رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن حفظ اللسان من الغيبة
بقلم \ المفكرالعربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألماانيا الإتحادية
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
مما لاشك فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر صحابته من الغيبة، فقال صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذكرك أخاك بما يكره" فقال أحد الصحابة: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته".
والغيبة تؤدي إلى تقطيع الألفة والمحبة بين الناس وهي تزرع بين الناس الحقد والضغائن والكره، وهي تدل على خبث من يقولها وامتلاء نفسه بالحسد والظلم، وقد شبه الإمام علي رضي الله عنه أصحاب الغيبة بأنهم أشرار كالذباب فقال: الأشرار يتبعون مساوئ الناس ويتركون محاسنهم كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة.
خطورة الغيبة:
الغيبة هي أخطر أمراض اللسان وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن الغيبة وشبّه من يغتاب أخاه ويذكره بما يكره ويتحدث عن عيوبه في غيابه، كمن يأكل لحم أخيه الميت فقال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]
أخطار الغيبة:
• الذي يغتاب الناس يكون مكروهاً منبوذاً منهم، فلا يصادقه أحد ولا يشاركه أحد في أي أمر قال أحد الحكماء: إذا رأيت من يغتاب الناس فابذل جهدك ألا يعرفك ولا تعرفه.
• والغيبة تفسد على المسلم سائر عباداته، فمن صام واغتاب الناس ضاع ثواب صومه وكذلك بقية العبادات، ويروى أن امرأتين صامتا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكانتا تغتابان الناس فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال عنهما: "صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله". [أحمد]
أي: أنهما صامتا عن الطعام والشراب وأخذتا تتحدثان وتخوضان في أعراض الناس فلم يقبل الله صيامهما.
• والغيبة عذابها شديد وعقابها أليم يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما عرج بي -أي في رحلة الإسراء- مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون -يجرحون- وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم". [أبو داود].
ما يُباح من الغيبة:
هناك أمور أباح الإسلام فيها للمسلم أن يذكر عيوب الآخرين، ولا يعد هذا من قبيل الغيبة التي يعاقب عليها المرء، وهذه الأمور هي:
• التظلم إلى القاضي أو الحاكم: فيجوز للمظلوم أن يشكو إلى القاضي أن غيره قد ظلمه.
• تغيير المنكر ورد العاصي إلى الرشد والصواب، فيجوز للمسلم أن يقول: فلان يفعل كذا وكذا من المنكر حتى يزدجر ويرجع عما يفعله طالما أنه لا يستجيب لنصح ولا ينفع معه ستر ولكن يشترط أن يكون القصد هو تغيير المنكر وليس التشهير بالعاصي.
• تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم فيجوز للمسلم أن ينصح أخاه بالابتعاد عن أحد الأشخاص لما فيه من صفات ذميمة تجلب الشر والخسران.
• المجاهرة بالفسق والبدع فإذا كان من الناس من يفعل من الذنوب علانية كأن يشرب الخمر أو يظلم الناس فإنه يجوز ذكر عيوبه حتى يرتدع ويرجع إلى الله.
• التعريف فإذا كان بعض الناس لا يعرف إلا بلقب يسمى به بين الناس كأن نقول فلان الأعمش أو الأحول فإن ذلك يجوز إذا كان الغرض معرفة الإنسان ولا يجوز إذا كان سبه وتنقيصه.
• كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبلت عليها أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها فقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا - تعني أنها قصيرة - فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" مزجته: أي: عكرته. [أبو داود والترمذي].
أي: أن تلك الكلمة قبيحة لدرجة أنها تنتن ماء البحر لقبحها وسوئها.
إرسال تعليق