مقتطفات من خطبة المسجد الحرام
بعنوان: «قوة الرب وضعف العبد»..... فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي:
• المؤمن يستمدّ قوّتَهُ ومعونته من العليِّ الكبير، فإن اعتمد قلبُه على الأسباب وكَلَهُ الله إليها، وإن اعتمد على ربِّ الأسباب وتوكَّلَ عليه فلن يخذُلَهُ أبدًا.
زهير الغزال
• مما هو مقرّرٌ في عقيدة كلِّ مؤمن: أن جميع الأشياء تحت قهر الله وغلَبَتِهِ وسُلطانه، وجميعُ أنواع القوى ثابتة مستقرَّةٌ له تعالى، وهو المتفرِّدُ بالقوة جميعًا، فيجب أن يتعلق قلبُ المؤمن بالقويِّ المتين، لأن قدرته تفوق كلَّ قدرة، وقوَّته تغلب كُلّ قوّة.
• من فقه القوة: أن تدبير الكون كله بيد الله سبحانه، وأن ما سواه لا يملك لنفسه حولًا ولا قوّة، ولا يملك نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، فكيف يملك ذلك لغيره؟!
• الإنسان ضعيف من جميع الوجوه وفي كلّ أموره، قال بعض أهل العلم: «ضعفه يعمُّ هذا كلَّه، وضعفه أعظم من هذا وأكثر، فإنه ضعيف البنية، ضعيف القوة، ضعيف الإرادة، ضعيف العلم، ضعيف الصبر، والآفات إليه مع هذا الضعف أسرعُ من السيل في صيب الحدور».
• مما يدفع عُجْبَ المرء بقوته: أن يعلم أنها فضلٌ من الله عليه، وأمانة عنده ليقوم بحقها، وأن العُجْبَ بها كفرانٌ لنعمتها، فلمّا تمكن نبي الله سليمان عليه السلام من إحضارِ عَرْش بلقيس في مُدَّةِ ارتدادِ الطَّرْفِ ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ﴾ [النمل: 40].
• من فقه القوة: أن النصر والغلبة مرتبطان بميزان القلوب لا بميزان القُوى، كما أن قوَّة أمّة الإسلام وصلابَتَها تقوم على وحدتها واجتماع كلمتها، وأن التفرّق والشتات من أسباب الفشل وذهاب الهيبة والغلَبة.
• من فقه القوَّة: فضل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف؛ على الرغم من وجود الخيرية في كلٍّ منهما، لأن المؤمن القويَّ أكثرُ نفعًا وأعظم أثرًا، إذ يُنْتج ويعمل بما يعود عليه بالنفع لنفسه ويُحَقّقُ مصالح المسلمين، ويعود عليهم بالخير والنصر على الأعداء، والدفاع عن الدين ودحر الباطل وأهله.
إرسال تعليق