بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
التربية لغةً: التربية اسم مشتق من الربّ.
" الربّ: يطلق في اللغة على المالك والسيد والمُدِّبر والمُربيِّ والقيِّم والمُنعم. ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى، وإذا أُطلق على غيره فيقال: رَبُّ كذا.
ويُقال: رَبَّه يُربِّه: أي كان له رَبّاً. وفيه [ألك نعمةٌ تُربيها] إي: تحفظها، وتُراعيها وتُربيِّها كما يُربي الرجل ولده. يُقال: رَبَّ فُلان ولده يَرُبُّه رَبَّاً ورَبَّتَه ورَبَّاه كله بمعنى واحد.
والرباني هو: منسوب إلى الربّ بزيادة الألف والنون للمبالغة، وقيل هو من الرًّب بمعنى التربية.
وقيل للعلماء: ربانيون؛ لأنهم يربُّون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها.
والرَّبَّانيُّ: العَالمُ الراسخُ في العلمِ والدِّين. أو الذي يطلبُ بعلمه وجه الله [1].
" والربوبية التي لله شاملة لكافة المجالات التي يكون بها المؤمن مؤمناً يترقى في الإيمان، ليكون من المخلصين الصدِّيقين المجاهدين في سبيل إعلاء دينه وكلمته، وغاية الربوبية تعليمية، تربوية، اجتماعية، سياسية، اقتصادية، فكرية، عقلية، نفسية، روحية، تتوخى إصلاح البدن، والقلب، والنفس والروح، والبيت، والشارع، والمصنع، والحقل، والمجتمع، والدولة، والعالم بأسره، ويتهيأ بها الإنسان ليكون جديراً بخلافة الله في الأرض. واسم الربِّ فيه تربية الخُلُق، فهو مُربِّي نفوسِ العابدين بالتأييد، ومربّي قلوب الطالبين بالتسديد، ومربِّي الأبدانِ بوجود النعم، ومربِّي الأرواح بشهودِ الكَرم "[2]
وتستعمل كلمة التربية بمعنى التهذيب وعلو المنزلة، وقد ذكر ذلك الزمخشريُّ، فقال: " ومن المجاز: فلان في رَبَاوة قومه: في أشرفهم"[3].
التربية اصطلاحاً:
" يختلف تعريف التربية اصطلاحاً باختلاف المنطلقات الفلسفية، التي تسلكها الجماعات الإنسانية في تدريب أجيالها، وإرساء قِيمِها ومعتقداتها، وباختلاف الآراء حول مفهوم العملية التربوية وطرقها ووسائلها " [4].
فقد ورد في تعريف التربية تعاريف متعددة منها:
• التربية: إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام.[5]
• التربية تعني: " تغذية الجسم وتربيته بما يحتاج إليه من مأكل ومشرب ليشّب قوياً معافى قادراً على مواجهة تكاليف الحياة ومشقاتها. فتغذية الإنسان والوصول به إلى حد الكمال هو معنى التربية، ويقصد بهذا المفهوم كلّ ما يُغذي في الإنسان جسماً وعقلاً وروحاً وإحساساً ووجداناً وعاطفة "[6].
• " والتربية: تعني الرعاية والعناية في مراحل العمر الأدنى، سواء كانت هذه العناية موجهة إلى الجانب الجسمي أم موجهة إلى الجانب الخُلقي الذي يتمثل في إكساب الطفل أساسيات قواعد السلوك ومعايير الجماعة التي ينتمي إليها"[7].
• " والتربية: الزيادة والنماء. وذلك حين يتزوَّد الطفل بأنواع المعرفة، وألوان الثقافة، فيتغذَّى عقله، وتكبر مدركاته، فيزكو ويسمو. علاوةً على نماء جسمه، بسبب تغذيته ورعايته صحيّاً، وتأمين ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب؛ ليترعرع بعافية جيدة، ويشّب عن الطوق بقوة، فيتحمَّل تكاليف الحياة، وتبعاتها، وقد تربىَّ جسمه، ونما عقله، وصفت نفسه، وزكت روحُه.
• ومن معاني التربية: الإصلاح والتهذيب، حيث تُبذل جهودٌ كبيرة ومستمرة لرعاية الطفل، وإصلاح أحواله، وعدم إهماله، بدءاً من الأسرة، مروراً بالمدرسة، ودور العلم، ووعظ العلماء، وقراءة الكتب، وسماع البرامج الهادفة... وهذا وغيره يساعد في إصلاح الطفل، وإثراء نفسه بالعلم المفيد، والنهج السديد، إذ يرتبط طلب العلم بمناهج التربية، مما يعطي الأطفال مع مرور الوقت خبرات ومهارات وتوجيهات، تساعدهم على تحقيق أهدافهم في الحياة، فللتربية دورها الرائد، وأثرها العميق في توجيه ميول الطفل، وربطه بالأخلاق الحميدة، والعلاقات الإنسانية الراقية، وكبح جماح الشهوات، ورفع القوى نحو الخير والصواب"[8].
أما المقصود بالتربية الأسرية: " فتعني رفع درجة وعي الفرد من مختلف الأعمار بشتى الظروف والملابسات والنواحي المختلفة المرتبطة بحياة الأسرة من الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والنفسية، بغية تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة والمجتمع "[9].
" لا بد من أن ترتبط التربية بمفهوم التدريج، وذلك أن التثقيف يخضع لمراحل عديدة، وكميات متباينة من المعلومات، وكل مرحلة يمرُّ بها الطفل تحتاج إلى رعايةٍ خاصة، ومعرفة بقدرات الطفل، ومدى استيعابه للعلم والتربية، فهذا يتطلب دقة في التنظيم، والضوابط، والمهارات في تلقين الطفل ما يحتاج إليه، وجعله عنصراً فاعلاً لا منفعلاً، وذلك بإثارة تفكيره، والعناية بروحه، وتحقيق حاجاته العلمية والنفسية وغيرها "[10].
________________________________________
[1] ابن الأثير، أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ( ت 606 هـ/ 1189م ( النهاية في غريب الأثر، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، بيروت، المكتبة العلمية، 1399هـ /1979م، [1-5]، 2، باب الراء مع الباء، 450.
[2] الحنفي، عبد المنعم، تجلِّيات في أسماء الله الحُسنى، القاهرة، مكتبة مدبولي، 1417هـ/ 1996م، 49.
[3] الزمخشري، محمود بن عمر جار الله ( ت 583هـ/ 1134م ( أساس البلاغة، القاهرة، دار الكتب، ط1، 1341هـ/ 1922م،
[1- 2]، 1، كتاب الراء، مادة: ربو، 158.
[4] الزهوري، بهاء الدين، المنهج التربوي الإسلامي للطفل، حمص، مطبعة اليمامة، 1423هـ/ 2002م، 16.
[5] المناوي، محمد عبد الرؤوف (ت 1031هـ/1612م)، التوقيف على مهمات التعاريف، تحقيق محمد رضوان الداية، بيروت، دار الفكر المعاصر، 1410 هـ / 1990م، باب التاء، فصل الراء، 169.
[6] محجوب، عباس، أصول الفكر التربوي في الإسلام، دمشق، دار ابن كثير، 1398هـ/ 1978م، 15.
[7] أحمد، محمد حسين، الأهداف التربوية للعبادات في الإسلام، رسالة لنيل درجة الدكتوراه في التربية، كلية التربية، جامعة طنطا، قسم أول التربية، غير منشورة، 14.
[8] بديوي يوسف وقاروط، محمد محمد، تربية الأطفال في ضوء القرآن والسنة، دمشق، دار المكتبي، [ 1-2 ]، ط2، 1423هـ/ 2003م، 1، 14.
[9] الخمشي، د. سارة صالح عيادة، أستاذ مساعد في قسم التخطيط الاجتماعي، كلية الخدمة الاجتماعية، المملكة العربية السعودية، دور التربية الأسرية في حماية الأبناء من الإرهاب، 7.
[10] بديوي، يوسف وقاروط، محمد محمد، تربية الأطفال في ضوء القرآن والسنة، 1، 16.
إرسال تعليق