رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن العالم الجليل الأستاذ الدكتور إبراهيم نجا

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن العالم الجليل الأستاذ الدكتور إبراهيم نجا



بقلم المفكرالعربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ,
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
ولد فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد نجا سنة 1913م في ابيار بمحافظه الغربيه بدأ رحلته التعليمية في معهد طنطا، ثم التحق بالأزهر الشريف طالبًا في معهد طنطا الأزهري.
تخرَّج في كلية اللغة العربية بالقاهرة، وحصل على الإجازة العالية سنة 1938م في دفعة من أوليات دفعات كلية اللغة العربية بعد تطوير الأزهر في نظامه الجديد الذي تم استكماله في عهد الشيخين الظواهري والمراغي، وحصل على دبلوم تمهيدي للأستاذية سنة 1942م، وحاز شهادة العالِمية وإجازة التدريس سنة 1944م، وترقَّى في سُلَّم الدرجات العلمية والوظيفية حتى حاز درجة الأستاذية في أصول اللغة، وشغل منصب رئاسة القسم، وتولَّى عمادة الكلية في المدة من سنة 1970م إلى 1972م، وشغل منصب نائب رئيس جامعة الأزهر، وكان ثاني نحوي يصل إلى مثل هذا المنصب الأكاديمي الرفيع في جامعة الأزهر؛ حيث كان الشيخ محمد الفحام أستاذ النحو في الجيل السابق عليه قد وصل إلى منصب شيخ الأزهر.
وقد زامل الدكتور إبراهيم نجا كلاً من: الأستاذ الدكتور إبراهيم البسيوني، والأستاذ الدكتور عبد العظيم الشناوي، والأستاذ الدكتور سليمان ربيع، والأستاذ الدكتورحسن جاد.
وكان ضمن وفد الأساتذة الجامعيين إلى يوغوسلافيا سنة 1955م.
وقد أثرى فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم نجا المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات النافعة؛ منها: «المذهب النحوي للبغدادي»، «تصريف الأفعال»، «المعاجم اللغوية»، «فقه اللغة العربية»، «التجويد والأصوات»، كما أسهم – رحمه الله – في إخراج كثير من الرسائل العلمية؛ إشرافًا ومناقشةً.
وإبرازًا لمكانته العلمية أخلص تلميذُه صديقي الصدوق وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي .وهو من قرية برما . مركز طنطا زبمحافظة الغربية
فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الغفار حامد هلال، عميد كلية اللغة العربية الأسبق – رحمه الله – بحثًا حول جهوده، بعنوان: «جهود الأستاذ الدكتور/ إبراهيم محمد نجا – رائد أصول اللغة»، نُشر ضمن بحوث الندوة العلمية الأولى لكلية اللغة العربية بالقاهرة سنة 2012م؛ فكان مما جاء فيه: «يُعدُّ الأستاذ الدكتور/ إبراهيم نجا من أساطين علماء اللغة، وأحد أساتذة كلية اللغة العربية المعدودين، شغل منصب أستاذ أصول اللغة، ومنصب رئاسة القسم، وعمادة الكلية، ونيابة الجامعة، وكان له الفضل في إنشاء قسم أصول اللغة فيها، ويرجع إليه الفضل في إرساء مبادئ الدراسات اللغوية الحديثة في الكلية، وكان دائرة معارف، يحدثك في كل فروع اللغة باقتدار، وله جهود متنوعة في الكشف عن أسرار اللغة العربية، ووضع المبادئ والقوانين التي تحكمها.
وقد أبرز الأستاذ الدكتور ابراهيم نجا الجوانب التي يمكن من خلالها إثراء اللغة العربية، وبيان وجوه صلاحيتها لنقل العلوم المختلفة؛ كالطب والصيدلة والهندسة والكيمياء.. وغيرها من علوم العصر، ففتح المجال للعلماء في هذه التخصصات وغيرها أن يجدوا سبيلاً إلى ترجمتها ونقلها إلى العربية، وأن تكون اللغة العربية في مصافِّ اللغات الحية، ومن هذا المنطلق فإن البحث يتناول بعض جهود أستاذنا في هذه المجالات.
فمن هذه المجالات جهوده في فقه اللغة، وما يتناوله من بحوث تؤدي إلى تنمية اللغة، كحديثه عن الاشتقاق اللغوي، وحديثه عن الإبدال ومظاهره اللغوية، وعن قياس العربية، وكيفية توليد الكلمات في هذه اللغة التي تمتاز بسعة الاشتقاق، إذ يمكن أن يولَّد من الأصل الواحد سبعون كلمة في هذه اللغة التي بلغت كلماتها اثني عشر ألف ألف، بل أكثر من ذلك، كما ذكر الخليل بن أحمد - رحمه الله.
والعالم الجليل الدكتور إبراهيم نجا . له جهود في علم الصوتيات اللغوية، وهي أساس الكلمات، كيف يمكن أن يعبَّر بالصوت عن المعنى، وهذا يفتح مجالات واسعة لثراء اللغة العربية.
كما أن للدكتور إبراهيم نجا جهودًا في معجمات اللغة، وهذا العلم (متن اللغة) يمثل الثروة اللغوية الهائلة التي يفيد منها الدارسون والباحثون في علوم العصر، وله جولات مع كثير من معجمات اللغة في كتاب خصصه لهذا الفن.
كما أن له جهودًا في علم اللهجات، وقد بيَّن في كتابه المخصص لهذه الدراسة نشأة اللهجات العربية وتنوعها، وهو يفتح مجالات واسعة للاستفادة منها في ثراء اللغة، واستعدادها لاستيعاب جوانب من العلوم الحديثة.
وللدكتور إبراهيم نجا وقفات جديدة ومبتكرة حلَّل فيها العناصر التي يمكن أن تكوِّن من العربية كلاًّ لا يتجزَّأ، وله مؤلفات في كل هذه الفروع التي أشرت إليها.
و كرَّمته الدولة بالحصول على أكثر من وسام للجمهورية.
وبعد حياة حافلة بالعلم والفكر وخدمة العربية توفي فضيلة الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم نجا إلى رحمة الله تعالى سنة 1981م، وتقديرًا لمكانته العلمية كرَّمته الدولة بالحصول على أكثر من وسام للجمهورية، وتخليدًا لذكراه أطلقت كلية اللغة العربية بالقاهرة اسمه على إحدى قاعاتها.
ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور إبراهيم نجا
كان صديقا لوالدي الحاج محمود عبد القوي عبد اللطيف
يرحمه الله .
وكان يزورنا دائما
في منزلنا العامر بالإيمان والتقوى
بقرية الدلجمون
مركز كفر الزيات . محافظة الغربية
بجوار معهد الشيخ عبد الرحمن عبد اللطيف
ومعه دائما في الزيارة عضو مجلس الشعب الأسبق يرحمه الله
الحاج أحمد عبد القوي الفقي وكان صديقا لوالدي وملاذما له .
وكان يشجعني دائما على البحث والإطلاع ومدارسة القراّن الكريم
وعندما توفي يرحمه الله كنت مشاركا في جنازته برفقة
الدكتور محمد الطيب النجار رئيس جامعة الأزهر
وقيادات جامعة الأزهر والعلماء والمفكرين
ويعد دفنه في قريته ابيار ذهبنا للسرادق
المقام بجوار منزله واستمعنا الى القراّن الكريم
وقصائد شعرية ألقاها الدكتور أمين فاخر
وكنت طالبا وقتها في الصف الثالث الثانوي
بمعهد كفر الزيات الديني
رحم الله العالم الجليل الأستاذ الدكتور
إبراهيم نجا , واسكنه فسيح جناته
* مصادر الترجمة:
1- «جهود الأستاذ الدكتور/إبراهيم محمد نجا – رائد أصول اللغة»، بحث للأستاذ الدكتور عبد الغفار حامد هلال، منشور ضمن بحوث الندوة العلمية الأولى لكلية اللغة العربية بالقاهرة، 2012م.
2- «العلامة إبراهيم نجا الذي أحيا ذكر المدرسة البغدادية في النحو»، مقال للدكتور محمد الجوادي، موقع «الجزيرة. نت».
3- جمهرة أعلام الأزهر.
4ـ طنطا عاصمة دلتا مصر للمؤلف الدكتور خالد عبد اللطيف
طبعة دار الصحوة 1997م

اكتب تعليق

أحدث أقدم