رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية
بقلم/ المفكر العربي خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
لواء / محمود توفيق عبد الجواد قنديل


هذا الرجل أعتز به

في أغسطس عام 1961، ولِد رجل قُدّر له أن يحمل عبء الوطن فوق كتفيه، لا بشعارات ولا بكلمات رنّانة، بل بسهرٍ طويل، وقراراتٍ صلبة، وعينٍ لا تغمض عن حدود البلاد. لم يكن يعلم أن اسمه سيُدوَّن لاحقًا في صفحات الأمن المصري بحروفٍ من نور، وأنه سيكون واحدًا من أولئك الذين يواجهون الخطر في صمت، ويحفظون هيبة الدولة في زمنٍ كثُر فيه المزايدون.


لواء محمود توفيق لم يكن يومًا من الباحثين عن الظهور، بل من صنف الرجال الذين يؤمنون أن العمل وحده هو الرد، وأن الوطنية لا تُنشد، بل تُمارَس. تخرّج في كلية الشرطة عام 1982، ولم تكن رحلته سهلة ولا معبّدة، بل شق طريقه درجة بعد درجة، من قلب الميدان، من مواقع العمل الصعبة، من مطاردات الظل ومهام الليل، من التفاصيل التي لا يراها أحد، لكنها تصنع الفارق في أمن وطن بأكمله.


صعد بثبات إلى رئاسة جهاز الأمن الوطني، في مرحلة كانت مصر تئن تحت وطأة الإرهاب والتخريب، لكنه لم يجزع، ولم يكتفِ بالإدارة من خلف المكاتب، بل نزل إلى كل ساحة خطر، وأدار كل معركة كأنها آخر معركة في عمره. وفي يونيو من عام 2018، تولّى مسؤولية وزارة الداخلية، في توقيت شديد الحساسية، كانت فيه الدولة في حاجة إلى رجل أمنٍ لا يخطئ البوصلة، لا يهتز أمام الضغوط، ولا يطلب ثمنًا مقابل إخلاصه.


لم يكن ضجيج الإعلام سلاحه، بل كانت المعارك الصامتة هي ميدانه الحقيقي. يقود المواجهات دون أن يصدر بيانًا، ويُنهي المعارك دون أن يسجّل على نفسه انتصارًا. رجلٌ يعرف جيدًا متى يتقدم، ومتى يُراقب، ومتى يحسم. لم يترك ساحة من ساحات الخطر إلا واقتحمها، ولم يعرف طريقًا إلى التراخي، ولا أعطى ظهره يومًا للمواجهة.


في سنوات وزارته، استعادت وزارة الداخلية كثيرًا من ثقة المصريين، وأثبتت الأجهزة الأمنية قدرتها على تأمين الوطن داخليًا من دون المساس بحقوقه الدستورية، ولا التفريط في ثوابته الوطنية. كان هو رمانة الميزان بين الحزم والعدالة، بين الصرامة في فرض القانون، والحنوّ في حماية الإنسان. لم يسعَ إلى الصدام، لكنه لم يَخف منه حين فُرض عليه.


مصر في عهده لم تعرف الفوضى، ولم تفتح أبوابها للارتباك، ولا خافت من تهديدٍ داخلي أو خارجي. لأنها ببساطة كانت تعرف أن هناك من يحرسها. رجلٌ لا ينام إلا بعد أن يطمئن أن القاهرة تنام بأمان، وأن قلب الصعيد لم يَخْفق خوفًا، وأن حدود سيناء لم ترتجف.


من يقترب من شخصية اللواء محمود توفيق يدرك كم هي عصيّة على التصنيف. فهو رجل عسكري صارم، لكنه إنساني في نظرته إلى المسؤولية. وهو هادئ الملامح، لكنه قويّ الحضور. صلبٌ في قراراته، لكنه ناعم في عبوره داخل تفاصيل الملفات. لا يعرف التفاخر، ولا يرضى بأن يكون اسمه عنوانًا، لكنه عندما يُذكر، يُذكر معه الأمان.


في عيد ميلاده الرابع والستين، نقف أمام رجل لم يسعَ إلى مجدٍ شخصي، بل وهب نفسه لوطنٍ بأكمله. اختار أن يكون حارسًا على بوابات الدولة، وصوتًا خافتًا في زمن الصخب. هو وزير المعارك الصامتة… الجنرال الذي لا يظهر في نشرات الأخبار، لكنه موجود في كل لحظة سلام نعيشها.


كل عام وأنت بخير، يا من لم تمنحك المناصب قيمتك، بل أضفتَ أنت على المناصب وقارًا وهيبة. وكل عام وأنت صامد، في موقعك، في معركتك، في قسمك الأول الذي لم تحِد عنه يومًا: أن تحيا مصر… حرة، آمنة،
في ظل قيادتنا الحكيمه لمصرنا الغاليه
حفظ الله مصرنا الغاليه
وحفظ رئيسها وقيادتها وشعبها
إرسال تعليق