رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ا يتحدث عن ذوى الإحتياجات الخاصة من منظور الإسلام

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ا يتحدث عن ذوى الإحتياجات الخاصة من منظور الإسلام



بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الإعاقة: هي الحبس عن أداء شيء ما، والمعاق: هو مَن به عاهةٌ تمنعه وتحبسه عن أداء شيء ما، أو بتعبير أدق: هو كل إنسان يُمنَع عن أداء شيء يستطيع القيامَ به الإنسانُ الطبيعي، يشمل هذا كل قصور يصيب الإنسان في بدنه أو عقله؛ مثل: الأخرس، والمشلول، والأعمى، والمجنون، وغير ذلك، وقد أطلق على المعاقين مصطلح: "ذوو الاحتياجات الخاصة"، وقد راعى هذا المصطلح نفسية المعاق؛ ففيه تخفيف على مشاعره، وهذا يتوافق من الناحية الشرعية مع ما أمرنا الإسلام به من حُسن معاملة المعاق، حتى ولو باللفظ؛ فالمسلم مأجور بلفظه الحسن، ومأجور بإدخال السرور على أخيه المسلم، خاصة إذا كان مِن ذوي الاحتياجات الخاصة، والمتأمل لسيرة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم يجد أنه كان يغيِّر أسماء بعض أصحابه التي بها غلظة ونفور، ليس من باب التشاؤم، ولكن من باب إِلْفِ النفس لكل جميل، وابتعادها عن كل قبيح، حتى ولو كان اسمًا من الأسماء؛ فقد غيَّر "جُعَيل" إلى عمرو، وغيَّر "صرم" إلى سعيد، و"حرب" إلى سلم، وغيَّر اسم أرض من عفرة" إلى خضرة، و"شِعب الضلالة" إلى شعب الهُدى.
الجانب الإيماني للمعاق:
لا شك أن مَن به إصابة أو عاهة ممتحَن في إيمانه، فينبغي أن يعلم كلُّ مَن به إعاقة أن هذا من القضاء والقدر الذي أُمِرنا أن نؤمن به، هذا الإيمان يجعل النفس في اطمئنان ورضًا؛ إذ لا ينبغي السَّخَط على قضاء الله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، روى أحمدُ وابن ماجه عن زيد بن ثابتٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أن الله تعالى عذَّب أهل سمواته وأرضه، عذَّبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك أُحُدٌ أو مِثْلُ أُحُدٍ أنفقتَه في سبيل الله عز وجل، ما قُبِلَ منك حتى تؤمن بالقدر، فتعلمَ أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإنك إن مِتَّ على غير هذا دخلتَ النارَ))، والمؤمنُ صادقُ الإيمان يوقن تمام اليقين أن أمره كله في السراء والضراء خيرٌ؛ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي يحيى صُهَيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجَبًا لأمر المؤمن! إن أمرَه كلَّه له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابَتْه سرَّاءُ شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضرَّاءُ صبر؛ فكان خيرًا له))، ويكفي هذا المعاقَ أجرًا إن صبر أن يدخل الجنةَ دون حساب؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل قال: إذا ابتلَيْتُ عبدي بحبيبَتَيْه (أي: بفَقْدِ عينيه)، فصبَر، عوَّضْتُه منهما الجنةَ)).
المعاق الحقيقي:
يتبادر إلى الأذهان لأول وهلة حينما يأتي ذكر كلمة المعاق أنه المبتلى والمصاب بعاهة في بدنه، إلا أن الله تعالى أعطانا في القرآن الكريم معنًى للمعاق قد يغيبُ عن الأذهان؛ قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، قال ابنُ كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "أي: ليس العَمَى عَمَى البصَر، وإنما العَمَى عَمَى البصيرة، وإن كانت القوةُ الباصرة سليمةً، فإنها لا تنفُذُ إلى العِبَر، ولا تدري ما الخَبَر"، ثم ذكر شعرًا لابن حيان الأندلسي، منه:
إن كنتَ لا تسمَعُ الذِّكرى ففِيمَ ترَى
في رأسِك الواعيانِ السَّمعُ والبصَرُ
ليس الأصمُّ ولا الأعمَى سوى رجُلٍ
لم يَهْدِه الهاديانِ العينُ والأثَرُ
كذلك بيَّن الله تعالى أن مِن أصناف أهل النار هؤلاء الذين يعطِّلون جوارحَهم مِن سمع وبصَر وعقلٍ عمدًا؛ بابتعادهم عن طريق الهدى، وسلوكِهم طريقَ الضلالِ والرَّدى؛ ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، فهؤلاء خُلِق لهم جوارحُ لكنهم لا ينتفعون بها، وعطَّلوها عمدًا؛ بعدم قبول الحق، وعدم سماع الهدى، تمامًا كما للأنعام جوارحُ لا فائدة منها، إلا أن تسمعَ صوت صاحبها يصرخ فيها، لكنها لا تعقِل.
نظرة تاريخية للمعاقين:
إن الذي يقرأ في كتب التاريخ يتأكد لديه أن المعاق في الأزمنة والعصور قبل الإسلام كان منبوذًا؛ ففي زمن الفراعنة كانوا يتخلَّصون بالموت من المعاقين، وفي زمن الفلاسفة اليونانيين كانوا ينادون بإخراج المعاقين مِن مدينتهم الفاضلة؛ لأنهم أرواحٌ شريرة، وفي بعض دول أوربا كانوا يسُنُّون القوانين التي تمنع هؤلاء المعاقين حقوقَهم في الوظائف العامة والمناصب الهامة في الدولة، أما في الإسلام فقد لاقى المعاقُ كل تكريم وعناية ورعاية من الناحية الأدبية، ومن الناحية التشريعية؛ فقد جعل الإسلام مِن أبواب الصدقات أن تعين المصاب، ومَن به عَجْزٌ؛ عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((على كل نفس، في كل يوم طلعَتْ فيه الشمس، صدقة منه على نفسه))، قلت: يا رسول الله، مِن أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: ((لأن مِن أبواب الصدقةِ التكبيرَ، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكَر، وتعزِل الشوك عن طريق الناس، والعَظْم والحجَر، وتَهْدي الأعمى، وتُسمِع الأصمَّ والأبكم حتى يفقَهَ، وتدُلُّ المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدَّةِ ساقيك إلى اللهفانِ المستغيث، وترفَعُ بشدَّةِ ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك، ولك في جِماعِ زوجتك أجرٌ))؛ (الحديث رواه أحمد واللفظ له، ومعناه أيضًا في مسلم)، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الإيمان بالله، والجهاد في سبيله))،قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: ((أنفَسُها عند أهلها، وأكثرها ثمنًا))،قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: ((تُعين صانعًا، أو تصنَعُ لأخرَقَ))، (والأخرقُ: هو الذي لا عقل له، أو الذي لا صنعةَ له)، قال: قلت: يا رسول الله، إن ضعُفْتُ عن بعض العمل؟ قال: ((تكُفُّ شرَّك عن الناس؛ فإنها صدقةٌ منك على نفسك))؛ رواه مسلم في كتاب الإيمان، كذلك حرَّم الله تعالى الاستهزاء والسخريَّة مِن أهل البلاء، أو حتى على وجه العموم؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات: 11]، كذا علَّمنا الإسلام التأدُّبَ عند رؤية أهل البلاء؛ روى الترمذيُّ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن رأى صاحبَ بلاءٍ، فقال: الحمدُ لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضَّلني على كثير ممَّن خلَق تفضيلًا، عُوفِيَ مِن ذلك البلاء)).
واهتمَّ الخلفاء المسلمون بالمعاقين بعد ذلك؛ فمنهم من أعطى لهم راتبًا ثابتًا من بيت المال؛ كعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومنهم من أحصى عددهم، وقدَّم لهم الخدمات التي تناسب كل واحد منهم؛ كعمر بن عبدالعزيز، كما أقام بعض الخلفاء مستشفيات للمجذومين؛ كالوليد بن عبدالملك، وفي الفقه الحنفي أجاز أبو حنيفةَ الإنفاقَ على المعاقين من بيت مال المسلمين، وفي العصر الحالي وسَّعت الدول والحكومات دائرة الاهتمام بالمعاقين؛ فخصَّصَت نسبة ثابتة من الوظائف العامة لهم، ولم تمنَعِ المعاق من تقلد المناصب، ما دام كفئًا في عمله، كما خصصت لهم الأندية والمتنزهات التي تناسب أحوالهم، وهناك مقترحات لابتكار الطرق والوسائل التي تعين المعاق على إبداء رأيه، وإشراكه في الحياة السياسية في كثير من دول العالم.
الحقوق التشريعية للمعاقين:
اهتمَّ الإسلام بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، فجعلهم مع غيرهم من الأسوياء متساوين في حقوق العيش، والحرية، والتعليم، وإبرام العقود، والتملُّك، وإبداء الآراء السياسية؛ كالانتخاب وغيرها، وتولِّي الوظائف التي تصل إلى الإمارة، كما أعفاهم من مهمة القتال والدفاع عن الأوطان لهذه العلة؛ قال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 91]، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفتح: 17]، كما أمَر الإسلام بزيارة ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدمِ تركهم وعزلهم، وهذا مِن باب الرحمة بهم؛ فقد كان النَّبي صلَّى الله عليه وسلم يُكثِر من زيارته لهم؛ روى البيهقي والبزار والمنذري من حديث جبير بن مطعم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: ((اذهبوا بنا إلى بني واقف نزور البصير)) (وكان هذا رجلًا أعمى).
وقد حثَّ الإسلامُ على التعامل بالرحمة مع كافة الناس؛ فمن باب أولى أن توجه هذه الرحمة إلى أمثال هؤلاء؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن، كذلك فإن أُسَر هؤلاء المعاقين ينبغي أن تكون في دائرة الاهتمام على مستوى الدول، بتقديم العون المادي والاجتماعي، وتوفير فرص عمل ملائمة، وصنعة تناسب حالة كل منهم، فالأمة كلها جسد واحد، تتألم لتألُّم عضو فيها، فلا تجد تكافلًا على وجه الأرض أفضل وأكمل مما حث عليه ديننا الحنيف، وفي هذا يكون التعاون والتكاتف؛ ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
معاقون في المقدمة:
وفي السيرة النبوية نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولَّى إمارة المدينة لعبدالله ابن أم مكتوم أكثر من عشر مرات، وبعث معاذ بن جبل عاملًا على اليمن وأميرًا لها وكان شديدَ العَرَج، واشترك عمرو بن الجموح في القتال في غزوة أُحُد، وكان من أوائل الشهداء فيها، وتسابق الناس إلى التعلم من عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وكان قد كُفَّ بصرُه في آخر حياته، وكان ينشد قائلًا:
إنْ يأخُذِ اللهُ مِن عَيْنَيَّ نورَهما
ففي لساني وسَمْعي منهما نورُ
قَلْبي ذكيٌّ وعَقْلي غيرُ ذي عِوَج
وفي فمي صارمٌ كالسيفِ مأثورُ
وكان عطاءُ بن أبي رباح من كبار المفتين في زمنه، ورغم ذلك كان أعور العين، أفطس الأنف، أعرج الرجل، أشلَّ اليد، أقطع الأذن، وغيره ممن كانت إعاقته عَلَمًا عليه في علمه؛ كالأصم حاتم بن عنوان (توفي 237هـ)، وكان مشهورًا بالزهد والتقشف، ووصاياه معروفة ومشهورة، والأعمش سليمان بن مهران الأسدي بالولاء (توفي 148هـ)، وهو تابعي حافظ للحديث وعالم فيه، والأخفش عبدالحميد بن عبدالمجيد (توفي 177هـ)، وكان عالِمًا في اللغة العربية والنحو، والأحول عاصم بن سليمان البصري (توفي 142هـ)، وهو مِن حفَّاظ الحديث، والأعرج عبدالرحمن بن هرمز (توفي 117هـ)، وكان عالِمًا في القرآن والسنة، وخبيرًا بأنساب العرب، وغير هؤلاء الكثير.
كما لا يخفى علينا كلُّ نابغة في عصرنا في العلوم المتعددة، الدِّينية منها والدنيوية، ممَّن اشتهروا وذاع صِيتهم، وكل بلد أدرى بمَن فيه من هؤلاء الأفذاذ من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تفوَّقوا على أقرانهم مِن الأصحَّاء.
إن دِيننا الإسلامي لا يُغفِل فئة في مجتمعه، خاصة إذا كانت هذه الفئة تحتاج إلى تعامل مِن نوع خاص، وكيف له أن يُغفلها أو يُهملها ورسالته رحمة للعالمين؟! ولكن يبقى لمنتسبي الإسلام فهم هذا الدِّين فهمًا صحيحًا؛ لينشروا هذه الرسالة المحمدية التي رحِمَتِ الإنسان والطير، حتى الجماد؛ فقد التزم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جِذْع النخلة، وضمَّه إليه حينما حَنَّ لفِراقه بعد أن اتخذ منبرًا للخطابة؛ فالرحمةَ الرحمةَ بالمعاقين وغيرهم.

اكتب تعليق

أحدث أقدم