نورهان امين تكتب ....المرأة من عصر الحريم إلى عصر التحرير-2

نورهان امين تكتب ....المرأة من عصر الحريم إلى عصر التحرير-2

 



في ستينيات القرن الماضي أمريكا قالت امنعوا الإختلاط وقيدوا حرية المرأة


في يوم السبت ٩يونيو ١٩٦٢ نشرت صحيفة الجمهورية مقال تحت عنوان (كاتبة أمريكية تقول امنعوا الإختلاط وقيدوا حرية المرأة) ونقلت الصحيفة تحت هذا العنوان كلاماً ثمين وقد بدأت فقدمت الكاتبة الأمريكية للقراء فقالت"


"غادرت القاهره الصحفية الأمريكية هيلسيان ستانسبري بعد أن أمضت عدة أسابيع في القاهرة ،وزارت خلالها المدارس،والجامعات ،و معسكرات الشباب والمؤسسات الإجتماعية،ومراكز الأحداث،والمرأة والأطفال وبعض الأسر في مختلف الاحياء


وذلك في رحلة دراسية لبحث مشاكل الشباب،والأسر في المجتمع العربي وهيلسيان صحيفة متجولة،تراسل أكثر من ٢٥٠صحيفة أمريكية،ولها مقال يومي،يقرأه الملايين ويتناول مشاكل الشباب تحت سن العشرين


وعملت في الإذاعة والتلفزيون وفي الصحافة أكثر من عشرين عاما،وزارت جميع بلاد العالم،وهى في الخامسة والخمسين من عمرها وتقول الصحيفة الأمريكية بعد أن أمضت شهراً في الجمهورية العربية وبعد أن قدمتها الجريدة هذا التقديم


إن المجتمع العربي كامل وسليم،ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليدة التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول.وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوروبي والأمريكي،فعندكم تقاليد موروثة تقيد المرأة وتحتم احترام الأب و الأم


وتحتم أكثر من ذلك،عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا ولذلك فإن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة الصغيرة وأقصد ما تحت سن العشرين،هذه القيود صالحة ونافعة،لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم.


وامنعوا الإختلاط وقيدوا حرية الفتاة-بل ارجعوا إلى عصر الحجاب،فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق و مجون أوروبا وأمريكا.امنعوا الإختلاط قبل سن العشرين فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ،لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمع معقد مليئ بكل صور الإباحية والخلاعة


وإن ضحايا الإختلاط والحرية قبل سن العشرين يملأون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية.إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا الصغار قد جعلت منهم عصابات أحداث وعصابات جيمس دين وعصابات مخدرات والرقيق....


إن الإختلاط والإباحية والحرية في المجتمع الأوروبي والأمريكي قد هدد الأسر،وزلزل القيم والأخلاق،فالفتاة الصغيرة تحت سن العشرين في المجتمع الحديث تخالط الشبان وتشرب الخمر والسجائر وتتعاطي المخدرات باسم المدينة والحرية


والعجيب في أوروبا وأمريكا أن الفتاة الصغيرة تحت العشرين تلعب...تلهو وتعاشر من تشاء تحت سمع عائلتها وبصرها،بل وتتحدى والديها ومدرسيها والمشرفين عليها،تتحدهم باسم الحرية،تتزوج في دقائق وتطلق في ساعات ولا يكلفها هذا أكثر من إمضاء وعشرين قرشا وعريس ليلة أو بضع ليال وبعدها الطلاق وربما الزواج فالطلاق مرة أخرى"


في النهاية يا ساده حدث لنا عزو ثقافي لغينا عقولنا واصبحنا نقلد فقد وربطنا التحضر بالخلاعة ونسينا أن مقياس النجاح ليس في الشكل ومستوى العُري وإنما هو بالمجهود والجد والاجتهاد،وهذا لأنها عبارة عن معركة فكر طويلة المدى وقديمة الجذور والمرأة نصف الأمة فلو فسدت لفسدت أجيال ولو صلحت لأنجبت رجال


ويطيب لبعض الأشخاص أن يمشوا مع التيار زاعمين أن ذلك تطور حتمي وهذا شكل من أشكال التحضر والتطور ونحن لا نعارض التطور بأي شكل من الأشكال ولكننا نخشى أن يزايد على حساب الدين والأخلاق والآداب فإن الدين وما يتبعه من تعاليم خلفية وأدبية إنما هو من وحي الله شرعة لكل عصر ولكل زمان ومكان فإذا كان التطور جائز في أمور الدنيا وشئون الحياة فليس ذلك مما يجوز في دين الله


إن الدين نفسه هو الذي فتح للعقل الإنساني ٱفاق الكون لينظر فيه وينتفع بما فيه من قوى وبركات ويطور حياتة لتصل إلى أقصى ما قدر له من تقدم ورقي ففرق كبير بين ما يقبل التطور ومالا يقبلة.. وأن الدين ليس لعبة تخضع للأهواء وتوجهها الشهوات والرغبات

المصادر:دفع الشبهة الدكتور سيد سابق

اكتب تعليق

أحدث أقدم