الجهود الدبلوماسية المصرية لوقف التصعيد الإقليمي ومنع توسيع دائرة الصراع بالمنطقة

الجهود الدبلوماسية المصرية لوقف التصعيد الإقليمي ومنع توسيع دائرة الصراع بالمنطقة



الجهود الدبلوماسية المصرية لوقف التصعيد الإقليمي ومنع توسيع دائرة الصراع بالمنطقة

بقلم م/ احمد ياسر الكومي 

* في خضم التوترات المتصاعدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تبرز الجهود الدبلوماسية المصرية كعنصر فاعل في محاولة احتواء الأزمات وتهدئة الأوضاع الإقليمية المتأججة؛ فبفضل ما تتمتع به القاهرة من ثقل سياسي وعلاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، حرصت مصر على تكثيف تحركاتها واتصالاتها لوقف التصعيد، والدفع نحو حلول سلمية تحفظ استقرار المنطقة وتصون مصالح شعوبها.
 أن الدور المصري يأتي تأكيدا لنهج دبلوماسي راسخ تتبناه مصر في التعامل مع القضايا الإقليمية الحساسة، قائم على التوازن والحوار؛ بما يعكس إدراكها العميق لخطورة المرحلة وأهمية التحرك العاجل لمنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار

البيان المشترك الصادر أول  أمس الاثنين، والذي جرى التوافق عليه بمبادرة مصرية، يأتي في سياق تكثيف القاهرة لتحركاتها الإقليمية والدولية، في محاولة لحشد دعم دولي للجهود الرامية إلى التهدئة، وطرح مبادرات لحلول سياسية تقوم على احترام السيادة الوطنية، ووقف أعمال العنف، منوهين إلى أن هذه التحركات تعكس إيمان مصر العميق بأن أمن واستقرار المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تضافر الجهود وتغليب لغة الحوار على منطق القوة.
وكان وزراء خارجية  20 دولة" عربية وإسلامية "أدانو  الممارسات الاسرائيلية الغاشمة في المنطقة واتساع عدوانها بعد غزة إلى إيران بما يهدد أمن واستقرار الجميع، هو بيان يترجم تمسك هذه الدول بمبادئ ثابتة وراسخة في العلاقات الدولية، تقوم على السلم والتعاون ورفض التدخلات الخارجية، وهي رسالة للعالم والمجتمع الدولي تؤكد أهمية احترام سيادة الدول واستقلالها كسبيل نحو إقرار السلام الشامل والعادل دون صراعات وحروووب وتهديدات.

على العالم أن ينظر إلى ضرورة احترام الجميع للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لوقف الصراعات التي تشهدها الساحتين  الإقليمية والدولية وإقرار السلام والاستقرار والتنمية للشعوب كحق أصيل من حقوق الإنسان.
أن القراءة المتأنية للبيان تكشف عن إدراك مصري بأن المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة تتداخل فيها الأجندات الدولية مع الطموحات الإقليمية، وتظهر خلالها هشاشة منظومة العمل الجماعي العربي، في ظل غياب تنسيق فعّال يُمكّن من بلورة موقف موحد قادر على التأثير؛ ولذلك، فإن التحرك المصري جاء بمثابة محاولة جادة لإعادة ترتيب توازنات النفوذ، ومنع مزيد من الانزلاق نحو حالة من الانفجار الشامل الذي قد يمتد إلى خارج حدود أطراف النزاع الأساسية.
على الرغم من أن البيان التزم بلغة متزنة، خالية من الاستقطاب، إلا أنه يحمل في طيّاته رسالة استراتيجية مزدوجة، وهي أن مصر لا تزال رقماً صعبًا في معادلة الأمن الإقليمي، وأن غياب القيادة العربية الموحدة؛ يدفع القاهرة لتحمّل عبء المبادرة المنفردة حين تتطلب الضرورة".
كما  أنه في ظل هذا المشهد، تواصل القاهرة أداء دور "الضامن الهادئ"، الذي يجمع بين الحكمة والقدرة على التدخل، وبين التهدئة والردع، وهو دور بات أكثر إلحاحًا في لحظة إقليمية تتّسم بغياب اليقين وارتفاع منسوب المجازفة لدى عدد من الأطراف الفاعلة.
  البيان المشترك، وإن بدا في ظاهره خطوة دبلوماسية، إلا أنه يُقرأ فعليًا ضمن رؤية استراتيجية متكاملة تسعى إلى كبح انفجار محتمل، ويعيد التأكيد على أن مصر، في لحظات التصدع، تظل حاضرة، لا بالضجيج، بل بالفعل الذي يُبقي كفة التوازن قائمة.

اكتب تعليق

أحدث أقدم