معضلة إيران...بقلم احمد راغب قريطم

معضلة إيران...بقلم احمد راغب قريطم


معضلة إيران
واضح جدا أن نقطة ضعف إيران الرئيسيه التي أضعفتها كثيرا أمام إسرائيل هي وجود أعداد كبيره من المتعاونين مع اسرائيل من الإيرانيين 
مما مكن إسرائيل من عمل اختراق استخباراتي كبير داخل إيران ساعدها علي تحديد أماكن تواجد و اجتماعات  اعداد كبيره من القيادات و العلماء الذريين الإيرانيين مما مكنها من استهدافهم بكل سهوله بل وصل لدرجة تشكيلها لفرق عسكريه داخل إيران قامت بتدمير الدفاعات الجويه الايرانيه قبيل بدء الغارات الإسرائيلية 
وهنا يبدر سؤال هو لماذا يوجد هذه الأعداد الكبيرة من الخونه داخل إيران
في تقديري الشخصي أن ذلك يرجع إلي الطبيعيه الخاصه للمجتمع الإيراني و الطريقه الغبيه التي يتعاطي بها حكام إيران مع هذه الطبيعه
فالمجتمع الإيراني يتشكل  من قوميات عديده فالعنصر الفارسي لايشكل سوي حوالي ٤٥٪ من الشعب الإيراني و بقية الإيرانيين هم عباره عن خليط شديد التنوع من قوميات عديده من عرب و أكراد و تركمان و أذريين و للر و بلوش ولكل قوميه منها خصوصيتها الثقافيه و اللغويه ولها مناطقها الخاصه بها التي تمثل فيها الاغلبيه 
ومن ناحيه أخري فا أنه ليس كل إيران شيعه فحوالي ٢٠٪ مسلمين سنه بل الشيعه أنفسهم فيها ليس كلهم شيعه اثني عشريه فهناك شيعه اسماعيليه و شيخيه و يزيديه 
وبدل أن يعمل النظام الايراني علي احتواء هذا التنوع الإثني و الديني  عمل علي تهميش الأقليات لصالح العنصر الفارسي الشيعي الإثني عشري الذي احتكر السلطه و الثروه في ايران  هذا غير عمله علي محو هويتها وصبغها بالهويه الثقافيه و اللغويه و العقائديه  الفارسيه الإثني عشريه 
مما جعل أبناء هذه الأقليات الاثنيه و الدينيه يشعرون بالغبن وأنهم ليسوا مواطنين في دولة ايران بل شعوب واقعه تحت الاحتلال الفارسي وان محاربة  الدوله الايرانيه وحكم الملالي هو واجب وطني لتحرير أوطانهم المحتله والحفاظ علي معتقداتهم حتي لو بالتحالف مع الشيطان نفسه وفعلا ظهرت منظمات عسكريه و سياسيه من أبناء لهذه الأقليات تكافح من أجل ذلك 
و لذلك أكيد  أن هناك الكثير من أبناء هذه  الأقليات  مستعدين  للتعاون مع إسرائيل  بل وبدون مقابل  ولكن فقط من أجل المساعده علي أنهاء  (الاحتلال الفارسي ) لبلادهم أو علي الاقل إسقاط نظام الملالي العنصري 
ومن ناحيه أخري فاأيران تمتلك  موارد  وثروات تؤهلها  لان تكون دوله ثريه جدا 
ولكن أغلب هذه الثروات لا يستفيد منها الشعب الإيراني لان أغلبها   تنفق علي مشاريع النظام الإيراني في التوسع و الهيمنة من خلال دعم هائل لمليشيات وانظمه مواليه له في دول مثل اليمن و العراق و سوريا و لبنان و غزه
 ليجد المواطن الإيراني نفسه يعيش فقيرا في دوله غنيه  بسبب استنفاذ موارد بلاده في مشاريع لاشأن له بها
وهذا جعل الكثير من أبناء القوميه الفارسيه نفسها يتبنون نفس موقف الأقليات الاثنيه و الدينيه تجاه النظام الإيراني
ولذلك فالنظام الإيراني يقود شعبه في حرب ضد إسرائيل في وقت غالبية شعبه اصلا ضده وكراهيته إليه بسبب سياساته جعلت الكثير منه مستعد للتحالف مع إسرائيل نفسها ضده
وهذه نقطة ضعف إيران الكبري التي هي السبب الرئيسي للاخفاقات الهائله التي تعرضت لها في صراعها مع إسرائيل بل مع العراق في عهد صدام 
وهذا يجب أن يكون درس لكل الانظمه العربيه أن قوتها لاتكمن في تسليح الجيوش و الحلفاء بالدرجه الأولي
بل يسبقها كسب رضا شعوبها و تأييدها لها و توحيد الجبهه الداخليه في بلادها فهذا اهم سبب لقوة الانظمه و الدول نفسها

اكتب تعليق

أحدث أقدم