رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الخطة المالية للأسرة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الخطة المالية للأسرة

 


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الخطة المالية للأسرة
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فرديرك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
مما لاشك فيه أن من أسرار النجاح للأسرة أن يكون هناك خطة مالية أو ميزانية للعائلة، تضمن التوافق بين حجم الإيرادات التي تكفل الضروريات والحاجيات والتحسينات، والإنفاق الذي يشمل المصاريف من مأكل ومشرب، ومسكن وتعليم وادخار.
وإن مِن أهم القواعد التي يجب أن يسير عليها العبد المؤمن: القاعدة التي تقول: ((ما خاب مَن استخار، ولا ندم مَن استشار، ولا عال مَن اقتصد))، وعناصرها كالتالي:
الاستخارة: (التوكل على الله).
الاستشارة: (الخبرة والتجرِبة).
الاقتصاد: (التدبير).
فهذه القاعدة تسهم كثيرًا في حل المشاكل المالية لدى الأسرة؛ إذ إن المؤمن قوي بإخوانه، عزيز بهم..
فمن الأهمية بمكان أن يستنير المؤمن بخبرة أهل العلم والاختصاص؛ تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].


إلا أن بعض أرباب الأسر يرتكب خطأ فادحًا حين ينسى هذه القاعدة المهمة، ويطبق المثل القائل: (أنفق ما بالجيب يأتيك ما بالغيب)، فالرزق المقدر بالغيب سيأتي، سواء أنفقت ما في جيبك أو لم تنفقه.. ولكن شتان بين من يبذِّر وبين من يُنفق بالمعروف.
فالنفقة محمودة، مصداقًا للحديث القدسي؛ حيث يقول الله عز وجل: ((أنفق يا بن آدمَ، أُنفِقْ عليك))[1].
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل معروف صدقة، وما أنفق الرجل على أهله كُتِب له صدقة..)) [2]، لكن التبذير مذموم، وهو الإنفاق في غير حق ودون تدبير ولا تفكير، وحين سئل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن المبذرين قال: (الذين ينفقون في غير حق)[3]، وكذا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 27].
فمن هنا وجب على الأسرة أن تضع لنفسها ميزانية وخطة تضم سلامة إيرادها، وحسن إنفاق ذلك الإيراد بالوجه الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، مما يحقق له سعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله.
ومن الأهمية بمكان أن تفكر في صوت مرتفع مع أسرتك، وحدِّد خريطة الشهر المالية، ولا تنس وضعَ خطة الطوارئ البديلة..
اشترِ وقت الحاجة وبقدرها.. وعلِّمْ أطفالَك أنه ليس كل ما تشتهيه نشتريه.. وليس كل ما يطلب يجلب، وإنما هي الحاجة، والمشورة، والسَّعة..
اقتنع بأن الهدية ليست قيمة المهدى، وإنما تهادَوْا تحابوا؛ إذ إن شراء الهدايا بأثمان باهظة قد يرهق كاهل الأسرة.. ولا يكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها..
خذ الأسرة في نزهة إلى البرية؛ لكي يعيشوا لحظات طبيعية، وقلِّل من التنزه في المولات والملاهي بغير إخلال ولا إسراف..
استفِدْ مِن عروض الأسعار ومحلات الجملة، وحاول التسوق قبل أسابيع من مواسم الأعياد والمناسبات، ولا تركن إلى آخر يوم قبل أيام العيد مثلاً؛ لأن السعر يكون مضاعَفًا...
________________________________________
[1] صحيح البخاري، رقم 5352.
[2] صحيح الهيتمي المكي 1 /257.
[3] صحيح الأدب المفرد 345


اكتب تعليق

أحدث أقدم