رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن السلام النفسي والمجتمعي والدولي

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن السلام النفسي والمجتمعي والدولي

بقلم \  المفكر العربي الدكتور خالد محمود  عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس  ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى 
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين 
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا 
يهل علينَا  إن شاء الله تعالى شهرٌ عظيمٌ مِن الأشهرِ الحُرمِ ألَا وهو «شهرُ رجب»، والأشهرُ الحرمُ – كما هو معلومٌ- أربعةٌ: «ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، ومحرمٌ، ورجبٌ»، وقد أشارَ اللهُ إليها إجمالًا في كتابهِ فقالَ: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾، ثم جاءتْ السنةُ ووضحتْهَا فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجةِ الوداعِ: «أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» (البخاري)، وإنَّما أضافَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «رجبَ» إليهم؛ «لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْظِيمِهِ بِخِلَافِ غَيْرِهِمْ، فَيُقَالُ إِنَّ رَبِيعَةَ كَانُوا يَجْعَلُونَ بَدَلَهُ رَمَضَانَ، وَكَانَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ مَا ذُكِرَ فِي الْمُحَرَّمِ وَصَفَرٍ، فَيُحِلُّونَ رَجَبًا، وَيُحَرِّمُونَ شَعْبَانَ»، وقد وصفَهُ بكونهِ «بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» مُبَالَغَةً فِي إِيضَاحِهِ وَإِزَالَةً لِلَّبْسِ عَنْهُ، وليبيِّنَ صحةَ قولِ هذه القبيلةِ في أنَّه الشهرُ الذي بينَ جُمادى وشعبانَ لا كما تظنُّ ربيعةُ مِن أنَّ رجبَ المُحَرَّم هو الشهرُ الذي بينَ شعبانَ وشوال، فبيّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه رجبُ مضر لا رجب ربيعة» . فتح الباري 8/ 325، وشرح النووي 11/168.

إنَّ الإسلامَ دينُ السلمِ والسلامِ، والأمنِ والأمانِ حيثُ حُرِّمَ القتالُ في الأشهرِ الحُرمِ قال ربُّنَا: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾، وقد سُمِّيَ«رجبُ الأصم»؛ لأنَّه لا يسمعُ فيه صوتُ السلاحِ، إلّا إذا داهمَ العدوُّ بلدَنَا عندئذٍ يُفْرَضُ القتالُ دفاعًا عن أنفسِنَا وأهلِنَا وأموالِنَا وأوطانِنَا قالَ تعالى: ﴿وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:«لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، إِلَّا أَنْ يُغْزَى، أَوْ يُغْزَوْا، فَإِذَا حَضَرَهُ أَقَامَ حَتَّى يَنْسَلِخَ» (أحمد)، وهذا يبعثُ في النفسِ البشريةِ التفكيرَ في هذا الدينِ، ويبثُّ للإنسانيةِ رسالةَ اطمئنانٍ بأنَّ الإسلامَ ليس دينَ قتلٍ وتعطشٍ للدماءِ، بل يدعو للتسامحِ والتعايشِ السلمِي، ونبذِ العنفِ والتطرفِ قال ربُّنَا: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها﴾ وقال أيضًا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ .

ما يجبُ علينا فعلُهُ تجاهَ الأشهرِ الحُرمِ حتى نحققَ السلامَ النفسِي والمجتمعِي.
أرشدَنَا دينُنَا الحنيفُ إلى كيفيةِ التعاملِ مع هذه الأشهرِ الحُرمِ، ويمكنُ إيجازُ هذه الوصايا فيما يلِي:

أولًا: كفُّ النفسِ عن المعاصِي والفواحشِ والمنكراتِ: أمرَ اللهُ المسلمَ أنْ يجتنبَ المعاصِي صغيرَهَا وكبيرَهَا فقالَ: ﴿قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ» (متفق عليه)، وكما أنَّ الحسنةَ تضاعفُ في مواسمِ الخيرِ كما قال في حقِّ أمهاتِ المؤمنين ﴿يَا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً* وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً﴾، فكذا المعصيةُ في الأشهرِ الحُرمِ عقابُها كبيرٌ، وإثمُها عظيمٌ، ومن فضل ِاللهِ على هذهِ الأُمةِ أن جعلَ لها مواسمَ للخيرِ حريٌّ بالمؤمنِ التماسهَا فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مَنْ رَحِمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» (الطَّبَرَانِيُّ، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ) .

فيا أيُّها المقيمُ علي المعاصِي والفواحِشٍ أقصرْ، وتُبْ وارجِعُ إلي ربِّك كي تحقِّقَ السلامَ النفسِي الداخِلي ولا تقنَطْ ولا تيأَسْ مِن رحمتِهِ قال ربُّنَا: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وعن أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» (الترمذي وحسنه) .

إنَّ مَن يملكُ السلامَ النفسِي كأنَّه حيذَتْ له الدنيَا بحذافِيرِهَا، ولن يتحقَّقَ ذلك إلّا بالتخلِيةِ عمّا يكدِّرُ حياةَ الإنسانِ وإلّا عاشَ في همِّ وكربٍ يُؤْدِي بهِ إلى الأمراضِ النفسِية، فاجعلْ همَّكَ همًّا واحدًا تعشْ في أمنٍ وسلامٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ» (الترمذي) .

ثانيًا: الكفُّ عن الظلمِ بأنواعِهِ الثلاثِ في الأشهرِ الحُرمِ: لقد حرَّمَ اللهُ الظلمَ عامةً؛ لأنَّ عاقبتَه وخيمةٌ، وآثارَهُ شنيعةٌ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا» (مسلم)، ونهَى عنهُ في الأشهرِ الحُرمِ خاصةً حيثُ قال: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾؛ لِمَا لهَا مِن حرمةٍ وقدسيةٍ عندَ اللهِ قَالَ قَتَادَةُ:«إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى صَفَايا مِنْ خَلْقِهِ، اصْطَفَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا، وَمِنَ النَّاسِ رُسُلًا، وَاصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ ذِكْرَهُ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدَ، وَاصْطَفَى مِنَ الشُّهُورِ رَمَضَانَ وَالْأَشْهُرَ الْحُرُمَ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاصْطَفَى مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تعظيم الْأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْفَهْمِ وَأَهْلِ الْعَقْلِ» . (تفسير ابن كثير 4/ 131) .

والظلمُ ثلاثةُ أقسامٍ: ظلمٌ بينَ الإنسانِ وخالقِهِ، وأعظمُه الشركُ باللهِ، وظلمٌ بينَ الإنسانِ ونفسِه، وظلمٌ بينَه وبينَ غيرِه، والمتأَملُ في الأنواعِ الثلاثِ يجدُ أنَّ مردَّها إلى نوعٍ واحدٍ ألَا وهو «ظلمُ الإنسانِ لنفسِهِ»، فاللهُ لا تضرُّهُ المعصية، ولا تنفعُهُ الطاعة ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً﴾، والإنسانُ عندما يظلِمُ أخاهُ الإنسان، ويظلمُ وطنَهُ بتقصيرِهِ في أداءِ واجبِه، أو إهمالِهِ في عملِهِ، أو تهربِهِ مِمّا كُلِّفَ بهِ إنّما هو في الأساسِ يظلمُ نفسَهُ؛ إذ شُؤمُ ذلك كلِّهِ راجعٌ عليهِ، والعكسُ بالعكسِ، وقد جمعَهَا حديثُ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ:«الظُّلْمُ ثَلاثَةٌ، فَظُلْمٌ لا يَغْفِرُهُ الله، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ، وَظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ، فَأَما الظُّلْمُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ الله فَالشِّرْكُ ﴿إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ فَظُلْمُ العِباَدِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ الله فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا حَتَّى يُدَبِّرُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ» (البزار) .

فليحذرْ الإنسانُ مِن الظلمِ، وليبادرْ بردِّ المظالمِ إلى أصحابِهَا – كي يحققَ السلمَ المجتمعِي – قبلَ أنْ يأتِي عليه وقتٌ يندمُ على ما قدمَتْ يداهُ، ولاتَ ساعةَ مندمِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا كَانَتْ لِأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ فِي عِرْضٍ أَوْ مَالٍ، فَجَاءَهُ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حَمَّلُوهُ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ» (البخاري) .

إذا كانَ الإنسانُ العاقلُ يحترمُ ويلتزمُ القوانينَ، ويشعرُ بتأنِيبِ الضميرِ إذا خالفَهَا، فمِن بابِ أولَى أنْ يعظمَ ما عظمَ اللهُ، ويقدسَ أوامرَه، وينتَهِي عن نواهِيه؛ فالعظيمُ أحقُّ ما يعظم ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ﴾، فحريٌّ بي وبك أنْ نقفَ عندَ حدودِ اللهِ وحرماتِهِ فعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَغَفَلَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا» (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ) .
ثالثًا: استشعارُ مراقبةِ العليمِ الخبيرِ: كانت العربُ تتلاعبُ في تقديمِ الأشهرِ الحُرمِ وتأخيرِهَا وفقَ هواهَا، وتبعًا لمصلحتِهَا، فإذا أرادُوا قتالًا أو إغارةً على قبيلةٍ مِن القبائلِ أحلُّوا أحدَها عامًا، وحرمُوه عامًا كما قال تعالى: ﴿يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُواطِؤُا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ﴾، «وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ أَصْحَابَ حُرُوبٍ وَغَارَاتٍ فَكَانَ يَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَمْكُثُوا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ مُتَوَالِيَةٍ لَا يُغِيرُونَ فِيهَا، وَقَالُوا: لَئِنْ تَوَالَتْ عَلَيْنَا ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ لَا نُصِيبُ فِيهَا شَيْئًا لَنَهْلِكَنَّ» (تفسير القرطبي 8/137)، وفي هذا معنَى لطيفٌ إلى أنَّ عبادةَ اللهِ ليسَت بالهَوى والتمنِّي، وحسبَما يريدُ الإنسانُ ويشتِهي، بل العباداتُ مبنَاهَا على التوقيفِ مِن المُشرِّع قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لَمَّا جِئْتُ بِهِ» (الأربعون النووية، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ)، وهذا فيه ردٌّ على مَن تسولُ له نفسُهُ بالتحليلِ أو التحريمِ قال ربُّنَا: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ﴾، وهذا مِن شأنِه أنْ يُربِّي النفوسَ، ويصقِلَ القلوبَ على مراقبةِ علامِ الغيوبِ، فتنتَهِي عن غيِّهَا، وتقصر عن عصيانِ ربِّهَا أمَّا انتهاكُ الحرماتِ فسببٌ لزوالِ الحسناتِ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًاء فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ:أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» (ابن ماجه) .

رابعًا: استغلالُ الأشهرِ الحرمِ في تحقيقِ السلامِ النفسِي: رغبَ الشارعُ الحكيمُ في الإكثارِ مِن الطاعاتِ في الأشهرِ الحُرمِ، وقد سُمّي شهرُ«رجب» بالأصبِّ؛ لأنَّ الرحمةَ والمغفرةَ تنصبُّ على العبادِ فيهِ، فيستحبُّ للمسلمِ أنْ يسارعَ في إخراجِ الصدقاتِ، وقضاءِ الحاجاتِ، ويكثرَ مِن الدعاءِ في الخلواتِ خاصةً في الثلثِ الأخيرِ مِن الليلِ حيثُ يتنزلُ ربُّنَا نزولًا يليقُ بهِ، قد سنَّ لنَا رسولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصيامَ في الأشهرِ الحُرمِ، فعَنْ مُجِيبَةَ الباهلية عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَمِّهَا «أنَّه أتَى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم انطلقَ فأتاهُ بعدَ سنةٍ، وقد تغيرتْ حالُهُ وهيئتُهٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أمَا تعرفُنِي، قال: ومَن أنت؟ قال: أنا الباهليُّ الذي جئتُكَ عامَ الأول، قال: فما غيرَكَ، وقد كنتَ حسنَ الهيئةِ؟، قال: ما أكلتُ طعامًا إلَّا بليلٍ منذُ فارقتُكَ، فقال رسولُ اللهِ لم عذبتَ نفسَكَ، ثم قال: صُم شهرَ الصبرِ، ويومًا مِن كلِّ شهرٍ، قال: زدنِي فإنَّ بي قوةً، قال: صُم يومين، قال: زدنِي، قال: صُم ثلاثةَ أيامٍ، قال: زدنِي، قال: صُم مِن الحُرمِ واتركْ، صُم مِن الحُرمِ واتركْ، صُم مِن الحُرمِ واتركْ، وقال: بأصابعهِ الثلاثةِ فضمَّهَا ثمَّ أرسلَهَا» (أبو داود)، كما استحبَّ بعضُ العلماءِ أداءَ العُمرةِ في شهرِ«رجبٍ»، حيثُ وردَ عن بعضِ الصحابةِ فعلُ ذلك فعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «كَانَتْ عَائِشَةُ تَعْتَمِرُ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَتَعْتَمِرُ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي رَجَبٍ، تُهِلُّ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ»، وعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِبٍ قَالَ: «اعْتَمَرْتُ مَعَ عُمَرَ وَعُثْمَانَ فِي رَجَبٍ» (ابن أبي شيبة) .

إنَّ الأشهرَ الحُرمَ فرصةٌ كبيرةٌ، ووسيلةٌ عظيمةٌ؛ ليهذبَ الإنسانُ فيها نفسَهُ ويخلصَهَا مِن الأدواءِ الظاهرةِ والأمراضِ الباطنةِ؛ ليصلَ بذلكَ إلى تحقيقِ معيةِ اللهِ، والشعورِ بالسكينةِ والطمأنينةِ والأمانِ النفسِي، ولذا ختمَ اللهُ الآيةَ في الحديثِ عن تلكَ الأشهرِ بقولِهِ:﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾، فهذا إعلامٌ لنا بأن معيتَه– سبحانَه– للمتقينَ يحميهم، ويحرسهم، ويدافعُ عنهُم، ويحفظُهم من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ .

 التسامحُ، ونبذُ العنفِ، ونشرُ قيمِ الوعي، وحفظُ العقولِ مِمّا يفسدُهَا يحققُ السلمَ المجتمعِي والدولِي.
أمرنَا دينُنَا بالتسامحِ، والعفوِ عندَ المقدرةِ، وإقالةِ العثرةِ والزلةِ، وقبولِ العذرِ، وغفرانِ الذنبِ، والرفقِ بعبادِ اللهِ تعالى قال ربُّنَا:﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ﴾، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ لَا يَقِيلُ عَثْرَةً وَلَا يَقْبَلُ مَعْذِرَةً وَلَا يَغْفِرُ ذَنْبًا أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ» (الحاكم)، كما رغبنَا في الرفقِ والبعدِ عن التشددِ حتى لا يصبحُ المجتمعُ عرضةً للتطرفِ والمغالاةِ فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلَاثًا» (مسلم)، وقال أيضًا: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (مسلم) .

لقد بالغَ الإسلامُ في نبذِ العنفِ حتى في النظرةِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(شعب الإيمان)، بل جعلَ كمالَ الإسلامِ والإيمانِ أنْ يسلمَ الناسُ مِن أذَى المسلمِ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ» (أحمد)، وما انتشرَ الفهمُ الخاطئُ تجاهَ نصوصِ القرآنِ والسنةِ إلّا بسببِ تغييبِ العقولِ، وعدمِ الفهمِ السديدِ لمقاصدِ الشريعةِ، وقد جعلَ اللهُ أمانَ ذلكَ بالرجوعِ إلى أهلِ الاختصاصِ كلّ في فنِّهِ ومجالِه فقال ربُّنَا: ﴿وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ .

ومِن أعظمِ ما يحققُ السلمَ المجتمعِي والدولِي أنْ تُمدَّ يدُ العون ِللضعفاءِ والمحتاجِين، وتحقيقِ التكاتفِ والتآلفِ بين أفرادِ المجتمعِ، فالإسلامُ لا يريدُ مِن أتباعهِ أنْ يعيشُوا في دائرةٍ منغلقةٍ على أنفسهِم متغافلين لواجبِهم تجاهَ الفقراءِ والمساكين، ولذا مَن ديدنُهُ ذلك معرضٌ لسخطِ ربِّ العالمين، واستمعْ إلى هذا المشهدِ القرآنِي- الذي يجعلُ الولدانَ شيبًا- حيثُ جاءَ على لسانِ المتقين- على سبيلِ التوبيخِ لهؤلاءِ المجرمين- ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾، فهَا هُم قد اعترفُوا وأقرّوا بأنَّ الإلقاءَ بهِم في جهنم إنَّما كان بسببِ عدمِ إطعامِهِم الجائع، وتركهِم لكسوته، ورعايةِ حالهِ، بل زادَ اللهُ الأمرَ إيضاحًا فجعلَ في رقبةِ كلِّ موحدٍ بهِ حقًّا للمسكينِ أنْ يحضَّ غيرَهُ على إطعامهِ والاهتمامِ بهِ، بل جعلَ تركَ هذا الحضِّ مِن لوازمِ الكفرِ والتكذيبِ بيومِ الوعيدِ ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ﴾ وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ» (ابن أبي شيبة) بهذا الفهمِ الرشيدِ تُحدُّ الرذائلُ الإنسانيةُ، إذ يشعرُ كلُّ فردٍ أنَّ له حقوقًا وعليه واجبات، فينشأُ الأمنُ والأمانُ، وينشرُ الرخاءٌ والتقدمُ، ويحيَا الناسُ حياةً طيبةً ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ .

إنَّ السلامَ مع المجتمعِ كلِّهِ لا يكونُ إلّا بتطهيرِ القلوبِ مِن الغلِّ والحقدِ والبغضاءِ والكراهيةِ قالَ ربُّنَا ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ وعَنْ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ» (ابن ماجه) .

لقد تخطَّى الإسلامُ بقضيةِ السلامِ العالمَ البشري إلى سائرِ المخلوقاتِ والعجماوات، فحثَّ المسلمَ وأمرَهُ بالحفاظِ على الأرضِ التي يعيشُ عليهَا، وأوجبَ عليهِ حمايتهَا، ونهاهُ عن الإفسادِ فيهَا فقال: ﴿وَلاتَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ فما أحوجنَا إلى نشرِ مبادىءِ السلمِ والسلامِ، وقيمِ البناءِ والعمرانِ لا التدميرِ والخراب، وهذا ما تُقرهُ جميعُ الأديانِ السماويةِ، والقيمُ الإنسانيةُ، والمواثيقُ والأعرافُ الدوليةُ.

 نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، ووفق ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

اكتب تعليق

أحدث أقدم