مقتطفات من خطبة المسجد الحرام
بعنوان: «دعوى الجاهلية».. معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد:
المتعصّب يقيّم الناس حسب انتماءاتهم الدينية والقبلية والمناطقية والمذهبية والطائفية والسياسية.
زهير الغزال
* التعصُّب غُلُوّ في الأشخاص، وفي الأُسَر، وفي المذاهب، وفي القوم، وفي القبيلة، وفي المنطقة، وفي الفكر، وفي الثقافة، وفي الإعلام، وفي الرياضة، وفي كل شأن اجتماعي.
* التعصب يدعو إلى كتم الحقّ وسترِه، لأن صاحبه يرى في الحقِّ حجّةً لمخالفه، والتعصُّب يقلل من فرص التوصُّل إلى الحلول الصحيحة، وينشر الظلم، وهضم الحقوق، ويضعف الأمة، وينشر الفتن والحروب الداخلية.
* الهجرة والنصرة وصفان شريفان كريمان، والمهاجرون والأنصار هم الأولون السابقون -رضي الله عنهم ورضوا عنه-، ولكن لما أراد رجلان منهم توظيف هذه الألقاب الشريفة توظيفًا عصبيًّا فزع النبي ﷺ وبادر باحتواء الموقف بقوله: (أبدعوى الجاهلية؟!).
* شرف الهجرة وشرف النصرة تحوّلا بالعصبية إلى نعتين غير حميدين، بل صار ذلك مسلكًا منتنًا مكروهًا، وصار من دعوى الجاهلية: (دعوها فإنها منتنة)، ولا أشد إنكارًا من هذا الوصف، ولا أعظم ذمًّا من هذا النعت.
* لا يصدُّ عن الحقِّ إلّا التعصُّب وتقليد الآباء والأجداد: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ✷ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ [الزخرف: 23-24].
* المتعصّبُ يعتقد أنه على الحقّ بحجّة وبغير حجّة، ومن خالفه فهو على الباطل بحجّة وبغير حجة، والمتعصب لا يرى إلا ما يريد أن يراه، وهو يميّزُ الناس ويقيّمُهم حسب انتماءاتهم الدينية والقبلية والمناطقية والمذهبية والطائفية والسياسية.
* المتعصب ينسب نقائصه وعيوبه إلى غيره، ويعرف الحقّ بالرجال، ولا يعرف الرجال بالحق، ولا يودُّ أن يكون الحقُّ مع الطرف الآخر، فهو أسيرُ أفكاره ورؤيته الضيقة؛ هَمُّه المِراء، والترفُّع على الأقران.
•
مقتطفات من خطبة المسجد النبوي
بعنوان: «الوحي»
للشيخ د. خالد المهنا
بتاريخ: 26/6/1446هـ
* الوحي هو كرامة الله لهذه الأمة، وعزّها ومجدها الذي سَمَت به على جميع الأمم إلى آخر الدهر، وهو النور الذي أنزله على رسوله، وهو حُكْمُه وشَرْعُه وبشارته ونذارتُه.
* الوحي هو محكم الآيات البينات، وصحيح السنن الواضحات، والصلة بين الأرض والسماوات، وفيه الغَناء والشفاء، وفي اتباعه الرشد والهدى، ومن تنكّب عنه ضلّ وغوى، وبه حياة القلوب والأرواح، وبه تحيا مصالح الدين والدنيا.
* امتن الله تعالى بوحيه على عبده ورسوله خاتم النبيين وقائد المرسلين، فكان معجزتَه التي فاقت كل معجزةٍ لرسولٍ كريمٍقبله، كما دلّ عليه قوله ﷺ: «وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ».
* قال بعض السلف: كان جبريل ينزل على رسول الله ﷺ بالسُّنَّة كما ينزل عليه بالقرآن يُعَلّمه إياه، وصح عنه ﷺ: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه»، فهي مفسرة للقرآن، مبنية لمجمله، معبرة عنه، دالة عليه، مستقلة بأحكام تدخل في عموم أمر الله في كتابه بطاعة رسوله وأنها من طاعته.
* تنبئ دواوين السنة المطهرة -وعلومها وأخبار حملتها ونقادها وفرسانها- عن جهد عظيم مبارك أذعن له المخالف قبل الموافق، واستدلَّ به -على صحة هذا الدينِ- الحائرُ الباحثُ عن الحقائق.
* لا يتم العمل بالقرآن إلا ببيان من السنة، فلزم من حفظ القرآن حفظ السنة، وشواهد الآيات الكريمة الدالّة على الحفظ ناطقة بصدق وعد الحق المبين سبحانه؛ في مدونات الحديث الشريف بمختلف أنواعها.
* ما أجدر ناشئتنا بمعرفة أحوال الذين حملوا ميراث نبينا إلينا، ثم أدّوه، وما أحقهم بالاطلاع على مناقب كبار حفاظ الحديث وأئمته؛ مستحضرين جهادهم في الذب عن سنة نبيهم، باذلي الوسع والجهد حفظًا لما جاهدوا لحفظه وضبطه، حتى وصل إلينا نقيا عذبًا مسلسلًا.
إرسال تعليق