رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الأمن أهم مطالب الحياة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الأمن أهم مطالب الحياة


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الأمن أهم مطالب الحياة
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي  عبد اللطيف
مؤسس  ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن الأمن يعتبر من أهم مطالب الحياة، بل لا تتحقق أهم مطالبها إلا بتوفره؛ حيث يعتبر ضرورة لكل جهد بشري، فردي أو جماعي؛ لتحقيق المصالح العامة للجميع.
والتاريخ الإنساني يدل على أن تحقيق الأمن للأفراد والجماعات الإنسانية، كان غاية بعيدة المنال، وفي فترات طويلة من التاريخ، وأن الأمن لم ينبسط على الناس في المعمورة إلا خلال فترات قليلة.
فالحرب والقتال بين البشر ظاهرة اجتماعية لم تختف حتى الآن، وكان تغير الدول والإمبراطوريَّات قديمًا، ونشأتها وضَعفها وانتهاؤها، مرتبطًا في الغالب بالحروب ونتائجها.
إن الأمن معنى شامل في حياة الإنسان، ولا يتوفر الأمن للإنسان بمجرد ضمان أَمْنِه على حياته فحسب، فهو كذلك يحتاج إلى الأمن على عقيدته التي يؤمن بها، وعلى هُويته الفكرية والثقافية، وعلى موارد حياته المادية.
يقول د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي في كتابه «الأمن في حياة الناس»: إن تكامل عناصر الأمن في مجتمع معين، هو البداية الحقيقية للمستقبل الأفضل، وتوفر عناصر الأمن الديني والاجتماعي والاقتصادي، والثقافي وبقاؤه في المجتمع – ضمان له لاستعادة أَمْنه الخارجي؛ حتى لو فقده بصفة مؤقتة.
ويقول – عزَّ وجلَّ -: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة : 125] ، ويقول – سبحانه -: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً} [النحل : 112].
فالأمن على نفس الإنسان وعلى سلامة بدنه من العِلل، والأمن على الرزق – هو الأمن الشامل الذي أوجز الإحاطة به وتعريفه حديث رسوله الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ أصبح منكم آمنًا في سِرْبه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا))؛ رواه البخاري – رحمه الله – في “الأدب المفرد”.
إن الفطرة الإنسانية تقتضي الاجتماع، ومتى وجد جماعة من الناس، تعيّن أن تقوم فيهم سلطة حاكمة ترى مصالحهم، وتعمل من أجل بقائهم وتقدُّمهم، وتحجز بين أفرادهم حين تختلف المصالح.
فالمسلم يحتاج في إقامة دينه وأداء شعائره، والأمن على نفسه وعرضه وماله – إلى مجتمع آمن؛ حتى ولو كان يعيش في بلد ومجتمع غير مسلم.
فالأمن من أول مطالب الإنسان في حياته.
إذ يحتاج الفرد في حياته إلى الأمن على نفسه ودينه وعرضه وماله.
لذا جعلت الشريعة السمحة الحفاظ على هذه الضروريات من أهم مقاصدها.
فأنزلت الحفاظ على الدين والنفس، والعقل والنسل، والعرض والمال – منزلة الضرورة التي لا تستقيم الحياة إلا بها، وجعلت حاجات الإنسان التي تُيسر حياته في مرتبة تالية (مرتبة الحاجات).
وأفسحت مجالاً تكتمل به حياة الإنسان فيما عدته من الكماليات والتحسينات.
فلا شك أن أمن الإنسان لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توافرت له ضرورات الحياة هذا في أي مجتمع يعيش فيه.

إن الأمن الفردي؛ أي: أَمْن الإنسان على نفسه وماله وعرضه ضد أي اعتداء يقع عليه من غيره، مكفول عن طريق تطبيق الأحكام الشرعية التي تحمي الأنفس والأعراض والأموال. 

اكتب تعليق

أحدث أقدم