سيدي القاضي بقلم /آية محمود رزق

سيدي القاضي بقلم /آية محمود رزق


سيدي القاضي 
بقلم /آية محمود رزق 
سيدي القاضي،
أتقدم إلى عدالتكم اليوم، لا بصفتي مدعية فحسب، بل كضحية لحالة استثنائية تُدعى "الحب".
إن معاناتي لا تقف عند حدود الحنين أو الدموع، بل تتجلى في سرقته لراحة نومي، وتسلله خلسة إلى قلبي دون إذن أو أوراق رسمية، وكأنه لا يعترف بالقوانين ولا يعير للحدود أي اهتمام.
لقد احتل وجداني، وأعلن نفسه مالكًا له، دون أن يمنحني حتى حق الاعتراض.
أيها القاضي المحترم،
أطالبكم اليوم، باسم العاطفة المنهكة، وباسم قلب أُنهك من الانتظار، أن تحكموا عليه بالسجن المؤبد إلى جواري، لا في زنزانة من حديد، بل في زنزانة من دفء واحتواء ومشاركة، يتحمل فيها مشاق الحياة كما تحملت أنا مرارة الغياب.
سُرقت مني مشاعري وعواطفي، وبتُّ عاجزة عن الحب من جديد. فمن يعوّضني عن تلك السرقة العاطفية؟
ليس لي من يمثّلني أمام عدالتكم سوى عيوني التي ذبلت من السهر، ونظراتي التي تنطق بما عجز لساني عنه، وهمساتي التي تتوسل إلى قلبه من بعيد.
أليس من الحق، سيدي، أن يُعاد إليّ ما فقدت؟
أن يُردّ إليّ قلبه كما خسر قلبي دون إنذار؟
أم أنكم، كما يقولون، تقضون باسم العدالة العمياء؟
عدالة لا تنظر في قضايا العاشقين، ولا تعترف بجراحهم؟
فهل يا ترى، سيكون حكمكم هذه المرة مختلفًا؟
هل ستكسرون قاعدة الجمود، وتُنصفون قلبًا أنهكته الأحكام الغيابية للحب؟
سيدي القاضي،
إنني لا أطلب حكمًا بالإدانة، بل حكمًا بالحب... حكمًا بالحياة المشتركة،
فإن كان الحب جريمة، فليكن عقابي الأبدي هو وجوده بقربي.

اكتب تعليق

أحدث أقدم