ترامب و عقلية الكاوبوي

ترامب و عقلية الكاوبوي



ترامب و عقلية الكاوبوي 
الكاوبوي اسم يطلق علي رعاة البقر الأمريكيين الذين كانوا من النواه الأولي لتأسيس الولايات المتحدة 
واشتهروا بقوتهم و شراستهم و عدوانيتهم وسعيهم لفرض السطوه علي الآخرين 
واصبحوا بعد استقلال الولايات المتحدة جزء مؤثر من الثقافه الامريكيه وتأثرت سياسة الدوله الناشئه بهذه الثقافه 
فسعت دائما للتوسع و فرض السطوه علي الآخرين بااستخدام ما تملكه من قوه عسكريه و اقتصاديه
فعند استقلال الولايات المتحدة لم يكن عدد ولاياتها يتجاوز ١٣ ولايه فقط و الان وصلت إلي ٥٠ ولايه 
وهذا بفضل سياسه التوسع اعتمادا علي عطا القوه و جزرة المال
ففرضت علي فرنسا أن تبيع لها مستعمرتها التي تمثل الان أغلب وسط الولايات المتحدة 
وفرضت علي اسبانيا أن تتنازل لها عن فلوريدا
وخاضت حروب عديده مع المكسيك استولت فيها علي أغلب مساحتها في ذلك الوقت و التي تمثل الان غرب الولايات المتحدة و أغلب جنوبها
وبعدها شنت حروب الاباده علي الهنود الحمر لتوسيع حدود ولاياتها الشرقيه علي حساب اراضيهم
وبعدها فرضت علي روسيا ان تبيع لها الاسكا واخيرا فرضت علي هاوي التي كانت دوله مستقله الانضمام لها 
واستمرت بعدها سياسة الكابوي الامريكيه بفرض الهيمنه  
ووجدت الفرصه مواتيه في الحرب العالمية الثانية  عندما عندما كانت القوتان العظمتان اللتان كانتا مسيطرتان علي العالم حينئذ محتاجتان لهما في ضد المانيا النازيه وبعدها احتاجوا لها لإعادة إعمار أوروبا المدمره من الحرب 
وبعدها لتحميهم من الاتحاد السوفيتي و الشيوعيه 
ولكن بعدها بدء الزمن و الظروف الدوليه في التغير
فمع تزايد حدة التيارات القوميه و الوعي و عناصر القوه لدي أغلب بلاد العالم
بدءت الكثير من شعوب العالم في تحدي الاراده الامريكيه و خسرت امريكا جولات كثيره في أفغانستان و العراق و فيتنام و فشلت في إسقاط انظمه معاديه لها مثل نظام كاسترو في كوبا التي علي مرمي حجر من شواطئ امريكا و أو نظام كيم ايل سونغ في كوريا أو نظام الملالي في إيران او نظام شافيز و خليفته في فنزويلا ومن قبلها نظام عبدالناصر و بالطبع لم تستطع تحجيم الصين وروسيا أبرز منافسيها
ولكن يبدوا أن كل ذلك لم يقنع ترامب باان ثقافة  الكاوبوي انتهي عصرها فيحاول الان احيائها ولكنه يفشل المره بعد الأخري
فحاول اولا التلويح بسلاح التعريفات الجمركيه علي كندا و المكسيك و الصين علي أمل ارهابهم
ولكن عندما ردت عليه برسوم جمركيه مضاده عاد ورضخ لهما و الغي هذه الرسوم الجمركيه العقابيه 
و مشروع ضم كندا و جرين لاند عندما جوبه برد عنيف من  و الدنمارك رجع و خفت صوته بهذا الخصوص 
واخيرا خرج علينا بمشروع تهجير الفلسطينيين الي مصر و الاردن
وقال بكل عنجهيه أن لا مصر و لا الاردن يستطيعون أن يقولوا له لا
ولكنه فوجئ باانهما يقولان له لا و بقوه
عاد وخفف من لهجته وقال إنه يمكن تهجيرهم الي بلاد أخري  غير مصر و الاردن 
وعندما فوجئ بالرفض العربي و الفلسطيني عاد وجعل وزير دفاعه يصرح باان الأمر لايعدوا أن يكون فكره والهدف منها دفع الدول العربيه لإيجاد حلول أخري 
وان التهجير سيكون مؤقت لحين اعمار قطاع غزه
وبعدها أعلن  عن مشروع الريفيرا المزعومة لاغراء الفلسطينيين و المصريين برفاهيه مزعومه
وبعدها حاول التلويح بالقوه وقال إن الولايات المتحدة سترسل قوات لاحتلال غزه وبعدها تراجع وقال إن الولايات المتحدة ستمارس السياده علي غزه دون ارسال قوات إليها كيف الله اعلم
ليفاجأ بعدها برفض عالمي و ليس عربي فقط حتي حلفاؤه الألمان و الفرنسيين و البريطانيين أعلنوا رفضهم مشروعه بقوه وكل الدول الاوروبيه وأغلب دول العالم كذلك ومن ضمنهم بالطبع القوتان العظمتان روسيا و الصين
وهنا وجد ترامب نفسه في مواجهة العالم أجمع و ليس العرب فقط 
ولذلك حاول  تابعه نتنياهو اخراجه  من مأزقه فصرح أن التهجير سيكون طوعي للفلسطينيين لمن اراد الهجره فقط ولن يرغم أحد علي الهجره
الخلاصه أن عصر الكاوبوي الأمريكي انتهي وعقارب الساعه لاتعود للوراء ولم تعد امريكا قادره علي فرض إرادتها علي أي شعب مهما فعلت 
فليطمئن الجميع 

اكتب تعليق

أحدث أقدم