كتبت: هبة الأصولي
يحتفل العالم في السادس عشر من أكتوبر بـاليوم العالمي للمدير؛ لتكريم القيادات التي تبذل جهدًا متواصلًا من أجل تطوير بيئات العمل، وللاحتفاء بالمديرين الذين قادوا فرقهم بالمحبة والحكمة.
ففي كل مؤسسة هناك من يُدير، لكن قلة هم من يُلهمون، ومن بين هؤلاء، تأتى الأستاذة رشا الفقي، مدير عام النشاط الثقافي والفكري بدار الأوبرا المصرية، التي استطاعت أن تجعل من الإدارة ساحة للإبداع الإنساني، ومن العمل الثقافي رسالة تنبض بالحياة، فهى أحد النماذج المشرفة للقيادة الثقافية في مصر.
فهى قيادة تعرف أن النجاح لا يُصنع في المكاتب المغلقة، بل في قلوب الناس الذين نؤمن بهم، فمن يعرفها يدرك أن دفء إنسانيتها يسبق صرامة قراراتها، وإنها ترى في كل مشروع ثقافي فرصة جديدة لبناء الوعي والجمال في المجتمع، من خلال استضافة المفكرين والفنانين والشعراء، ومن خلال فتح الأبواب أمام المواهب الشابة لتعبّر عن رؤاها بإبداع وثقة.
فقد تبنت الفقي رؤية واضحة تقوم على توسيع قاعدة الجمهور، وفتح نوافذ الإبداع أمام مختلف الفئات العمرية، وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة لتقديم أفكارها ضمن مناخ من الحرية والاحترام والتنوير.
عرفها زملاؤها وفريق عملها كقائدة تؤمن بالحوار والتعاون، وتضع الإنسان قبل المهام، فهي لا تُدير فقط، بل تُلهم وتُشجع، وتغرس روح المسؤولية والانتماء في كل من يعمل معها.
وفي يوم المدير العالمي، تأتي هذه المناسبة لتُذكرنا بأن الإدارة الحقيقية ليست مجرد موقع، بل رسالة ومسؤولية، وأن النجاح المؤسسي يبدأ من قائد يمتلك الرؤية، ويصنع من فريقه شريكًا في الحلم والإنجاز.
تحية تقدير للأستاذة رشا الفقي، التي أثبتت أن القيادة يمكن أن تكون إنسانية وملهمة في آنٍ واحد، وأن الثقافة حين تقودها امرأة واعية ومحبة للفن، فإنها تُثمر جمالًا وحياة.
إرسال تعليق