مقتطفات من خطبة المسجد النبوي.. فضيلة الشيخ الدكتور خالد المهنا:
الاستغفار هو أصل المغفرة وأساسها وأعظم مُوجِباتها، ومن أجل ذلك أمر الله به خيرَ خلقه لتأتمر به أمَّتُه، وجعله تاليًا لأمره بالعلم بتوحيده
زهير الغزال
* لِشَرَف الاستغفار وفضلِهِ أَلْهَم الله ملائكته المكرمين أن يستغفروا لعباده المؤمنين، وأرشد الله أن تختم به الليالي والأعمار، فكانت آخرُ جملة تحرَّك بها لسانُه الطَّاهرُ ﷺ أن قالَ وهو يعالج سكرات الموت: «اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى».
* عَلِم سبحانه -وهو الخلَّاق العليمُ- أنَّ نفوسَ عباده -وإن كانت مفطورة على حبِّ الخير واستحسانه- إلّا أنها لا تنفكُّ عن إرادة الشرِّ إذا ضلَّتْ سواءَ السبيل، وأنَّ لها إقبالًا على الطاعة وإدبارًا إلى المعصية، ورغبة في الحسَنَةِ وقصدًا إلى السيئة.
* لِرَحْمة الله الغالبة الواسعة آثارٌ عظيمة على جميع خلقه في العالم السُّفْلِيّ والعُلْوِيّ، وفي الدنيا والآخرة؛ منها: غفرانه ذنوبَ من شاءَ من عبادِه الموحدين المسلمين، وغفرانه الذنوبَ يكون بسترها عن أن يفضح بها أهلها في الدنيا والآخرة، مع محوها والتجاوز عنها.
* من غفران الذنوب: عفوه -سبحانه- عن العقوبة عليها؛ ما لم تبلغ مَبْلَغ الكفر أو الشرك الأكبر، فإنه الذنب الذي لا يُغفر؛ كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.
* الاستغفار هو أصل المغفرة وأساسها وأعظم مُوجِباتها، ومن أجل ذلك أمر الله به خيرَ خلقه لتأتمر به أمَّتُه، وجعله تاليًا لأمره بالعلم بتوحيده، كما قال جلَّ جلالُه: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: 19].
* لفضل الاستغفار وعظم حاجة العباد إليه: أرشدهم ربهم إليه، لأن العبد لا ينفكُّ عن طاعةٍ فعَلَها يرجو قبولَها وهو خائفٌ من تقصيره في أدائِها على وجهها، فيحتاج إلى استغفار ليجبر نقصها، ولذلك شُرِع لِمَنْ سلَّم من صلاته أن يستغفر الله ثلاثًا.
* من تأمَّل صفتَيِ المغفرة والرحمة لله جلَّ جلالُه: وجَدهما مقترنتين في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى؛ تربوا على سبعين آية، تجيء صفة الرحمة فيها تالية صفة المغفرة، وسرَّ ذلك -والله أعلم-: أن رحمة الله تعالى بعبده أقرب ما تكون إليه حين يستغفره.
إرسال تعليق