استشاري : المعلومات المغلوطة تحرم الأطفال من فرص العلاج فلا تجعلوا وسائل التواصل مصدر قراركم
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال البروفيسور عبدالمعين عيد الاغا ، أن الفترة الأخيرة شهدت انتشارا واسعا للشائعات والمفاهيم المغلوطة حول بعض العلاجات الهرمونية الضرورية لصحة الأطفال، وهو ما أدخل كثيرا من الأسر في دائرة من القلق والتردد، بين حرصهم على علاج أبنائهم وخوفهم من معلومات لا أساس لها من الصحة ، مبينا أن هذه المعتقدات قد تقود إلى عواقب وخيمة إذا أُهملت العلاجات المثبتة علميًا، خصوصًا في الحالات التي تستلزم التدخل المبكر.
وأشار إلى أن الأنسولين يمثل أبرز هذه الإشكاليات، إذ يعد العلاج الوحيد والآمن للأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول ، إذ يحدث هذا المرض نتيجة خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى تدمير خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الأنسولين في البنكرياس، ما يجعل المريض في حاجة ماسة إلى جرعات يومية من الأنسولين مدى الحياة ، محذرا من خطورة التردد في إعطاء الطفل جرعاته الكافية بدعوى الخوف من المضاعفات، فترك السكر مرتفعا لفترات طويلة يعرّض الطفل لمضاعفات حادة مثل الحماض الكيتوني أو لمضاعفات مزمنة تؤثر على حياته مستقبلًا.
كما تناول البروفيسور الأغا جانب هرمون النمو المخصص لعلاج قصر القامة عند الأطفال، موضحًا أن الشائعات حوله تسببت في عزوف بعض الأسر عن العلاج، رغم ما يسببه قصر القامة من آثار نفسية وجسدية على الطفل، خاصة التعرض للتنمر ، ففعالية العلاج تقل كلما تأخر التدخل، ولا جدوى منه بعد تجاوز سن السادسة عشرة مع إغلاق العظام، مشددًا على أن كل الدراسات العلمية أثبتت مأمونيته وفعاليته عند الاستخدام الصحيح وتحت إشراف الطبيب المختص.
وأضاف أن ما يُثار حول حقن تأخير البلوغ المبكر لا صحة له، حيث لم يثبت أنها تسبب زيادة الوزن أو العقم أو تساقط الشعر، فالهدف من العلاج هو منح الطفل فرصة للنمو الطبيعي وتفادي أضرار البلوغ المبكر، وأهمها قصر القامة مستقبلًا، إلى جانب الضغوط النفسية والاجتماعية التي يواجهها الطفل نتيجة تغيرات جسدية لا تتناسب مع عمره.
ولفت إلى أن انتشار البلوغ المبكر أصبح ملحوظًا خاصة لدى الفتيات، ويرتبط في كثير من الأحيان بزيادة الوزن أو بالتعرض لمواد تحتوي على هرمونات صناعية مثل بعض المراهم أو المواد البلاستيكية.
وفي ختام تصريحه، شدد البروفيسور الأغا على ضرورة أن تكون الثقة دائمًا في الطبيب المختص وليس في ما يُتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه العلاجات أثبتت مأمونيتها على مدى أكثر من أربعة عقود، وأن تجاهلها أو التردد في استخدامها يضع صحة الأبناء في خطر حقيقي.
إرسال تعليق