيامته تنزّلت عليه الملائكة تبشّره يروحٍ وريحان ورحمة وغفران وأن الله راضٍ عنك غير غضبان.
السعيد / هو الذي ختم له بخاتمة السعداء فكان آخر ما نطق به من الدنيا لا إله إلا الله.
السعيد / هو الذي أسعده الله في قبره وقرّ عينه في لحده فثبّت الله له الجنان وسدّد له اللسان ففرش له من الجنان وقال يارب أقم الساعة شوقاً إلى رحمة الله وحنيناً إلى عظيم فضل الله.
السعيد / هو الذي عندما يٌبعث من قبره ويخرج إلى حشره ونشره، خرج مع السعداء تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.
السعيد / هو الذي إذا دنت الشمس من الخلائق وذلّ كل عزيز وأخرس كل ناطق، وأشتد لهيبها وعظم حرّها، وإذا هو في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.
السعيد / هو الذي ينتهي مآله ويكون قراره إلى الجنة دار السلام ومنزل الأتقياء الأنقياء الأخفياء
:
هذه السعادة التي يطلبها ويتمناها كل عبد صالح، فكم من غنيّ ثري أبكاه ماله وأشقاه حلاله فطال بكاءه، كم من فقير الحال قليل المال لأكن الله أغناه غنى الإيمان فإذا قلت له كيف الحال قال الحمد لله في نعمة من الله وفضل، كم من مريضٍ أقعده المرض على فراشه ومع ذلك يقول الحمد لله لأن الله ملأ قلبه بالرضا والصبر والإيمان. وكم من ابنٍ بارّ فتح الله أبواب السماء لدعوة والديه يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (رضي الله على من أرضى والديه وسخط الله على من أسخط والديه )

 

اكتب تعليق

أحدث أقدم