كيف تحمي نفسك من الهاكر وتؤمن أجهزتك وشبكتك

كيف تحمي نفسك من الهاكر وتؤمن أجهزتك وشبكتك



كيف تحمي نفسك من الهاكر وتؤمن أجهزتك وشبكتك

بقلم: آية محمود رزق

في عالمنا الرقمي اليوم أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، فهي وسيلتنا للتعلم والعمل والتواصل والترفيه، ولكن في نفس الوقت هي الباب الذي يحاول الهاكر الدخول منه إلى خصوصيتنا، ولهذا أصبح الوعي بالأمن السيبراني وحماية الأجهزة والشبكات ضرورة وليس رفاهية. الهاكر يحاول دائمًا استغلال الأخطاء الصغيرة سواء كانت كلمة سر ضعيفة أو إعداد غير آمن في الراوتر أو حتى تطبيق غير موثوق يتم تثبيته على الهاتف، ومع التطور الكبير في تقنيات الاختراق أصبح الأمان الإلكتروني مسؤولية كل فرد، فالحماية تبدأ من أبسط التفاصيل. أول خطوة لحماية نفسك هي أن تفهم أن كلمة السر هي خط الدفاع الأول، فالكلمة الضعيفة مثل “123456” أو “password” تجعل مهمة الهاكر سهلة جدًا، لذلك يجب أن تكون كلمة السر قوية تحتوي على حروف كبيرة وصغيرة وأرقام ورموز، وأن تكون مختلفة لكل حساب، ولا يجب أبدًا استخدام نفس الكلمة في أكثر من مكان. ثاني خطوة هي حماية الشبكة المنزلية، لأن الراوتر هو القلب الذي يمر من خلاله كل اتصال بالإنترنت، وللأسف كثير من الناس يتركون الإعدادات الافتراضية دون تغيير، مما يجعل الشبكة عرضة للاختراق بسهولة. من المهم الدخول إلى إعدادات الراوتر وتغيير كلمة المرور الافتراضية، وتعطيل خاصية WPS لأنها تسهّل على الهاكر الدخول من دون معرفة كلمة السر، كما يجب تفعيل التشفير من نوع WPA2 أو WPA3 وعدم مشاركة كلمة السر مع أشخاص غير موثوقين. كذلك يجب مراجعة الأجهزة المتصلة بالشبكة من وقت لآخر، فإذا وجدتِ جهازًا غريبًا فاحذفيه فورًا وغيري كلمة السر. أما بالنسبة للهاتف فهو من أكثر الأجهزة التي يتم استهدافها لأن فيه كل بياناتنا وصورنا ومحادثاتنا، لذلك يجب ألا نقوم بتحميل تطبيقات إلا من متجر رسمي مثل Google Play أو App Store، ويُفضّل مراجعة الأذونات التي يطلبها كل تطبيق، فالتطبيق الذي يطلب صلاحية للكاميرا أو الموقع دون سبب واضح ربما يكون غير آمن. من العلامات التي تدل على وجود اختراق في الهاتف أن تلاحظي استهلاكًا غير طبيعي للبطارية أو سخونة مستمرة أو بطئًا مفاجئًا في الأداء أو فتح صفحات لم تدخليها بنفسك، وإذا لاحظتِ شيئًا من ذلك، فعليكِ إجراء فحص شامل للجهاز باستخدام تطبيق حماية موثوق، وإن استمرت المشكلة يمكنكِ حفظ ملفاتك المهمة ثم عمل إعادة ضبط مصنع للهاتف. أما في الكمبيوتر فالأمر لا يقل خطورة، لأن الهاكر قد يحاول زرع ملفات خبيثة تسرق البيانات أو تسجل ما تكتبينه، لذلك من المهم أن يكون النظام دائم التحديث لأن التحديثات تغلق الثغرات الأمنية، وأن تستخدمي مضاد فيروسات جيد وتفحصي الجهاز بانتظام، وأن تتأكدي من أن خاصية التحكم عن بعد مغلقة إلا إذا كنتِ تستخدمينها بنفسك. يجب أيضًا الحذر من الرسائل المزيفة التي تطلب الضغط على روابط غريبة أو تنزيل مرفقات، لأن أغلب الاختراقات تبدأ بخطأ بسيط من المستخدم. التحقق بخطوتين يعد من أقوى وسائل الأمان، فهو يجعل من الصعب جدًا على الهاكر أن يدخل إلى حسابك حتى لو عرف كلمة السر، لأن الدخول يتطلب رمزًا مؤقتًا يُرسل إلى هاتفك أو بريدك الإلكتروني. ومع كل ذلك يجب أن تتذكري أن الأمان ليس مجرد إعدادات بل هو سلوك، فالحذر في التعامل مع الإنترنت وتجنب الروابط المشبوهة والاحتفاظ بالنسخ الاحتياطية والابتعاد عن شبكات الواي فاي العامة كلها عادات بسيطة لكنها تحميك من مخاطر كبيرة. الأمن السيبراني ليس علماً صعبًا كما يظن البعض بل هو وعي وثقافة تبدأ بخطوة، وقد بدأتِ أنتِ هذه الخطوة عندما قررتِ حماية نفسك وشبكتك، ومع الوقت ستكتشفين أن حماية بياناتك ليست مجرد مسؤولية شخصية بل هي جزء من احترامك لنفسك ولمن تثقين بهم، فكل معلومة نحافظ عليها هي حماية لخصوصيتنا، وكل كلمة سر قوية هي جدار جديد أمام الهاكر، فكوني دائمًا حذرة، محدثة لأجهزتك، واثقة بأنك قادرة على أن تكوني آمنة في عالم مفتوح لا يرحم الغافلين.

اكتب تعليق

أحدث أقدم