حقيقة أم خيال؟ حين تخدعنا القصص

حقيقة أم خيال؟ حين تخدعنا القصص


صلاح عدنان


عندما أمر نابليون الجلاد المعروف جون كيتش بقتل أوفيليا وذلك لمحاولتها التعاون مع الامبراطورية النمساوية والتآمر ضد نابليون للتخلص منه وفتح الساحة لقوات التحالف المكونة من  المملكة المتحدة، ومملكة بروسيا، ومملكة إسبانيا، ومملكة نابولي. طبعاً بسبب دهاء نابليون فشلت المحاولة فقد أستخدمت الخنجر الذي اعطاه أياها نابليون نفسه والذي لم يكن مخصصاً للقتل بل كان غير مشحوذ وبالتالي فإنه تسبب بجرح بسيط فقط لبونابرت. ومع قصة الخيانة هذه انتهت حياة أوفيليا كما انتهت قصة الحب العظيمة لنابليون نحو أوفيليا. كما إنها تركت عدة تساؤلات، كيف لقائد عظيم ان يقع في شراك عاطفته، وكيف لأمرأة مثل اوفيليا ان تغدر بحبها الوحيد، والاصعب من ذلك كيف لنابليون ان يشهد عملية الإعدام كاملة وقطع الرأس الذي جرى على يد كيتش دون ان يحرك ساكناً ودون ان يرق قلبه؟

قصة مؤثرة وما زاد من تأثيرها هو إنها تتعلق بشخصيات تأريخية معروفة. لكن لو أمعنت في التفاصيل فستجد ان القصة مفبركة جدا، فنابليون المعروف لم يكن يحب امرأة اسمها اوفيليا والتي كانت عبارة عن شخصية من مسرحية هاملت. أما جون كيتش هو فعلاً جلاد لكنه كان جلاداً إنجليزياً شهيراً استخدمه الملك تشارلز الثاني. 

في عالمنا الواقعي والافتراضي نسمع الكثير من القصص والروايات التأريخية التي لا نعرف مدى دقتها لكننا نتداولها، ربما نفعل ذلك من باب المتعة لكن هل نفكر مثلاً في الافكار والرسائل التي يتم تمريرها من خلال هكذا قصص! إظهار المرأة بصورتها الخائنة مثلاً. تمعنوا في ما تقرأون وما تسمعون وما تشاهدون، فقد تكونون ضحية لرواية مفبركة تخلق لكم واقعاً جديداً.

اكتب تعليق

أحدث أقدم