واضربوهن....... بقلم احمد قريطم

واضربوهن....... بقلم احمد قريطم




اللغه العربيه هي اقوي اللغات واصعبها واكثرها ثراء في العالم

ولو رجعنا للمعاجم اللغويه العربيه سنجد كل شئ له في العربيه اسماء كثيره قد تكون بالعشرات بل هناك اشياء مثل الاسد والسيف لكلا منهما اكثر من مائة معني

وايضا كل كلمه لها معاني عديده 

ولان العرب في الجاهلية وصدر الاسلام كانوا اهل فصاحه وساعدهم علي ذلك حياتهم البدويه كانوا علي المام بكل تفاصيلها وبيستخدموا في كلامهم وكتاباتهم كل مصطلحاتها بكل معانيها حسب سياق كل جمله 

وكان طبيعي ان ينزل القران عليهم بنفس هذه الدرجه من الفصاحه  وثراء اللغه وان يستخدم مصطلحات اللغه العديده بمعانيها المختلفه فهو معجزه لغويه تحدي بها الله عرب الجاهليه  

ولكن الامر تغير مع ظهور الاسلام وماصاحب انتشاره خارج الجزيره  من تحول الشعوب  التي امنت به للعربيه

فهذه الشعوب المستعربه لم تكن العربية لغتهم الاصليه وايضا كانوا يعيشون حياه مدنيه وليست بدويه ولذا لم يكونوا بفصاحة العرب الاصليين و كثير من المصطلحات العربيه ومعانيها لم يكن لها وجود في لغتهم الدارجه واكتفوا بااسم واحد لكل شئ ومعني واحد لكل كلمه  بل العرب الاصليين حدث معهم نفس الشئ بسبب اختلاطهم بالشعوب المستعربه وبسبب تحولهم للحياه المدنيه من حياتهم البدويه 

واصبح اكثر مصطلحات اللغه العربيه الاصليه لاوجود لها سوي في معاجم اللغة العربية ولااستخدام لها خارجها 

وفي عصر صدر الاسلام اثناء عصر فصاحة العرب كان المسلمين يفهمون احكام الاسلام من القران نفسه وبشكل مباشر حتي القرن الثاني الهجري مع بدء انحسار اللغه العربيه وهو نفس العصر الذي بدء فيه الفقهاء في تفسير واستنباط معاني ايات القران وكانت اللغه العربيه ساعتها طرأ عليها ماسبق ذكره ولذا اغلب تفسيراتهم لاتشمل المعاني المتعدده للمصطلحات التي وردت في القران وفسروها بمعانيها المستخدمه فقط في اللغه العربيه الدارجه في عصرهم

وهذا ماحدث مع مصطلح (فااضربوهن) الذي فسر بمعني الايذاء البدني وهو المعني الوحيد المعروف له في عصر تفسير القران الذي بدء بعد العصر الثاني الهجري واستمر ذلك حتي عصرنا الحاضر 

ولكن لو رجعنا الي المعاجم اللغويه سنجد لها معاني كثيره مثل المباعده والاهمال والانفصال والفصل والذكر الخ بالاضافه الي الايذاء الجسدي

ولو رجعنا الي ايات القران الكريم سنجد ان مصطلح الضرب ورد في مواقع اخري عديده في القران ولم تورد ولو مره واحده بمعني الايذاء البدني مثل قوله تعالي (فضرب بينهم بسور فيه باب باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب )

فمعني الضرب هنا هو الفصل بينهم بسور

وقوله تعالي (للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لايستطيعون ضربا في الارض )

معني الضرب هنا هو ان يسعوا في الارض لكسب رزقهم

وقوله تعالي (اذا ضربوا في الارض او كانوا غزي )

بتعني هنا ايضا الانتقال بعيدا عن ديارهم

وقوله تعالى (ضرب الله لكم مثلا) وهنا بمعني ذكر لكم مثلا

وايات اخري كثيره ذكر فيها الضرب بهذه المعاني او معاني مشابهه

وايضا لو رجعنا لامثال العرب القديمه ومقولاتهم سنجد امثال ذكر فيها الضرب بنفس المعاني مثل

(ضرب بكلامه عرض الحائط) بمعني اهمل كلامه 

(ضرب عنقه) يعني فصل رأسه عن جسده

فكما هو واضح فلايمكن ان يكون معني الضرب للنساء

في قوله تعالي (فعظهوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ),بمعني الايذاء البدني ولكن بمعني المقاطعه والمباعده والاهمال

ولكن هناك من يقول انه قبل كلمة اضربوهن ذكرت كلمة واهجروهن ومن ثم فاان ذكر كلمة اضربوهن بمعني الهجر هو تكرار لافائده منه

ولكن الهجر ذكر في المره الاولي في عبارة فااهجروهن في المضاجع بمعني انه هجر فقط في المضاجع 

وهي مرحله قبل مرحلة الهجر الكامل التي يقصد بها كلمة فااضربوهن

بل لما اقسم نبي الله ايوب علي ضرب زوجته

الله امره ان يأخذ بحفنه من العشب ويربت به علي كتفها ليبر  بيمينه دون ضرب زوجته فعلا في قوله تعالي (فخذ بيدك ضغثا فااضرب به ولاتحنث )

وهذا يدل علي حرص الله سبحانه وتعالى علي عدم ايذاء الزوجه وضربها

وايضا اجمعت كل المصادر ان رسول الله وهو كان قران يمشي علي الارض لم يضرب طوال حياته اي من زوجاته او حتي خدمه 

فالله سبحانه وتعالى منزه عن ان ياأمر باايذاء المرأه بااي شكل وهو من كرمها

فسبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

اكتب تعليق

أحدث أقدم