رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التفوق الدراسي

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التفوق الدراسي


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي  يتحدث عن التفوق الدراسي
بقلم \  المفكر العربي الدكتور  خالد محمود عبد القوي  عبد اللطيف
مؤسس  ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لا شك فيه أن الواقع العملي لا يعترف إلا بنوابغ المجتمع، فالكل بالإجماع يسعى صوب الطبيب الأمهر والصانع الأجود والخبير المحنك..لذلك كان التفوق مطلب أصحاب الهمم العالية الذين يبحثون عن مكان راق في الحياة، يحدوهم الإصرار على التميز وعدم الاسترسال مع مطبات وعقبات الطريق، خاصة وأن نصف درجة ممكن أن يغير مسار حياتهم ويهبط بهم في كليه قد لا يرغبونها، وعلى أعتابها تتحطم آمالهم وطموحاتهم.
إن التفوق الدراسي بات عملية ممنهجة ومنظمة، تتبع العديد من البرامج والتوجيهات ولا تعتمد فقط على عامل الذكاء وحده، بل هو منظومة متناسقة من ترتيب الأولويات واستخدام للقدرات الذاتية والبيئة من أجل الوصول لقمة الشرف، وما أجملها من قمة وما أعظمها من رحلة تشوبها محن لكن ثمرتها عبقها يفوح وشذاها يدوم.
توجيهات ذهبية
– تلمح شرف الغاية واعلم أن كل عمل امتزج بالإخلاص فهو قرين النجاح والفلاح، والإخلاص يهون مصاعب الطريق، فبين السفح والقمة مشوار طويل وتعب وكد وكفاح ومشقة ومثابرة وصبر على الانكسارات التي ربما تفوق في عددها الانتصارات، ولن يأتي النصر لمن لا يصبر على بلائه ويواصل اجتهاده في عمله.
– الدراسة بالأساس مسألة دافع ذاتي، فإن وُجد هذا الدافع لدى الطالب كانت العملية التعليمية تسير بالطريق الإيجابي والمتميز.. اجعل نفسك في حالة نجاح مستمر، وفكر بالتميز دائما، وثق بنفسك أنك تستطيع أن تحصل على المركز الأول، ولا تحتج دوماً بالعقبات.
– تحقيق التوازن بين العلم والعبادة:فلا خير فيمن يجتهد في طلب العلم ويفرط في العبادة، لذا يجب تحقيق التوازن بين الأمرين، ويقول الإمام الحسن البصري: «العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلباً لا تضروا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم، فإن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد – صلى الله عليه وسلم -[يعنى الخوارج] ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا».
كما لابد أن تكون صحيح العبادة؛ فصحة العبادة طريق الصلاح والفلاح والسعادة، وهى علاج القلق والاكتئاب والحيرة وقلة الحيلة، قال – تعالى -: (يا عباد الله لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون)[الزخرف: 68] فأد الفرائض واستزد من النوافل واجتهد في قراءة القرآن الكريم وجاهد نفسك عن المعصية إلى الطاعة.
– عادة يكون البدء في المذاكرة عسيرا، لذا يستحسن البدء بأعمال روتينية كمراجعة درس سابق أو استكمال نقل درس ناقص.. تكون هذه البروتوكولات بمثابة استعداد وشحذ على المذاكرة. ومن المهم استغلال بواكير الصفاء الذهني في مذاكرة الدروس الصعبة وترك المواد السهلة في نهاية فترات المذاكرة حيث لا يبذل الذهن المكدود كثير عناء في الاستيعاب والتحصيل.
– النفس بطبعها ملولة خاصة مع العادات اليومية ومنها المذاكرة، فحاول دوما التجديد في طريقة المذاكرة من الكتابة إلى الشرح الذاتي بصوت مرتفع نسبيا مع المشي في الغرفة، أو استخدام الرسوم، أو عمل تلخيص للموضوع، وأيضا تغيير أماكن المذاكرة سواء في البيت أو حتى الذهاب إلى بعض الحدائق أو شاطئ البحر إن تيسر ذلك، ولا تنزعج من النسيان فهو أمر ضروري ولابد من المراجعة أكثر من مرة لتترسخ المعلومة في ذهنك.
– حافظ على وقتك ورتب أولوياتك، ولا يفوتك البكور وبركته، واحذر من معوقات الوقت ولصوص الطاقة: (الزوار والطفيليون، التسويف، عدم التنظيم، الانشغال بأهداف فرعية أو ثانوية، المشاكل العائلية).
– إن كنت تعاني من ضعف الذاكرة أو مشكلة النسيان فاحرص على: المذاكرة كتابة لا مشافهة. احذر من الحفظ دون الفهم. اختتم مذاكرة الدرس بحل أسئلة عليه فهذا من شأنه أن يرسخ المعلومات في ذهنك ويدربك فعليا على أجواء الامتحانات.
– دعائم الذاكرة الجيدة ثلاث: التكرار. الربط والخيال. التنظيم.. وإياك أن تربط بين عدد الساعات وحصيلة الاستيعاب لأنه لا علاقة بينهما.
– التسميع (شفوي أو تحريري)هو مرآة الذاكرة، وخير دليل على اختبار مدى رسوخ المعلومة في ذهنك، فهو يكشف لك مواضع ضعفك والأخطاء التي تقع فيها، كما أنه الوسيلة القوية لتثبيت المعلومات وزيادة القدرة على تذكرها لفترة أطول، فالطالب الذي يذاكر من دون تسميع ينسى بعد يوم واحد، ومعدل ما ينساه الطالب الذي يقوم بالتسميع يبدأ بعد 35 يوماً.
– لا تذاكر وأنت مرهق، ولا نعاسان، ولا مشغول الفكر، ولا في الضوضاء، ولا مع المجموعة، ولا في الضوء الخافت، ولا في مكان رديء التهوية، ولا أنت جوعان أو متخم بالطعام بل ينبغي أن تكون المعدة بين الشبع والجوع.
– تحضير الدرس مسبقا من شأنه أن يجعل الدرس مجرد تعزيز للمعلومات في ذهنك، ويفعل المشاركة أثناء الشرح مع المعلم، ويستجلب الانتباه له، وسؤاله عن النقاط الصعبة في الموضوع، وقد قيل لابن عباس رضي الله عنهما-: “بم تحصلت على هذا العلم؟ ” فقال: “بلسان سؤول، وقلب عقول”، وكل هذا من شأنه أن يرسخ المعلومة في الذهن لتناولها بطريقة المعايشة، فضلا عن اختزال الجهد المبذول في المراجعة خاصة أوقات الامتحانات.
– الدراسة الاستنباطية من أمتع طرق الدراسة فهي دعامة التفوق والإبداع، وهي تتمحور حول تحليل المعلومة والوصول إلى النتائج ليس بالطريقة النمطية والطرق المملة والعقيمة، وهذا مع ما يكتنفها من الشعور بالمتعة وبتحليل المعلومة.
– عليك بالتزود بمعلومات أكثر من مجرد قراءة الكتاب المقرر، وتفهمها بعمق استعداداً لأي تحليل أو استنتاج أو تطبيق خارج عن التمارين الموجودة في الكتاب المقرر.
– في الفصل الدراسي احرص على الجلوس في المقدمة حتى تصبح بمنأى عن مشوشات الزملاء وحيث يكون المدرس قريبا منك، فكلما ابتعدت عن المدرس كلما زادت فرصة انشغالك، لأنك ستجد عشرات الرؤوس حولك مشاربهم شتى، أما في المقدمة فستجني كل الفائدة، كما ستعطي انطباعاً خاصاً للمدرس بأنك هنا لتنصت وتتعلم لا لقضاء الوقت فحسب.
– ابحث عن صديق بارع تنافسه، فالصاحب ساحب، والمنافسة الشريفة تؤجج الهمة وتقضي على بواعث الكلل والملل.
– خصص وقتاً مناسبا لممارسة الرياضة وهواياتك وللتنزه وممارسة بعض الأنشطة المدرسية؛ فهذا يريحك نفسياً ويبعث فيك أملاً جديداً، واعلم أن من لا يجيد فن الراحة لا يجيد فن العمل.
– كافة العائلات مهما كان دخلها أو مستواها التعليمي والمادي والاجتماعي تستطيع أن تتخذ خطوات محددة وواضحة من شأنها أن تساعد الطالب على التعلم بصورة متميزة، وهو ما يعرف بـ «عملية الاستغراق»أو «المشاركة الإيجابية»للوالدين، ومن أشهر أبجديات هذه العملية: الحرص على تنمية الحوار مع الأبناء من أجل التعرف أكثر على دواخلهم ومشاكلهم، بل وميولهم وتوجهاتهم وأحلامهم، وبالتالي تحديد طبيعة الدعم البناء الذي يمكن أن يقدماه له. متابعة أدائهم الدراسي ومشاركتهم فيه، كحل بعض الواجبات سويا وتسميع المحفوظات وشرح المفردات الصعبة. إقامة حدود واضحة داخل البيت، كتنظيم أوقات الاستذكار والفراغ واللعب، ومتابعة طريقة قضاء الأطفال لها. خلق بيئة محفزة ومساعدة داخل البيت، وخاصة مصادر الضوضاء وأماكن تواجد التلفاز والكمبيوتر وسائر ما يلفت انتباه الطالب أو يشتت تركيزه.
– من المهم كآباء ومربين أن لا نرسل رسالة سلبية لأبنائنا مفادها أن مكانتهم وقيمتهم لدينا مقرونة بالمجموع الذي سيحصلون عليه نهاية العام، وإنما ينبغي أن تكون المكانة الحقيقة مقرونة بمدى ثقافتهم واستفادتهم ونظرتهم للعلم بحد ذاته كقيمة عليا في الحياة والمجتمع، وبذلك نمكنهم من محبة الدراسة، وتحقيق نتيجة باهرة متميزة من منطلق ذاتي مفعم بالمحبة للعلم وتوقير أهله.

 

اكتب تعليق

أحدث أقدم