الأفواه المُطبِّلة لإسرائيل

الأفواه المُطبِّلة لإسرائيل


بقلم: زينب صابر السعيدي

لم يعد الأمر يقتصر على بعض العرب الذين اصطفّوا إلى جانب إسرائيل تحت راية "التطبيع"، بل المؤلم أكثر هو أن نرى اليوم فئة من الشيعة تدّعي الحياد، وترفض أي موقف داعم لإيران، وكأنها تحاول المراوغة والاختباء خلف شعارات ظاهرها الحياد وباطنها الانحياز.
إن من يتخلّى عن نصرة الحق في هذا الزمن، هو في حقيقته يقف - بوعي أو بغير وعي - إلى جانب الباطل. لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة حاسمة؛ لم يعد الصمت فيها مقبولًا، ولا الحياد مبرّرًا. يجب على كل إنسان أن يحدّد موقفه بوضوح: إمّا أن يكون مع الحق، أو أن يكون، شاء أم أبى، مع إسرائيل وأعوانها.
نحن نعيش في زمن التمهيد لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)، فهل يُعقل أن يقف الإنسان حياديًّا في وجه معركة الحق والباطل؟ هل سيكون هذا موقفكم حين يظهر الإمام؟ أم أنكم ستنتظرون أيضًا لتُقرّروا أين تقفون؟
إن الصراع اليوم ليس سياسيًا فقط، بل هو صراع عقائدي، بين محور المقاومة الذي يُمثّل امتدادًا للنهج الحسيني في رفض الظلم والهيمنة، وبين مشروع استكباري يريد ابتلاع المنطقة وطمس هويتها. من يتنصّل من مسؤولياته، ويتفرّج من بعيد، فهو يُسهم في ترسيخ الباطل، ولو بسكوته.
وليعلم أولئك الذين يهاجمون كل صوت مقاوم، أو يتخذون من المواقف الرمادية سبيلاً للهروب من المسؤولية، أن التاريخ لا يرحم، وأن الإمام حين يظهر، لن يقبل الأعذار الواهية، ولن يساوي بين من قاتل تحت رايته، ومن وقف متفرجًا يدّعي "الحياد".

اكتب تعليق

أحدث أقدم