الماسونية.. من يحكم العالم من وراء الستار؟

الماسونية.. من يحكم العالم من وراء الستار؟


الماسونية.. من يحكم العالم من وراء الستار؟

✍️ بقلم: آية محمود رزق

في هذا العالم الذي نعيشه، ليست كل الحقائق واضحة كما تبدو، فهناك من يتحكم في مجريات الأمور من وراء الستار، يوجّه العقول لا بالقوة، بل بالفكر والإعلام والرموز. وبين كل تلك القوى الخفية، يبرز اسم واحد يتردّد في السر والعلن: الماسونية. إنها ليست مجرد منظمة، بل فكر كامل يسعى للسيطرة على البشرية تحت شعارات براقة مثل “الحرية” و“المساواة”، بينما يحمل في باطنه أهدافًا أخطر مما نتخيل.

نشأت الماسونية في أوروبا منذ قرون، وكانت في بدايتها تجمعًا للبنّائين الذين شيّدوا الكاتدرائيات الكبرى، لكنها تحوّلت مع مرور الزمن إلى تنظيم سري يضم أصحاب النفوذ والفكر والمال، يسعون جميعًا إلى هدف واحد: السيطرة على اتجاهات العالم. رموزهم منتشرة في كل مكان؛ على العملات، في الأفلام، في الإعلانات، وحتى في الموضة، ولكن معظم الناس تمر عليها مرور الكرام دون أن تدرك معناها الحقيقي.

الماسونية تقوم على فكرة أن الإنسان هو سيد نفسه، لا دين يقيّده ولا إله يوجّهه، فهو من يحدّد الخير والشر حسب أهوائه. وهذه الفكرة، على بساطتها الظاهرية، هي أخطر ما يمكن أن يُزرع في عقول الناس، لأنها تمحو الإيمان من القلوب وتحوّل الإنسان إلى كائن بلا روح، يعيش فقط للمادة والمتعة والسيطرة.

الماسونية لا تستخدم السلاح، بل تستخدم العقول. فهي تسيطر على الإعلام، وتُنتج الفن الذي يوجّه الفكر، وتخلق “القدوة المزيفة” التي تجذب الجماهير وتُعيد تشكيل وعيهم دون أن يشعروا. كل شيء عندهم مدروس بعناية: كلمة في أغنية، مشهد في فيلم، رمز في إعلان… كلها أدوات لتغيير المفاهيم والقيم بهدوء وبلا مقاومة.

وغاية الماسونية الكبرى هي إنشاء نظام عالمي واحد يخضع له الجميع، نظام بلا دين، بلا هوية، بلا قيم. عالم يتحرك وفق ما تريده قلة من المتحكمين، حيث تصبح الإنسانية مجرد أداة في أيديهم.

لكن رغم كل هذا الظلام، يبقى الأمل في الوعي. الوعي هو السلاح الذي لا يستطيعون هزيمته. من يعرف الحقيقة لا يمكن أن يُخدع، ومن يتمسك بدينه وقيمه لا يمكن أن يُسيطر عليه. لذلك، لا تسلّم عقلك لما يُعرض أمامك، ولا تجعل الإعلام أو الشهرة تصنع فكرك. فكر، تأمل، وابحث عن الحقيقة بنفسك.

الماسونية لا تملك القوة المطلقة، إنها تعيش على جهل الناس وغفلتهم. فإذا أفاقت العقول، سقطت أقنعتهم، وانكشف زيفهم. فافتح عينيك جيدًا، لأن الحرب ليست في الميدان، بل في داخل العقول وهناك فقط تُكسب المعركة أو تُخسر.

اكتب تعليق

أحدث أقدم